يستعد قصر الثقافة والفنون لمدينة سكيكدة خلال النصف الثاني من شهر ماي الجاري لإحياء ربيع الموسيقى في طبعته الأولى بمشاركة عدد من الأسماء الفنية والفرق الموسيقية التي ستمتع السكيكديين بأدائها. ربيع الموسيقى سيعرف مشاركة كلّ من جوق المالوف لقصر الثقافة لولاية سكيكدة بقيادة الفنان أحمد شكاط، الجوق الأندلسي لمدينة تلمسان، مع المشاركة المتميزة للمطرب نوري الكوفي، جوق المالوف لمدينة عنابة بمشاركة كلّ من المطربين ذيب العياشي ومبارك دخلة وكذا الجوق الجهوي للمالوف لقسنطينة بمشاركة كل من المطربين العربي غزال وريغي عباس وفاتح روانة، إضافة إلى جمعية ''الجزيرة'' للجزائر العاصمة بقيادة المطرب محمد خزناجي. ويأمل العديد من الفنانين أن تتّخذ مستقبلا هذه التظاهرة الفنية طابعا عربيا حتى يتم التعريف بمختلف المدارس العربية المتخصّصة في فن المالوف والطرب الأندلسي الأصيل بما يعيد لهذا الفن مكانته بعاصمة روسيكادا التي سبق لها منذ حوالي سنتين أن احتضنت طبعتين من المهرجان الدولي للمالوف ليتم تحويله إلى ولاية قسنطينة على أساس أنها عاصمة للمالوف. العديد من الفنانين والمختصين يؤكّدون على الدور الكبير الذي لعبته سكيكدة ومنها مدينة القل في وصول هذا الفن إلى قسنطينة، فحسب الروايات التاريخية تشير إلى أنّ عرب الأندلس مباشرة بعد سقوط غرناطة وطردهم منها حوالي سنة 2951 رست سفنهم بسواحل القل، وقد كان معهم فنانون وعلماء وغيرهم وبعد مكوثهم بالمنطقة انتقلوا إلى قسنطينة وهناك لعبت الجالية اليهودية دورا في ترقية وتطوير هذا الفن. الشخصية التي أسّست للمدرسة المالوفية بسكيكدة خلال الحقبة الاستعمارية الأولى هو الشيخ بوعزيز المعروف باسم ''تينور'' الذي هو في الأصل من مواليد مدينة القل الساحلية، وبعده جاءت عائلات أخرى ساهمت في تطوير هذا الفن الذي ظهر لأوّل مرة بسكيكدة ويتعلّق الأمر بعائلات بولبراشن وعزوز بمن فيهم الفنان المرحوم حجيريو علاوة وكلّهم وضعوا اللبنات الأولى لظهور فن المالوف بمبادئه وقواعده التي تكاد تشبه إلى حدّ بعيد المالوف الذي ازدهر خلال الدولة الأندلسية بشبه الجزيرة الإبيرية وحتى خلال العهد العثماني قبل أن يستقر بقسنطينة.