أعطى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس صورة قاتمة حول مفاوضات السلام مع إسرائيل في ظل ماتعرفه الأراضي الفلسطينية من تطورات مأساوية بسبب الانتهاكات المتكررة التي تقوم بها قوات الإحتلال يوميا ضد السكان المدنيين في الضفة والقطاع· وقال عباس بالعاصمة الإماراتية حيث شرع في جولة عربية أنه لا يمكن الحديث عن تقدم في مفاوضات السلام بسبب تعثر كل اللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين بمن فيهم رئيس الوزراء إيهود أولمرت·وجاءت تصريحات الرئيس الفلسطيني يوما بعد تصريحات نائب الوزير الأول في إدارة الاحتلال حاييم رامون الذي أكد أنه لا يمكن انتظار التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين قبل نهاية العام الجاري· ويكون الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي شرع في جولة عربية قبل عقد القمة العربية الشهر القادم بالعاصمة السورية قد بنى موقفه على مضامين مختلف التصريحات التي ما انفك يدلي بها المسؤولون الإسرائيليون والتي أكدوا فيها علنا وضمنا أن السلام ليس من أولوياتهم بقدر ما يولون أهمية أكبر لكل عمل عسكري بدعوى وقف إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية ضد الأهداف الاسرائيلية· وإذا كان حاييم رامون لم يشر الى مسألة الحسابات العسكرية وراء عملية عرقلة مفاوضات السلام فإن رئيس الوزراء إيهود أولمرت جدد التأكيد انطلاقا من العاصمة الألمانية التي يزورها حاليا أن ادارة الاحتلال ستواصل محاربة ما أسماه بالإرهابيين في إشارة إلى نشطاء المقاومة وقال أولمرت أننا سنتعاطى بحزم ودون انتظار لمواجهة التحدي الذي تفرضه المقاومة على إدارة الاحتلال· وصبت تهديدات الوزير الأول الإسرائيلي مع تلك التي داوم على التلويح بها وزير دفاعه ايهود باراك الذي أكد في المدة الأخيرة على شن أوسع عملية عسكرية ضد قطاع غزة بمرر القضاء على المقاومة·ولم يكتف اليميني المتطرف باراك بذلك وتوعد بشن حملة إرهاب دولة حقيقية ضد القيادات السياسية لحركة المقاومة الإسلامية بدعدوى أنه لا يفرق بين من يرتدي البدلة الرسمية والحزام الناسف· وتناسى باراك الترويع الذي تمارسه قوات الإحتلال في كل مرة تشن فيها حملة ضد السكان المدنيين وفي كل مرة تقصف فيه طائرات جيش الإحتلال أهدافا مدنية وتقتيلها لمزيد من الشهداء· وأحصت تقارير فلسطينية سقوط أكثرمن 200 فلسطيني وإصابة العشرات الآخرين في عمليات الإجتياح والقصف الجوي خلال الأسابيع الأخيرة وكان من بينهم أطفال ونساء دون إحصاء عدد البيوت والمنازل والبنى التحتية التي تدمر في كل مرة تحت غطاء ملاحقة عناصر المقاومة الفلسطينية· ولم تكتف إدارة الاحتلال بذلك فقط فقد هددت بأن عملية الاجتياح العسكري صد مدن قطاع غزة سيتم تنفيذها في نفس الوقت الذي سيتم فيه تشديد الحصار المفروض على الفلسطينيين ضمن سياسة عقاب جماعي بسبب وجود المقاومة فوق الأراضي الفلسطينية في غزة·وفي مقابل هذا التصعيد الاسرائيلي فقد أكد أحمد يوسف المستشار بوزارة الخارجية لحركة حماس في قطاع غزة إستعداد حركته للدخول في هدنة مع ادارة الاحتلال· وقال أحمد يوسف في مقال نشرته صحيفة هارتس الاسرائيلية أن سكان مستوطنة سديروت إذا أرادوا أن يعرفوا لماذا تسقط صواريخ القسام على مستوطنهم فما عليهم الا مساءلة حكومتهم لماذا تصر على رفض كل النداءات الموجهة اليها للدخول في هدنة· وقال مسؤول حركة حماس أن إسرائيل تتحمل مسؤولية مباشرة في الوضع القائم وأكد أن صواريخ المقاومة هي رد على عمليات الإجتياح اليومية التي يقوم بها جنود جيش الإحتلال والغارات الجوية المتلاحقة ضد الأراضي الفلسطينية والتي لم تستثن أي أحد· وكان أحمد يوسف يشير إلى العرض الذي سبق لحركة المقاومة الاسلامية ان طرحته على إسرائيل بالدخول في هدنة لمدة عشر سنوات يكف خلالها كل طرف على ضرب الآخر وهوما رفضته ادارة الإحتلال التي رأت فيها خديعة من "حماس" لتطوير قدراتها العسكرية وخاصة تطوير صواريخ القسام·