كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد عمار تو، أمس، عن تخصيص الدولة 1900 مليار دينار سيتم صرفها في آفاق 2025، لتدارك النقائص المسجلة في القطاع، وأعلن من جهة أخرى أن عدد المستشفيات الكوبية المتخصصة في طب العيون التي سيتم إنشاؤها في الجزائر بلغ سبعة مستشفيات· نشط وزير الصحة أمس، اللقاء الاسبوعي الذي يعقد بعد اجتماع مجلس الحكومة بمفرده، في غياب وزير الاتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة المتواجد في العاصمة المصرية القاهرة في مهمة رسمية، واكتفى السيد تو بالحديث عن المخطط التوجيهي لقطاع الصحة الذي عرضه على المجلس دون التطرق إلى تفاصيل أخرى حول جدول أعمال المجلس· وفي هذا السياق قال الوزير، أن المخطط الذي عرضه على المجلس المجتمع برئاسة السيد عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة جاء بهدف رئيسي وهو جعل المؤشرات الصحية في الجزائر في نفس مستوى المؤشرات التي تعرفها الدول المتقدمة بحلول 2025 · ولبلوغ هذا الهدف أعلن عن تخصيص ميزانية ضخمة تقدر ب 1900 مليار دينار (وهذا المبلغ يُمكّن من انجاز مشروعين للطريق السيار حسب الوزير) ستوجه خصيصا للاستجابة لجميع الاحتياجات سواء من خلال توفير الأِسرة وتوظيف أطباء عامين وخاصين وممرضين والمنتمين للشبه الطبي، كما أن هذا الحجم المالي سيسمح بتوفير 86 ألف سرير جديد وتعويض 12182 سرير قديم إضافة إلى القضاء على البناءات الجاهزة التي تحتضن مراكز استشفائية والموزعة عبر عدة مناطق من الوطن· وأفاد السيد تو أن المخطط التوجيهي يأخذ بعين الاعتبار إعادة التوازن في تقديم الخدمات الصحية بين مختلف ولايات الوطن والقضاء على الفوارق الجهوية والولائية سواء في عدد الأسرة أو الأطباء العامين والإخصائيين، واعتبر هدف القضاء على الفوارق مسألة استراتيجية في المخطط الجديد كون تحقيقه سيساهم بشكل كبير في الرفع من المؤشرات الصحية في الجزائر وجعلها في مستوى تلك المسجلة في الدول المتطورة·وأوضح أن المعدل الحالي لعدد الأسرة بالنسبة للفرد هو 1.94 سرير لكل ألف ساكن في حين أن المعدل العالمي يتراوح ما بين 3 و4 أسرة لكل ألف ساكن· ومن جهة أخرى نفى الوزير ما جاء في تقرير صادر عن البنك العالمي حول وضعية قطاع الصحة في الجزائر وأشار إلى أن تلك الوثيقة التي نقلت بعض تفاصيلها بعض الجرائد الوطنية تستند إلى أرقام تعود إلى سنة 2004 وتحاشت عن قصد أو غير قصد ذكر المؤشرات الصحية الجديدة الخاصة بالعام الماضي، وأكد في هذا السياق أن الجزائر ملتزمة بتحقيق أهدف الألفية التي إلتزمت بها مع المنظمة العالمية للصحة وذلك قبل سنة 2015 التاريخ الذي حدد لتحقيق كل الأهداف وأشار إلى أن الجزائر توجه 9.61 بالمئة من ميزانيته لترقية الصحة وهي غير بعيدة عن متوسط دول المنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي التي تضم 30 دولة اغلبها من الدول المتقدمة والمقدر ب15 بالمئة من ميزانيتها، وأضاف ان بعض الدول ضمن هذه المجموعة لا تخصص لقطاع الصحة سوى 6 بالمئة من ميزانيتها· وفي إطار حديثه عن تقرير البنك العالمي قدم الوزير أرقاما تخص سنة 2007 والتي اعتبرها ايجابية جدا مقارنة بتلك المقدمة من طرف البنك في تقريره · وأكد الوزير أن الاستراتيجية الوطنية تأخذ في الحسبان ضمان مجانية العلاج بالنسبة للفئات المعوزة وإدخال إصلاحات جذرية في نظام العلاج من خلال استحداث اتفاقيات بين الأطباء والضمان الاجتماعي، إضافة الى مواصلة تدعيم القطاع بأطباء عامين وأخصائيين· وفي إشارته لبعض المسائل المرتبطة بتطوير القطاع وخاصة مجال الاستثمار الأجنبي في المجال الصحي إعترف السيد تو بوجود بعض العراقيل في تنفيذ بعض المشاريع والتي أرجعها إلى السياق العام الذي يميز مجال الاستثمار في البلاد كونه يعرف العديد من الصعوبات مما دفع بالحكومة إلى اتخاذ العديد من التدابير من أجل تذليلها· وفي السياق أعلن عن سبعة مستشفيات كوبية متخصصة في طب العيون سيتم اقامتها في العديد من ولايات الوطن، وسيتم تدشين اول مستشفى تم انجازه بولاية الجلفة شهر مارس القادم، في حين شرع في انجاز ثلاثة مستشفيات في كل من بشار وورقلة والوادي، كما تم برمجة إقامة ثلاثة مستشفيات أخرى في كل من سطيف وتمنراست وتلمسان· وبالموازاة مع هذا وحول الاضطرابات التي يشهدها القطاع بفعل تنامي الحركات الاحتجاجية المطالبة بتحسين أوضاع مستخدمي القطاع عبر السيد تو عن أمله في أن يساهم قانون الوظيف العمومي والقوانين السياسية الخاصة بالقطاع في الاستجابة لمطالب جميع الفئات المنتسبة للقطاع·