التفجيرات النووية الفرنسية برقان في 13 فيفري 1960، تبقى شاهدة على أكبر جريمة ليس ضد البشرية فحسب، بل ضد الطبيعة والحيوانات أيضا· فسلسلة التفجيرات النووية في رقان وتمنراست كان فيها الجزائريون "فئران تجارب"، لأن فرنسا الاستعمارية لم يكن يهمها وقتذاك سوى الالتحاق بنادي القوى النووية العظمى، أما سقوط ضحايا جزائريين فلا يهم· ولحد اليوم لازال سكان منطقة رقان وإن إيكر بتمنراست يعانون من تأثيرات هذه التفجيرات بسبب الاشعاعات النووية التي لم تتخذ بشأنها السلطات الفرنسية الاستعمارية أية تدابير للحد من مضاعفاتها على حياة الجزائريين، رغم خطورة التفجير الأول الذي كانت قوته ثلاثة أضعاف قوة قنبلة هيروشيما· هذه الجريمة تضاف إلى جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر طيلة 130 سنة من الاحتلال، وهي جرائم لاتزال معالمها واضحة وجلية للعيان سواء في عدد الشهداء الأبرار أو معطوبي حرب التحرير أو الذين ماتوا أو لازالوا يعانون من أمراض سببها الاشعاعات النووية· ورغم كل ذلك مازال النقاش في فرنسا، هل نعترف أولا بهذه الجرائم الكبرى في حق الانسانية! وعندما تطالب الجزائر بالاعتذار، فلأن الصفحة لايمكن طيها بهذه السهولة، ذلك أن الاعتذار لامفر منه مهما طالت السنوات· فالضحية لايمكنها أن تعفو عن الجلاد إذا كان هذا الأخير لم يعترف بجريمته ولم يعتذر· ومهما بلغت العلاقات الجزائرية الفرنسية من تطور على صعيد التعاون الاقتصادي، فإن ذلك لايمكن أن يسقط مطلب الاعتذار·