أقدمت قوات الإحتلال الإسرائيلي أمس على اغتيال 17 فلسطينيا وإصابة أكثر من 50 آخرين في أكبر عملية عسكرية تشنها على قطاع غزة منذ عدة أشهر وكان من بين الشهداء نجل وزير الخارجية السابق محمود الزهار وتسعة شهداء من عناصر حركة المقاومة الاسلامية"حماس"· واستعملت قوات الإحتلال الدبابات والطائرات المروحية في تنفيذ توغلها بحي الزيتون شرق مدينة غزة وأطلقت الصواريخ والقذائف المدفعية دون تمييز بين الصغير والكبير، المدني والمسلح· وتأتي هذه العملية بعد التهديدات التي كان أطلقها وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك بشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة بمبرر وضع حد لإستمرار إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية انطلاقا من القطاع· وأمام هذا الوضع الخطير توعد محمود الزهار أحد أهم قياديي حركة حماس والذي فقد نجله في هذا التوغل بالرد بالمثل في تأكيد على أن حركة المقاومة الاسلامية " حماس" لن تتخلى عن إستعمال القوة وحمل السلاح لمواجهة الإعتداءات الإسرائيلية· ولكن الزهار وجه انتقادات خطيرة إلى السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس واتهمها بالتآمر مع الرئيس الأمريكي جورج بوش واسرائيل على الشعب الفلسطيني لمحاصرته وقتله· كما اعتبر الزهار شن اسرائيل لهذا التوغل نتيجة منطقية لزيارة الرئيس بوش الأسبوع الماضي لاسرائيل بعدما جدد دعمه لادارة الاحتلال وذهب الى أبعد من ذلك بحديثه عن الدولة اليهودية· ورغم الاتهامات التي وجهها محمود الزهار للرئيس عباس فإن هذا الأخير استنكر بشدة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وقال انطلاقا من رام اللّه أن "ماحدث اليوم مجزرة وجريمة ضد الشعب ا لفلسطيني وأنه لن يقف مكتوف الأيدي ضد هذه الجرائم" التي قال أنها تقوض عملية السلام خاصة وأنها جاءت بعد يوم واحد فقط من بدء مفاوضات الوضع النهائي بين الجانبين· وهوما يمثل أبلغ دليل على أن ادارة الإحتلال لن تتخلى عن منطقها التدميري وأن قبولها الجلوس الى طاولة الحوار مع الفلسطينيين ماهو في حقيقة الأمر الا محاولة أخرى لكسب الوقت وإيهام العالم أنها تسعى إلى السلام مع الطرف الآخر· وكانت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية ورئيسة الوفد الاسرائيلي المفاوض التقت أول أمس بأحمد قريع رئيس الوفد الفلسطيني بالقدسالمحتلة حيث شرع في أولى جولات مفاوضات السلام·لكن لقاءهما لم يفض الى آية نتيجة تذكر وإنتهى دون توصل الطرفين إلى إتفاق محدد يمكن اعتماده كقاعدة لاخراج عملية السلام من غرفة النعاش بالرغم من أن مصادر اعلامية تحدثت عن تطرقهما إلى قضايا الوضع النهائي· والواقع ان نتيجة هذا اللقاء كانت متوقعة بالنظر الى تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت التي أدلى بها قبيل إنطلاق الاجتماع وشكك خلالها في فرص التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين· كما جدد تأكيده على أن قيام دولة فلسطينية في المدة التي حددها الرئيس بوش بنهاية العام الجاري أمر سابق لأوانه وأن الطريق باتجاه هذا الهدف لايزال طويلا· وهي تصريحات جددت التأكيد على أن إسرائيل تقول مالا تفعل وتفعل مالا تقول، وهو منطقها الذي طالما انتهجته في التعامل مع الفلسطينيين ومعهم كل العرب·فإسرائيل التي قبلت الذهاب إلى مؤتمر أنابوليس وتزعم أنها تمد يدها إلى الفلسطينيين بعد انطلاق أولى جولات مفاوضات السلام تواصل بالجهة المقابلة في إعتداءاتها وبناء مستوطناتها·وفي هذا السياق ذكرت مصادرصحفية أمس أن ادارة الاحتلال بدأت في بناء 66 وحدة سكنية لفائدة الاسرائيليين في أحياء عربية بالقدس الشرقية· واعتبرت صحيفة " هاأريتز" الاسرائيلية أن هذا المشروع سيؤدي الى إزالة الأراضي التي كانت تشكل ممرا طبيعيا لسكان الضفة الغربية للتوجه الى مدينة القدس المحتلة·