تحتضن المكتبة الوطنية منذ الأمس ورشة تكوينية حول الجراحة بالمنظار لفائدة الأطباء أخصائيي طب النساء والتوليد وكذا لفائدة السلك شبه الطبي· وأوضح الدكتور حدابي كمال احمد أخصائي طب النساء والتوليد بمستشفى عين طاية و رئيس الجمعية الجزائرية للجراحة بالمناظير في لقاء مع"المساء" أن الورشة ستختص بتكوين 301 طبيب مقيم، فيما سيختص أستاذان في تكوين شبه الطبي حول التقنية· ويؤطر هذه الورشة، خبراء فرنسيون من فريق كلرمون فيرون الرواد عالميا في هذه التقنية وسبعة أطباء مختصون من مستشفيات بلفور، القبة، عين النعجة، زرالدة، بني مسوس، وباب الواد ومصطفى باشا· و قال البروفسور حدابي أن اللقاء الذي يدوم 3 أيام يهدف إلى لفت انتباه السلطات الصحية بالجزائر إلى ضرورة تعميم تقنية الجراحة بالمنظار في كل المصالح الجراحية و ليس فقط في طب النساء والتوليد كونها تقنية جد متطورة ومقتصدة في الوقت سواء في الجراحة أو الاستشفاء الذي لا يدوم سوى يوما واحدا في حين يتعدى الاستشفاء الكلاسيكي سبعة أيام· و يطرح الخبراء الفرنسيون خلال هذه الورشة التكوينية آخر التقنيات المتوصل إليها عالميا في تطوير تقنية الجراحة بالمنظار التي بدأت في الجزائر في 2002· ويعتبر عامل الوقت أهم عائق أمام الأطباء أخصائيو طب النساء والتوليد للإحاطة بهذه التقنية أمام ارتفاع حالات الولادة في الجزائر سواء في المستشفيات أو العيادات الخاصة، يشرح لنا الدكتور بن عيبوش فريد صاحب عيادة مختصة بطب النساء في حيدرة والمتحصل على دبلوم الجراحة بالمنظار في 2002، والذي اعتبر اللقاء التكويني مهما لإعطاء ديناميكية جادة لأخصائيي طب النساء والتوليد والحصول على دبلوم في الجراحة المذكورة وتطوير أدائهم المهني· للإشارة فإن الجراحة بالمنظار تكون على 3 مستويات داخل البطن وأسفله وداخل تجويف الرحم، التقنية التي دخلت الجزائر عام 2002 و تم استعمالها في عدد من مستشفيات العاصمة · وخلال الدفعة الأولى تكوّن أكثر من 250 طبيب مختصا في الجراحة بالمنظار عبر ورشتين وينتظر توسيعها عبر الوطن، خاصة وأنها طريقة جراحية ناجعة حسب الدكتور عيبوش الذي كشف لنا أن التقنية تجنب الفريق الطبي في مجال طب النساء من فتح الرحم ولا تترك آثارا على جسم المرأة مثل العملية الجراحية العادية· كما يمكن للجراح بالمنظار أن يشخص بواسطة ثقب ذي 5 ملم أمراض الأحشاء ويعالجها علاجا عاديا، علما بأنها تقنية تحتاج إلى تعاطي مضادات حيوية، مضيفا أنه باعتماد هذه الطريقة نجنب المستشفيات مصاريف أكثر· من جهة أخرى كشف الدكتور عيبوش أن حوالي 15 بالمائة من الأزواج في الجزائر يعانون من مشكل نقص الخصوبة وهو ما يعيق عمليات الإنجاب عند هؤلاء، وأن حوالي 90 بالمائة من مشكل العقم يتم علاجه عن طريق الجراحة بالمنظار و تقنية "إن فيترو" و بالأدوية، غير أن الملاحظ -حسب المتحدث- أن مشاكل الخصوبة تعود بالدرجة الأولى إلى التعفن عند أحد الزوجين أو كلاهما معا، مشيرا إلى نقص الدراسات الجادة في هذا الإطار من طرف المعنيين· و يؤكد المختصون أن نصف حالات العقم تعاني من المشكل بين سنة وخمس سنوات من الزواج وأن نسبة 16بالمائة تعاني من هذا المشكل مدة أكثر من 10سنوات، وأن الأزواج يتقدمون متأخرين إلى العلاج وأن السبب الأول في العقم بالنسبة للمرأة هي اضطرابات الإخصاب· وحسب حصيلة قدمتها مؤخرا الأستاذة شيتور من عيادة تيزيري بالجزائر العاصمة فإن نسبة 57 بالمائة من الإصابات توجد عند الرجال أي ضعف النسبة عند النساء والتي تصل إلى 29 بالمئة· وطالب المختصون بضرورة التعاون والتنسيق بين القطاعين العام و الخاص خدمة لصحة المواطن·