يعد المطرب حمدي بناني صاحب الكمان الأبيض من كبار الفنانين الجزائريين الذين ساهموا في ترقية وتطوير فن المالوف والمحافظة عليه..التقته "المساء" بمدينة سكيكدة حيث كان ضيف شرف المهرجان الأخير الثقافي الدولي للمالوف في طبعته الثانية وأجرت معه حوارا تناول بالخصوص ألبومه الأخير الذي أحدث ضجة في بعض الأوساط المساء: هل لكم أن تحدثونا عن ألبومكم الجديد الذي تم إصداره مؤخرا بفرنسا؟ * حمدي بناني: فعلا لقد تم مؤخرا بفرنسا إصدار ألبوم جديد عبارة عن قرص مضغوط يتضمن 10 أغنيات قصيرة من النوع الأندلسي مع بعض الروتوشات الطفيفة التي أحدثتها بنية فتح باب العالمية لكل أغاني هذا الألبوم سيما منها أغنية "بتنا في هناء" في طبع "رمي مايا" ذات بعد أندلسي أصيل..بالإضافة إلى أغاني"داري داري أنحبك" و"يا داري و شداني نعشق الزين" و"مكتوب" و"بلاه يا حمامي"و"شمس العشية" وجل هذه الأغاني تصرفت فيها فيما يخص إعادة تلحينها بطريقة جديدة دون المس في المضمون.. - يقال أنكم تعاملتم مع بعض الفنانين اليهود في فرنسا في إصدار هذا الألبوم؟ * هذا صحيح لقد تعاملت فعلا مع الإخوة نقاش كلود مسعود وهم معروفون في الوسط الفني فهم من مدينة قسنطينة يحبون الجزائر كما يحبون الفن بل عملوا على تطوير الموسيقى الجزائرية لدى الجالية المتواجدة هناك سيما فن المالوف ويكفي أن السيد ألكسندر نقاش يعد صديقا حميما للمرحوم عبد القادر تومي وساهم معه في تطوير المالوف بمدينة قسنطينة وضواحيها.. ضف إلى ذلك فالعلاقة التي تربطني بهؤلاء الإخوة هي علاقة صداقة، ثم أريد أن أتساءل: هل من العيب أن أتعامل مع هؤلاء؟ لا بل يجب عدم الخلط بين الأمور.. كما يجب أن نفرق بين الإخوة نقاش كيهود يدينون بهذه الديانة وبين الصهاينة كحركة إرهابية متطرفة.. فأنا مع الشعب الفلسطيني ومع قضيته العادلة... يسكت قليلا وبنوع من الانفعال يقول : يكفى..يكفى يجب كسر مثل هذه الطابوهات فأنا فنان لا غير ولا أتعامل إلا مع الأصدقاء فأنا فنان متسامح، لعلمكم فالجوق الذي ساهم في إصدار ألبومي الجديد الذي سيتم الترويج له في الجزائر بداية من شهر سبتمبر الداخل يتشكل من موسيقيين وعازفين محترفين من الجزائر وإسبانيا وفرنسا وتونس وغجر وحتى من بعض العرب ذات الأصول اليهودية... - يتهمكم بعض الخصوم أنكم ابتعدتم كثيرا عن المالوف الكلاسيكي؟ * هذا غير صحيح فأنا لم أبتعد على الإطلاق عن طبع المالوف الكلاسيكي لأنني اعتبره النهج الصحيح الذي سأبقى أنتهجه لكن ما قمت به هو أنني تصرفت في بعض الأغاني التي لا علاقة لها بالمالوف فأحدثت فيها بعض التغييرات في التوزيع الموسيقي كما أدخلت بعض الآلات العصرية دون المساس في الأصل..عدا ذلك فأنا ما زلت جد متمسك بالمالوف الكلاسيكي الأصيل بدليل ل10 ألبومات كاملة كلها من المالوف الكلاسيكي حيث تتضمن الزجل والحوزي والمدح والمحجوز... - يلاحظ من خلال بعض أغانيكم أنها تميل إلى فن الفلامنكو، ما سرّ ذلك؟ * أنا جد متأثر بالفلامنكو والسبب في ذلك يعود لكوني كنت معجبا أشد الإعجاب بالغجر الأسبان وبالفن الذي كانوا يؤدونه وأقول لكم بصراحة بأنني الوحيد الذي أدخلت الفلامنكو في كل المعزوفات الاستخباراتية في الجزائر.. - تقييمكم لفن المالوف في الجزائر؟ * المالوف في الجزائر بخير وما زال ولا يمكنه أن يموت إطلاقا على أساس أنه فن أصيل متأصل ومتجدر في عمق المجتمع له قواعده وأسسه وكل ما هو مبني على الأسس الصلبة والمتينة لا يمكنه أن يزول..أريد أن أضيف فقط بأنه حان الوقت للتفكير بجدية في إعداد الجيل الذي سيكون له الشرف الكبير لحمل المشعل ومواصلة المشوار وعند هذه النقطة فأنا جد متفاءل. - كلمة أخيرة.. * تحية كبيرة لكل من يعشق الفن الأصيل وألف تقدير ليومية المساء لاهتمامها بمثل هذه المواضيع التي تساهم دون شك في ترقية الفن الراقي.