يشهد قطاع السياحة بالجزائر، إعادة ترتيب البيت بشكل يمكن هذا القطاع الإستراتيجي من تقديم خدمات سياحية ذات مستوى عالمي، بالنظر إلى الثروات السياحية العديدة التي تزخر بها الجزائر. واعتبر بعض من أهل الاختصاص أن نقص الهياكل الفندقية التي تتماشى مع جميع المداخيل هو السبب وراء فقدان المواطن الجزائري لثقافة سياحية. اعتبر السيد قدور رضوان عضو جمعية النادي السياحي الجزائري، أن مستوى السياحة في الجزائر شهد قبيل سنوات قفزة نوعية ستكمن الجزائر من تنمية السياحة بشكل ايجابي. وأشار المتحدث الذي التقته "المساء" على هامش الصالون الثاني للعطل والسياحة الذي انعقد مؤخرا بقصر المعارض، أن السياحة تعتبر دخلا متجددا للبلد عكس المحروقات، وهذا النشاط ببلادنا يشهد تنمية متواصلة، خاصة وأن السياحة تتطور بسرعة كبيرة على المستوى العالمي. وأكد محدثنا أن الإشكالية التي تعيق تطور السياحة في بلادنا لا تنحصر في الجانب الأمني أو العشرية السوداء، التي اعتبرها الكثيرون سببا رئيسيا في تخلف السياحة ببلادنا، وإنما تعود إلى عوائق أخرى، أهمها الخدمات السياحية الباهظة وثقافة المواطن السياحية الذي يفضل بلدانا مجاورة على السياحة المحلية. ويرجع سبب ذلك أيضا، حسب محدثنا إلى افتقاد الجزائر لسنوات طوال خدمة التنويع في هياكل الاستقبال التي تتوافق مع مداخيل كل فئات المجتمع، بمعنى فنادق عديدة بدرجات متفاوتة من نجمة واحدة إلى خمس نجوم، وبذلك فإن المواطن محدود الدخل بإمكانه إجراء خرجات سياحية وفق مدخوله. ولفت المختص الانتباه من جهة أخرى إلى إشكالية عدم تطوير بعض الحمامات المعدنية التي يمكنها من جهتها المساهمة بشكل كبير في تنمية السياحة بشكل عام، إذ تفتقر تلك المحطات إلى استثمارات جدية بهدف تطويرها وتكييفها مع خدمات هذا القطاع العصرية. وبالأرقام، فإن عدد الفنادق سنة 2007 قدر ب 1140 فندقا، يجري حاليا حسب المتحدث إعادة تصنيفها، تبلغ طاقتها الاستيعابية إجمالا 85 ألف سرير، 66 بالمائة منها تابعة لفئة الفنادق غير المصنفة. وفي سياق منفصل، حدثنا السيد رضوان قدور، عن مشاركة الجزائر مؤخرا في فعاليات ملتقى الأندية السياحية الذي انعقد بدبي أيام 12الى 15 افريل الجاري، والذي شهد عدة محاور، من بينها السيارة الخضراء صديقة البيئة، وهي سيارة صممت خصيصا لتكون غير ملوثة للبيئة، حيث تعتمد على خلايا الوقود لتحول الهيدروجين إلى كهرباء التي تحفظ البيئة من التلوث. في الأخير، قال السيد رضوان انه من الأفضل لو تم تنظيم الصالون الثاني للسياحة والعطل خلال العطلة المدرسية، بحيث كان بالإمكان لجمع كبير من المواطنين زيارة الصالون والاطلاع على جديد الخدمات السياحية.