قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس امس أن السلطة الفلسطينية اصبحت تفكر بجد في مطالبة المجموعة الدولية بتدخل دولي أو عربي من أجل إنهاء الوضع المأساوي الذي يعيشه قطاع غزة جراء الحصار الاسرائيلي. وقال الرئيس عباس في لقاء صحافي مشترك عقده رفقة وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير بمدينة رام الله بالضفة الغربية "لقد تحدثنا عن مساعي التهدئة التي تجري بين مصر وإسرائيل والتي تعقدت قليلا وإننا نأمل أن تصل إلى نتيجة لأن الوضع في قطاع غزة وصل إلى حد المأساة." وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أنه جرى الحديث مع الوزير الألماني حول العقبات التي تقف في وجه عملية السلام وعلى رأسها عقبة الاستيطان الذي ينتشر في الضفة الغربية وخاصة مدينة القدس الشريف. وقال إن في مثل هذه الاوضاع " لا يمكن أن نقبل الإجراءات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية ونعتقد أن مثل هذه الإجراءات ستكون عقبة في طريق السلام ودائما نلفت انتباه المجتمع الدولي إلى أن استمرار التوسع الاستيطاني سيجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق سياسي". وأعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه أن المحادثات بين الرئيسي الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ناقشت مسألة الاستيطان في الاراضي المقدسة. وقال أن الرئيس محمود عباس اكد لمحدثه بضرورة حسم هذه العقبة بشكل نهائي لأنها تحدد مستقبل المفاوضات مع ادارة الاحتلال إما مواصلتها أو عدم الاستمرار في إضاعة الوقت والتهرب من الإلتزامات". وكشف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن تحرك فلسطيني استثنائي يتجاوز بحث مسألة الاستيطان مع الجانب الاسرائيلي وإثارة هذه القضية الخطيرة في مجلس الأمن الدولى الذي يتعين عليه تحمل مسؤولياته باعتبار أن الاستيطان يهدد المنطقة وشعوبها. وجاءت تصريحات ياسر عبد ربه ساعات قبل عقد الرئيس محمود عباس وايهود اولمرت جولة مفاوضات جديدة بينهما بهدف تقييم مسار قضايا الوضع النهائي وسبل تحقيق التهدئة في قطاع غزة الذي يشهد وضعا انسانيا كارثيا يدعو إلى القلق. وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن"الاجتماع يهدف إلى تقييم عملية التفاوض بين الجانبين وسيتناول جميع قضايا الوضع النهائى إضافة إلى الجهود المصرية الرامية إلى تحقيق التهدئة فى قطاع غزة. وأثار لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس برئيس الوزراء الإسرائيلي تكهنات حول غايته وتوقيته خاصة وأنه يأتي قبل زيارة اولمرت إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي وصفها بالمهمة والإستراتيجية. واعتبر متتبعون فلسطينيون أن هذا اللقاء جاء لمناقشة آخر ما توصل إليه الطرفان فيما يتعلق بمسار ملف المفاوضات وتقييمها إلى جانب توقع أن يطرح أولمرت على الرئيس عباس بعض المتعلقات بهذه العملية قبل عرضها على الإدارة الأمريكية. وأكدوا أن بقاء أولمرت أو غيابه لن يشل عملية المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين لأن الرئيس عباس يفاوض إسرائيل ولا يفاوض أشخاصا بعينهم لكن ذلك لم يمنع هؤلاء المحللين من اعتبار ان يكون لرحيل أولمرت تأثيره على توازن تلك المفاوضات. وأكدوا أن لقاء أمس بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء ايهود اولمرت الذي يعيش في الفترة الأخيرة على وقع فضائح الرشوة والفساد لن يأتي بأي جديد من منطلق أن إسرائيل لا يحكمها الأشخاص وإنما المؤسسات التي تتحكم بكافة مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.