تواصلت أمس أشغال الدورة الخمسين للجنة المنظمة العالمية للسياحة لإفريقيا في شكل ورشات خصصت لمناقشة موضوع التسويق الالكتروني للوجهات السياحية ومدى استجابتها لرغبات المستهلكين، مع التركيز على سبل الشراكة لتوحيد الجهود للخروج بنتائج ايجابية تخدم السياحة بإفريقيا التي انتعشت بشكل ملحوظ، ومرتقب أن تبرز أكثر لا سيما مع احتضان القارة لأكبر حدث كروي ممثلا في كأس العالم وهي الفرصة المثالية لإبراز أهم المعالم السياحية بإفريقيا. وحسب خبراء المنظمة العالمية للسياحة المجتمعين بالجزائر فإن التحسن المنتظر 2010 يؤكده بصفة واضحة مؤشر الثقة، حيث اتفق نحو 340 خبيرا يمثلون 100 بلد بأن 2010 هي أحسن، أو أحسن بكثير مما كان متوقعا، إذ ينتظر زيادة تتراوح ما بين 3 إلى 4 بالمائة في عدد السواح العالميين، علما أن إفريقيا ستحتفظ بمعدل نمو ايجابي كما كان الأمر سنة 2009 بالرغم من الأزمة المالية وهاجس انتشار الأوبئة والكوارث الطبيعية. وتشير التقارير إلى احتفاظ إفريقيا بنسبة نمو ايجابية يرتقب أن تكون هامة اعتبارا لما ستخلفه فعاليات كأس العالم لكرة القدم على تحسين صورة إفريقيا والتعريف أكثر بمؤهلاتها وتلميع المقصد الإفريقي الذي لم يخرج عن حدود القارة بسبب نقص الإمكانيات ووسائل التعريف المعتمدة في باقي دول العالم على غرار شبكة الانترنت التي أصبحت تضمن 50 بالمائة من المبادلات السياحية. وبالرجوع إلى سنتي 2008-2010 فقد عرفت السياحة العالمية نوعا من الركود بحيث سجلت التدفقات السياحية العالمية تراجعا ملحوظا بنسبة (-4) بالمائة بصفة عامة و( - 6) بالمائة بالنسبة لأوروبا و(-5) بالمائة بالنسبة لأمريكا و(-6) بالمائة بالنسبة للمشرق، بينما إفريقيا كانت من بين المقاصد السياحية القليلة التي سجلت وتيرة نمو ايجابية ب+5 بالمائة. ويجب هنا بحسب المختصين الإشادة بالمجهودات التي تبذلها الدول الإفريقية لتطوير السياحة بها والافتخار كذلك بالمستوى الراقي الذي آلت إليه السياحة في بعض الدول الإفريقية على غرار الجزائر التي حققت نتائج ايجابية بارتفاع عدد السواح الوافدين إلى الجزائر من مليون و600 ألف سائح سنة 2008 إلى ما يقارب المليوني سائح سنة2009 ، ورغم ذلك فلا تزال إفريقيا بعيدة من ان تحتل على مستوى الخريطة السياحية العالمية المكانة التي تستحقها بالنظر لمؤهلاتها الثقافية والتراثية والبشرية، فإفريقيا لا تستقبل سوى 5 بالمائة من التدفقات العالمية للسياح أي ما يعادل 48 مليون سائح وسوى 3,3 بالمائة من العائدات بالعملة الصعبة والمقدرة سنة 2008 ب946 مليار دولار. وقد تم عرض التجربة الجزائرية في مجال التجارة السياحية الالكترونية وإن كانت محتشمة إلا أنها بدأت تعطي ثمارا ايجابية دعمتها الإستراتيجية التي اعتمدتها الدولة الجزائرية لهذا الغرض والمتمثلة في المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية إلى آفاق 2030 والمرتكزة على خمس ديناميكيات متكاملة تعنى بتثمين المقصد السياحي الجزائري، تنظيم الأقطاب السياحية ذات الامتياز، بعث مخطط الجودة، الحفاظ على التكامل السياحي والشراكة بين القطاع العام والخاص بالإضافة إلى وضع مخطط التمويل العملياتي لمرافقة المستثمرين. وفي هذا السياق، شرعت الحكومة فعلا في العمل على دعم هذا المخطط من خلال عدة إجراءات تحفيزية كتحديد 33 منطقة للتوسع السياحي لاستقبال مشاريع جديدة وكذا إعادة تأهيل 30 وحدة سياحية وفندقية ومركبات سياحية في إطار مخطط الجودة بالإضافة إلى استحداث صندوق لدعم الاستثمار والنشاط السياحي وكذا تخفيض ضريبة القيمة المضافة على النشاط السياحي والفندقي من 17 بالمائة إلى 7 بالمائة وتخفيض نسبة 50 بالمائة و80 بالمائة في عمليات التنازل عن الأراضي الضرورية لانجاز مشاريع سياحية ...