أصبح الاهتمام بحماية مياه تاقسبت من التلوث، من أولويات مسؤولي ولاية تيزي وزو، أمام أخطار التلوث التي تهدده سنويا، حيث تطرق مؤخرا أعضاء المجلس الشعبي الولائي في جلسة عمل عقدت بمقر الولاية بحضور رئيس المجلس ورؤساء 6 بلديات الواقعة بجوار السد، للإجراءات التي يجب اتخاذها من أجل ضمان حماية مياه هذا السد الذي يمون المنطقة بالماء الشروب، إضافة إلى العاصمة وعدة ولايات مجاورة من ظاهرة التلوث. وأوضح المشاركون أن حماية مياه السد من أولويات مسؤولي الولاية، حيث تم التطرق الى الأخطار المحدقة بالسد جراء ما تقذفه كل من بلدية ايرجن، الأربعاء ناث ايراثن، ايت عيسي، بني دوالة، ايت محمود وبني يني، من المياه المستعملة التي تصب في السد إضافة إلى القمامات المتراكمة بجوار السد، حيث تم عرض مشروع دليل أو مرشد للتنمية الاقتصادية المحلية الدائمة للولاية بالتعاون مع جمعيات ناشطة في حماية البيئة، منها جمعية ''التويزة التضامن ''، التي أكد أمينها العام السيد خندريش محمد، أن المشروع يهدف إلى استحداث مؤسسات مصغرة من طرف سكان المناطق الواقعة بمحاذاة السد تقدر تكلفتها بحوالي 3000 اورو لكل مشروع، الذي سيتم تمويله من طرف أعضاء الجمعية المقيمين بفرنسا على شكل قروض. موضحا أن هذا سيسمح بترقية مجالات مختلفة منها الفلاحة، الصناعات التقليدية، السياحة وغيرها من القطاعات الاقتصادية التي تسعي إلى حماية مياه السد، كما قدم السيد جون ماري كولومبو خبير فرنسي، من جهته، عرضا خلال هذه الجلسة المنهجية التي يجب اتباعها لضمان تحقيق الهدف وحماية مياه السد من التلوث. للإشارة، فإن مسؤولية حماية السد لا تقف عند قطاع واحد فقط، فكل القطاعات معنية بالعمل على إنجاح البرنامج، حيث قررت، وللتذكير، وزارة الموارد المائية، تدعيم ولاية تيزي وزو بخمس محطات لتصفية المياه بغرض حماية سد تاقسبت من التلوث الذي يهدده كل سنة، وحسب المسؤولين بمديرية الري للولاية، فإن هذه المحطات سيتم انجازها هذه السنة. وحسب ما وأوضحه مسؤول بمديرية الري، فإن هذه الأخيرة أودعت لدى السلطات المعنية طلب تدعيم السد بنحو 30 محطة للتصفية، غير أنه تمت الموافقة على تدعيمها حاليا بخمس محطات فقط. مشيرا إلى أن الوزارة أكدت على انه سيتم تدعيم السد ببقية المشاريع بصفة تدريجية، أي بمعدل 5 محطات سنويا، وذلك إلى غاية ضمان الحماية الكاملة لهذا المشروع الضخم الذي استفادت منه ولاية تيزي وزو الذي تبلغ سعته 175 مليون متر مكعب. وأكد المتحدث أن السد مهدد بشكل مستمر بالتلوث، بحكم موقعه الذي يتوسط عدة بلديات منها واسيف، بني يني، واضية، الأربعاء ناث ايراثن وغيرها، من المناطق التي تخلف يوميا نحو ما يزيد عن 60 طنا من القمامة توضع في المحيط الطبيعي قبل أن تجرفها مياه الأمطار مباشرة إلى السد لتختلط بمياهه، إضافة إلى ما تخلفه المعاصر الموزعة على هذه البلديات المحيطة بالسد. من جهتها، أولت مديرية الشبيبة والرياضة اهتماما كبيرا لسد تاقسبت، حيث كشف السيد مسعودي المسؤول الأول عن القطاع، أن الولاية حظيت بمشروع إنجاز قاعدة ملاحية بسد تاقسبت، المشروع الذي تم اعتماده منذ 3 سنوات تقريبا، رصد لإنجازه غلاف مالي بقيمة 20 مليون دج في الوهلة الأولى، وتم إجراء بعض التعديلات عليه من أجل ضمان حماية الطبيعة والبيئة ليتم رفع القيمة المالية إلى 40 مليون دج، حيث تم اختيار المؤسسة التي ستتولى الإنجاز باعتماد مواد طبيعية كالأحجار والحطب، وهو ما من شأنه أن يخدم البيئة ويضمن حماية الطبيعة والمحيط.