فازت الروائية أحلام مستغانمي مؤخرا بمناسبة انعقاد الدورة ال28 للمعرض الدولي للكتاب بتونس، بدرع منظمة المرأة العربية، وذلك تقديرا لإسهامها في تطوير الثقافة والرواية العربية وخدمة قضايا المرأة. للإشارة، استقبلت أحلام بقصر المعارض بالكرم استقبال النجوم وتهافت الجمهور الغفير لمصافحتها، وقد شهد المنظمون أن هذا الجمهور الهائل لم يعرفه المعرض منذ سنوات طويلة، في حين اندهشت أحلام مستغانمي من الازدحام الذي سببته والذي لا يحدث إلا مع نجوم الكرة. واصفة إياه ب''اللحظة الشاهقة'' وأن اللقاء ''كان مشبعا بكل معاني الحب والإيثار''. وهكذا ردت أحلام على التحية بأحسن منها. مؤكدة أن هذه اللحظة هي ''محضر ضبط عاطفي عن حبها لتونس، وأن المدن كالأمهات تحب من يقبل يدها وأن الكاتب لا تنجبه مدينة واحدة''. وأضافت بلباقة ''كان منسوب الجمال في العالم سينقص لو أن الله لم يخلق تونس''. للإشارة، فإن أحلام من مواليد تونس في 13 أفريل سنة 1953 وفيها تعلمت أبجديات اللغة قبل أن تعود الى عاصمة الشرق الجزائريقسنطينة والى الجزائر بلدها الأصلي، وهي طفلة لا يتعدى عمرها ال10 سنوات. أحلام التي تجاوز إبداعها حدود المحلية وعانق العالمية، استطاعت أن تجلب اهتمام وإعجاب الكثيرين منهم الرئيس الأسبق أحمد بن بلة الذي يصفها ب''النخلة الباسقة''، ومنهم أيضا الراحل نزار قباني الذي قال عنها '' لقد دوختني وأنا نادرا ما أدوخ أمام رواية من الروايات، وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته (ذاكرة الجسد) يشبهني الى درجة التطابق، فهو مجنون ومتوتر واقتحامي ومتوحش وإنساني وشهواني وخارج عن القانون مثلي، ولو أن أحدا طلب مني أن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر لما ترددت لحظة واحدة، وهل كانت أحلام مستغانمي في روايتها تكتبني دون أن تدري، لقد كانت مثلي متهجمة على الورقة البيضاء بجمالية لا حد لها، الرواية قصيدة مكتوبة على كل البحور، بحر الحب، والإديولوجيا والثورة الجزائرية بمناضليها''. للتذكير، فقد تربعت أحلام على عرش الرواية العربية منذ سنوات وسبق لها وأن تحصلت على جائزة نجيب محفوظ عام 1988 عن روايتها ''ذاكرة الجسد''.