أعطى وزير تهيئة الاقليم والبيئة والسياحة السيد شريف رحماني الخطوط العريضة للسياحة الجنوبية خلال إشرافه أمس بتيميمون في أدرار، على اختتام موسم الاصطياف بالجنوب والذي تنطلق فعالياته في شهر أكتوبر من كل سنة، وتنتهي في أفريل وقد أكد السيد رحماني في خطابه في حفل الاختتام، عزم الدولة على بعث السياحة الجنوبية وتشجيع الخواص على الاستجابة للمتطلبات الخدماتية التي تستقطب السياح الأجانب، إضافة إلى تمكين المواطنين من قضاء عطلتهم السنوية أو أوقات الراحة بهذه المناطق الصحراوية المتنوعة ذات المناظر الخلابة والمآثر المتعددة. وتحدث الوزير عن برنامج بعث السياحة الجنوبية الذي يتمحور حول ربط وكالات السياحة العمومية والخاصة بمواقع ومصادر السواح في البلدان الأوروبية كفرنسا، ألمانيا سويسرا، إيطاليا، إسبانيا، إضافة الى تطبيق مخطط فندقي بالمناطق الصحراوية التي تتمتع بقدرات استقطاب كبيرة للسواح الأجانب، بحيث يتم بناء فنادق ذات نجمتين وثلاث نجوم الى جانب الفنادق الموجودة والتي أصبح معظمها لا يؤدي الخدمة السياحية لقدمها أو غلاء أسعارها. وضمن هذا المخطط، يمكن حسب مسؤولي القطاع، بعث السياحة الشعبية بالجنوب الجزائري، حيث تمكن هذه الهياكل الفندقية وما تقدمه من خدمات مقبولة وتتلاءم مع الطبيعة الصحراوية من استقبال السياح الوطنيين بما يخدم السياحة بوجه عام، ويزيد في التلاحم الوطني بانتقال أهل الشمال أو الساحل إلى الجنوب أو إلى الصحراء الجزائرية الكبرى والعكس، بما يجعل السياحة في الجزائر على مدار السنة وليست موسمية ترتبط بفصل الصيف في المناطق الساحلية. ويعتزم مسؤولو الوزارة الوصية إعادة بعث صالونات السياحة الصحراوية باعتبارها فضاءً يجمع الخبراء والمختصين ووكالات السفر الأجنبية لاكتشاف السياحة الجنوبية، إضافة إلى مواصلة العمل من أجل تطوير الوكالات السياحية الناشطة في الساحة الصحراوية، وتقديم مقترحات من شأنها أن تؤدي إلى تحسين الخدمات السياحية بهذه المناطق، كبناء فنادق جديدة وتجديد مناطق التخييم حيث يفضل الكثير من السياح الأجانب الإقامة بالخيم، مفضلين الاستمتاع بجمال المناطق الصحراوية الساحرة مثلما هو موجود بتيميمون أو "عروس الصحراء" كما تسمى عبر التاريخ، كما يفضل الكثير منهم أيضا النوم في الكثبان الرملية تحت النجوم لاستنشاق عبير الصحراء العطر، مثلما يحاول البعض الآخر منهم أن يكون محور العالم على بساط الأه?ار وقمره الساطع. إن السياحة الصحراوية تتمحور حول الطابع الاستكشافي من عمر وقيم حضارية الى جانب طابع البحث عن الراحة في طبيعة عذراء لم يمسها الثلوث وضجيج المدينة بأذى. وهي مازالت على طبيعتها الأولى في تعايش كامل مع الإنسان عندما تستقطبه وتضمه إلى أحضانها، مرتاحا في جوانبها الفسيحة الجناء. مما يؤكد عزم الدولة على النهوض بقطاع السياحة، حسب مسؤولين بالوزارة، اتباع استراتيجية الترويج للطبيعة السياحية والأثرية الخلابة على المستوى الخارجي، حيث تم إعداد شريط إشهاري من قبل الوزارة الوصية وبالتعاون مع "جيزي" يتم بثه بالقنوات والفضائيات الأجنبية، من أجل التعريف بالمناطق السياحية والأثرية التي تزخر بها الجزائر سواء على الشريط الساحلي الذي يبلغ طوله أكثر من 1200 كلم أو بالجنوب ضمن الصحراء الجزائرية الكبرى التي تمثل 80 بالمائة من المساحة الكلية للجزائر.