قوات الاحتلال تقمع احتفائية بعودة معتقلين صحراويين إلى العيون لم تعد السلطات المغربية تطيق كل مظهر من مظاهر الاحتفائية التي ينظمها الصحراويون في المدن المحتلة التي تؤكد على خصوصيات المجتمع الصحراوي رغم محاولات التذويب المتواصلة لطمس هويتهم المغايرة تماما للهوية المغربية. ولم تهضم قوات الأمن المغربية خروج مئات المواطنين لاستقبالهم معتقلين سياسيين صحراويين بمدينة العيونالمحتلة أفرج عنهم مؤخرا بعد عدة أشهر من الاعتقال غير المبرر وقامت بقمعهم بشتى أنواع الترهيب مما أدى إلى إصابة العديد منهم بجروح متفاوتة الخطورة. وتفاجأ مئات المواطنين الصحراويين عندما كانوا ينظمون يوم السبت الأخير استقبالا على شرف المعتقلين السياسيين الصحراويين الثلاثة المفرج عنهم مؤخرا بتدخل عنيف لقوات الأمن المغربية التي حاصرت منزل عائلة الصالح لبيهي بمدينة العيون مما أدى إلى إصابة المعتقلين الثلاثة ونشطاء حقوقيين آخرين. وامتدت موجة القمع إلى الأزقة المجاورة حيث نظم المواطنون الصحراويون وقفة احتجاج على منعهم من زيارة المعتقلين المفرج عنهم مما أدى إلى إصابة أربع مواطنات وتم اختطاف آخرين بقي مصيرهم مجهولا إلى حد الآن. ونظم المواطنون الذين توافدوا لاستقبال المعتقلين السياسيين المفرج عنهم مهرجانا رفعوا خلاله أعلام الجمهورية الصحراوية ورددوا الشعارات المطالبة بالاستقلال والداعمة لجبهة البوليزاريو. كما عبر هؤلاء الصحراويين عن اعتزازهم بنضال وصمود المعتقلين الصحراويين داخل السجون المغربية وكذا الدعوة إلى مواصلة النضال ورص الصف لمواجهة مخططات المستعمر المغربي مبرزين انكشاف الدور الفرنسي في تبني أطروحات النظام المغربي التوسعي. تزامنا مع ذلك ستنظم الدورة الرابعة لأيام الجامعات العمومية لمدريد حول الصحراء الغربية غدا بالعاصمة الإسبانية بمشاركة أكاديميين وخبراء في هذا النزاع الاستعماري وكذلك عدة شخصيات سياسية على غرار رئيس الحكومة الصحراوية عبد القادر طالب عمار والجنوب افريقية ويني مانديلا. وسيجري هذا اللقاء الذي يدوم أربعة أيام والذي يسعى إلى أن يكون فضاء عاما للتفكير والنقاش حول المسألة الصحراوية تحت عنوان ''الصحراء الغربية: أجندة عالقة، تصفية الاستعمار وحقوق الإنسان''. وأوضح المنظمون أن هذا اللقاء يرمي إلى بلوغ ثلاثة أهداف أساسية وهي ''التحليل المتعدد الانتماءات للظرف الدولي وتحسيس الرأي العام الاسباني بالواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي والإنساني للشعب الصحراوي وتشخيص مجالات التعاون التي يمكن للجامعات المساهمة فيها لإعداد نماذج تعاون في مجال التنمية وكذلك برامج تطوعية في مخيمات اللاجئين الصحراويين''. ويندرج اللقاء في إطار الذكرى الخمسين لإصدار اللائحة الأممية رقم 1515 التي تعد حجر الزاوية في مسارات تصفية الاستعمار المنظمة تحت إشراف المنظمة الأممية في إطار القانون الدولي. واعتبر المنظمون انه يتعين على اسبانيا كقوة استعمارية سابقة والتي تقع على عاتقها إدارة الإقليم ''أن تلعب دورا فعالا في تسوية هذا النزاع على أساس معايير ومبادئ المجتمع الدولي''. ويتضمن برنامج هذه الأيام عدة محاضرات حول النزاع في الصحراء الغربية خاصة ''الصحراء الغربيةوالأممالمتحدة: رهان نهائي حول تصفية الاستعمار'' و''إفريقيا والصحراء الغربية: إشراك المجتمع الدولي'' و''واجب الأممالمتحدة والدول الأعضاء في السهر على حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية: وضع بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية-مينورسو''. ومن المقرر تنظيم عدة موائد مستديرة للسماح للمشاركين في مناقشة ''الحلول السياسية في الصحراء الغربية'' و''تجارب الجامعات في الصحراء الغربية'' و''المجتمع المدني: وسائل الإعلام والصحراء الغربية'' و''حقوق الإنسان والأراضي المحتلة'' و''الموارد الطبيعية في الصحراء الغربية''. كما سيحضر اللقاء ''أرضية الكل يتضامن مع الصحراء الغربية'' بمشاركة عدة شخصيات ثقافية اسبانية على غرار الممثل المشهور خافيير باردام الذي يعد من اكبر المدافعين عن حق تقرير المصير بالنسبة للشعب الصحراوي.