يصل جورج ميتشل المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط إلى المنطقة، الأربعاء القادم في جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وذكرت مصادر فلسطينية أن الرئيس محمود عباس سيلتقي المبعوث الأمريكي لطرح مشكلة إبعاد الفلسطينيين من القدس والأرض المحتلة بمن فيهم نواب مدينة القدس الأربعة المنتمين إلى حركة حماس الذين قررت إسرائيل طردهم إلى قطاع غزة. وكان الرئيس عباس انتقد الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل بسحب هويات المقدسيين الفلسطينيين وطردهم من القدس، وقال انه إجراء يعكر العملية السياسية الجارية ويضع العراقيل أمام تقدمها. وأشار عباس إلى أنه يجري اتصالات مكثفة مع عواصم مختلف دول العالم بما فيها الجانب الإسرائيلي والأمريكي لوقف هذه الخطوة مؤكدا أن ''مثل هذه الخطوات لا يمكن القبول بها ولا يمكن أن تمر لأن اقتلاع الناس من وطنهم يعتبر جريمة''. وكانت السلطات الإسرائيلية قد سلمت ثلاثة من نواب حركة حماس في القدس محمد أبو طير وأحمد عطون ومحمد أبو طوطح، إضافة إلى وزير القدس السابق خالد أبو عرفة أوامر عسكرية بالإبعاد من المدينة المقدسة ستدخل حيز التنفيذ بداية من الفاتح جويلية القادم. وقال الرئيس عباس بخصوص المفاوضات المباشرة مع إسرائيل أننا أكدنا ''أكثر من مرة وبناء على اتفاق مع الإدارة الأمريكية انه في الوقت الذي يحصل فيه تقدم مع الجانب الأمريكي حول قضيتي الحدود والأمن فعند ذلك لن يكون لدينا مانع من أن نذهب إلى المفاوضات المباشرة''. وكان المبعوث الأمريكي قد التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الثامن عشر من شهر جوان الجاري وبحث معه الوضع في الأراضي الفلسطينية وتطور عملية السلام. وذكر صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين من جهته أمس بلغة فيها كثيرا من التهديد أن حل السلطة الفلسطينية سيكون ''خيارا'' مطروحا في حال عدم التوصل إلى حل الدولتين بنهاية العام الجاري. وقال عريقات بالعاصمة الكويتية انه ''اذا لم يتم التوصل إلى هذا الحل ستكون هناك قرارات'' يجرى اتخاذها نهاية العام الجاري بما فيها خيار حل السلطة الفلسطينية بقناعة انه ''خيار مطروح. وقال''إذا كانت السلطات الإسرائيلية تعتقد أن الاحتلال سيبقى إلى الأبد فيجب أن تنسى ذلك فالوقت مهم للغاية وأن محمود عباس وسلام فياض وصائب عريقات لم يولدوا ليبقوا في السلطة إلى الأبد في رسالة واضحة إلى حكومة الكيان الإسرائيلي والإدارة الأمريكية باحتمال وصول شخصيات أكثر تشددا من السلطة الحالية في تعاملها مع مفاوضات السلام. وقان إن ''الوقت قد حان لان تتخذ إسرائيل قرارات عملية وليس الحديث عن دخول المفاوضات من عدمه واصفا استمرار الاحتلال يعد ''اكبر أشكال الإرهاب'' والوضع الجاري في الضفة الغربية أشبه بنظام الميز العنصري الذي شهدته جنوب إفريقيا في السابق. وشدد على أن إسرائيل مازالت ترفض استئناف المفاوضات من النقطة التي جرى الانتهاء عندها في ديسمبر 2008 خلال فترة حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ايهود اولمرت. وتحدى المسؤول الفلسطيني نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي دان مريدور الذي زعم الموافقة على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 قائلا ''اذا قبل ذلك الآن فإنه سيتم صنع التاريخ هنا اليوم''. وأضاف عريقات باتجاه مريدور ''لقد قطعنا شوطا كبيرا كفلسطينيين ولن نستجدي السلام من إسرائيل''. في نفس الوقت الذي اعترف فيه هذا الأخير بصعوبة إعلان إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 ولكنه لم يغلق الباب أمام مثل هذا الخيار وأكد بإمكانية التفاوض بشأن ذلك.