أكد الفنان الجزائري حمدي بناني، أن يهود الجزائر لم يكن لهم أي دور في فن المالوف التراثي. مشيرا إلى أنهم عشقوه للغاية؛ حيث يقوم بعضهم حتى الآن بإحياء أعراسهم به، بعد ترجمة الأغاني إلى العبرية. وقال إن ما جاء في كتاب فوزي سعد الله: ''مساهمة اليهود في التراث الموسيقي الجزائري'' صحيح. مضيفا أن ''اليهود الجزائريين لم يقدموا شيئا، ولم يضيفوا شيئا جديدا، فقد أخذوا منا". غير أن الفنان الجزائري لم ينف أن يهود الجزائر عشقوا هذا الفن، وأخذوا منه وغنّوه، وقال: ''بل هم اليوم يُحيون به أعراسهم، بترجمة بعض الأغاني إلى العبرية''. وأضاف أنه ''لا يمكن أن يرقى هذا الفن إلى المالوف بلغته الأصلية؛ لأن من أصالته اللغة التي كتبت به قصائده''. مشددا على أن المالوف فن عربي ورد إلى المغرب العربي من الأندلس، وقد حافظ عليه الجزائريون. وحول عدم انتشار المالوف في المشرق العربي؛ أوضح بناني أن ذلك يعود إلى إهمال فناني هذا النوع، وعدم دعوتهم للحفلات التي تقيمها الجزائر، وخاصة في مناسبات كالأسابيع الثقافية الجزائرية في الدول العربية. مشيرا إلى أنه غنى يوما ما مع صباح فخري في نفس الحفل، وقد انبهر الفنان اللبناني لنوعية القصائد والأداء والموسيقى الراقي. ورأى الفنان الجزائري أن المالوف لن يموت في الجزائر، فقد غاب لسنوات، لكنه سيرجع بقوة بعد أن فُتحت أمامه أبواب الإعلام، الذي بدأ يهتم بالتراث الغنائي الجزائري. القصائد الطويلة واعتبر بناني أن العيب في عدم تقبل الجمهور لهذا النوع الغنائي التراثي هو طول القصائد التي تؤدي إلى الملل في عصر السرعة؛ حيث أصبح الشباب يبحث عن الأغاني ''الريتمية". وطالب الفنّان كل مطربي المالوف أن يقصروا من غنائهم ويقدموا ''الطقطوقة'' التي تستهوي الجمهور الشاب، مع الحفاظ طبعا على الروح الأصيلة للأغنية. مضيفا أنه لا يقوم بذلك إلا فنانون ذوو مستوى، ولهم معرفة وتذوق خاص للمالوف. ويستشهد الفنان بما يقوم به هو؛ إذ يعتبر نفسه من المجددين في فن المالوف؛ حيث طالب من الشيوخ أن يفتحوا المجال للشباب لاستلام المشعل، خاصة وأن هناك عددا كبيرا منهم في قسنطينة وعنابة؛ وتعتبر هذه الأخيرة مدرسة في حد ذاتها، إذ تضم أكبر مدرسة للمالوف وهي مدرسة ''حسان العنابي للمالوف" . ولبناني اليوم 16 ألبوما؛ منها 10 تم إصدارها، والباقي كما قال في الطريق مستقبلا، من قديمه وجديده، ويغني بناني المالوف الأصيل من قصيد التراث، لكن كتب أيضا قصائد عديدة منها ''داري داري'' و''واش اداني نعشق الزين" .