أبرزت الصور التي نقلتها، نهاية الأسبوع المنصرم، بعض القنوات، ومنها التلفزيون الجزائري، على مشاهد التحدي الذي رفعه الصحراويون في وجه سلطات الاحتلال، من خلال نزع الأعلام المغربية واستبدالها بأعلام الجمهورية الصحراوية كدولة مستقلة، وغابت عن الصور التلفزيونية، أثناء احتجاجات نهاية الأسبوع المنصرم، "القوة المغربية" التي كانت المملكة تروّج لها، مثلما حدث على سبيل المثال خلال أحداث العيون السنة الماضية، حيث سقط قتلى وجرحى جراء التدخلات العنيفة للأمن المغربي. ما حدث بمدينتي السمارةوالعيون المحتلتين، يفتح الأقواس للتساؤل حول "هشاشة" التواجد المغربي بالمنطقة، خاصة وأن المتظاهرين رفعوا أعلام الصحراء الغربية فوق عدد من الهيئات الرسمية التابعة لسلطات الاحتلال المغربي، الذي لم تتمكن قواته الأمنية، من توقيف العملية التي مرّرت رسائل ديبلوماسية إلى المنظمات الدولية وهيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن وكذا الرأي العام الدولي، مفادها أن المغرب لا يتحكم، رغم لجوئه إلى العنف والترهيب، في الوضع بالأراضي الصحراوية المحتلة. وبالعودة إلى الصور التلفزيونية، تمكن المتظاهرون الصحراويون من "إهانة" القوات المغربية فوق الأراضي المحتلة وإظهارها للرأي العام الدولي على أنها مجرد "جماعة من السياح" غير قادرة على تأمين الأعلام الملكية كدليل كاذب عن "مغربية الصحراء" عبر عدد من المدن المحتلة، وموازاة مع لجوء السلطات المغربية إلى ممارسة "التضليل والتحايل" على المجتمع الدولي، وجهت الصور الأخيرة رسائل واضحة تؤكد على رفض مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، والتمسك بالاستقلال وتنظيم استفتاء شعبي لتقرير المصير، مثلما تدعو إليه الهيئات الأممية، في ظل التقارير الدولية، التي تبرز "المنطق الإرهابي" للاحتلال المغربي، بالأراضي الصحراوية المحتلة، كان آخرها تقريرا المفوضية السامية لحقوق الإنسان وكذا اللجنة الأممية الرابعة، اللذان أدانا العنف والترهيب المغربي في حق الصحراويين. الصور الأخيرة التي جاءت مغايرة لمشاهد سابقة، تخدم - حسب المراقبين - بشكل كبير القضية الصحراوية، من زاوية أن نشطاءها ومناضليها نجحوا في رفع التحدي بنزع الأعلام المغربية ورفع الأعلام الصحراوية، وتكذب بالمقابل، الرباط، التي تحاول إظهار "براءة" مزيفة وكاذبة بخصوص تهم الترهيب وانتهاك حقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة، كما أعطت من جهة أخرى، الصور الجديدة، الانطباع بأن مدينتي السمارةوالعيون تم استرجاعهما من طرف الصحراويين أو على الأقل هي قاب قوسين أو أدنى من ذلك. ومهما كانت القراءات الممكنة لمشاهد نزع الأعلام المغربية من مراكز رسمية بمدينتي السمارةوالعيون المحتلتين، فإن القضية الصحراوية ستجني الكثير من التطورات الأخيرة، أهمها أن الشروع في "تحرير" هاتين المدينتين، هو بداية لضرب التواجد المغربي بدولة الصحراء الغربية. جمال لعلامي: [email protected]