أجمع خامس وفد حقوقي صحراوي قدم أعضاؤه من المدن المحتلة إلى مخيمات اللاجئين أن زيارتهم إنما أرادوا من ورائها التأكيد للمغرب وكل العالم أنهم ليسوا مغاربة ورغبة منهم في تحدي الغطرسة المغربية مادامت رؤية عائلاتهم وأصدقائهم الذين افتقدوهم بعد قرابة أربعة عقود أكبر من أي تهديد بالاعتقال الذي ينتظرهم لدى عودتهم إلى المدن المحتلة. واستبعد الوفد الحقوقي الصحراوي المتكون من تسعة نُشطاء، أن يتم اعتقالهم عند العودة الى الديار بسبب الضغط الدولي الذي ما انفك يزداد على السلطات المغربية التي تمادت في اعتقال الحقوقيين الصحراويين، معتبرين زيارتهم إلى عائلاتهم بمثابة تحد يرفعونه في وجه الاحتلال غير عابئين بما ينتظرهم لدى عودتهم، سواء اعتقلوا أو عذبوا أو استشهدوا. وخلال لقاء جمع الحقوقيين الصحراويين بالوفد الإنساني اليمني دعا محمد الصالح اعلي منو النائب الثاني لرئيس لجنة الدفاع عن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، الدول والحقوقيين العرب القيام بزيارات ميدانية إلى المناطق المحتلة للوقوف على حقيقة معاناة الصحراويين هناك وفضح الأكاذيب المغربية والوقوف على الحرب التي تستهدف السكان الصحراويين على جميع الأصعدة. وقال باتجاه الوفد اليمني أن زيارة واحدة يمكن أن تكشف الصورة الكاذبة التي يريد النظام المغربي تسويقها إلى العالم بوجود تنمية في المدن الصحراوية وأضاف أن هذه الزيارة تهدف أساسا إلى كسر الطوق المفروض على الأراضي المحتلة التي تخضع لحصار إعلامي وإنساني غير مسبوق بعد أن رفضت الرباط منح تراخيص لكل وسائل الإعلام الدولية للاطلاع ''على كذبة التنمية المزعومة'' التي ينعم بها السكان الصحراويون. وأضاف محمد الصالح اعلي منو أن قرار مجيئهم إلى مخيمات اللاجئين يهدف إلى لم شمل العائلات الصحراوية التي شتتها الغزو المغربي منذ 1975 وكذا محاولة اختراق جدار الصمت الذي فرضه النظام ا المغربي والكشف عن الانتهاكات التي يعانيها الصحراويون من اعتقالات ومطاردات وسجن ومحاكمات صورية واطلاع كل شعوب العالم بحقيقة ما نعانيه طيلة سنوات الاحتلال.وقالت ليلى الليلي السالكة الناشطة الحقوقية وعضو لجنة مناهضة التعذيب التابعة للجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من طرف الدولة المغربية أن الانتهاكات المغربية مست حتى قطاعي التعليم والصحة اللذين يعدان من أبسط الحقوق التي شرعتها القوانين الدولية. وأشارت في هذا الشأن إلى معاناة الطلبة الصحراويين بسبب التهميش المقصود باتجاههم من خلال منعهم من مواصلة دراستهم العليا في تخصصات الطب أو الطيران أو الفروع التكنولوجية رغم تفوقهم في دراستهم حيث يتم توجيههم قسرا إلى شعب غير ذات معنى. وأكدت أن نظام تمييز حقيقي أشبه بنظام الأبارتييد الذي كان سائدا في جنوب إفريقيا مسلط على السكان الصحراويين الذين يمنعون حتى من ولوج بعض المؤسسات حتى الصحية منها حيث يخضعون لحراسة أمنية مشددة وكأنهم إرهابيون رغم الزعم بأنهم مواطنون بنفس الحقوق مع نظرائهم المغربيين.وأكدت أيضا على استمرار انتفاضة المدن الصحراوية التي اندلعت قبل خمس سنوات وبشكل يومي رغم شراسة القمع المغربي الممارس عليهم باغتصابهم ومطاردتهم في كل مكان بالإضافة إلى تفقيرهم وتجهيلهم في محاولة لزرع اليأس في نفوسهم. وهي الحقائق التي أكدتها زميلتها فاطمتو ليمام الحيرش التي روت مأساتها على أيدي زبانية الاحتلال المغربي حيث اعتقلت عام 1980 رفقة مجموعة كبيرة من المناضلين الذين تعرضوا لأبشع أساليب التنكيل بسجن مولاي شريف بمدينة العيونالمحتلة أحد أشهر السجون المغربية المعروفة بالتعذيب الهمجي بأساليب إسرائيلية وفرنسية. وأضافت أن المعاناة الكبرى كانت بسبب عدم تمكننا من إيصال صوتنا إلى العالم إلى درجة ان 57 معتقلا استشهدوا في هذا السجن بمن فيهم امرأتين بعد إطلاق سراحها في وقت مازال فيه 265 سجين رأي صحراوي قابعين وراء أسوار هذا السجن التعيس. وأكد عبد الخالق المرخي الكاتب العام للجنة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بمنطقة كلميم في جنوب المغرب وعضو بمنظمة الخط الأمامي لحقوق الإنسان بايرلندا وعضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع أسيا، أن الصحراويين المتواجدين في الأراضي المحتلة هم رهن إشارة قيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بعد الخطاب الأخير الذي وجهه الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز يدعو فيه شعبه للاستعداد لأسوأ الاحتمالات بما في ذلك العودة الى الكفاح المسلح بعد ان خابت آمالهم في تنظيم استفتاء تقرير المصير بسبب المواقف الجبانة التي اتخذتها لجنة المينورسو والأمم المتحدة. وطالب الحقوقيون الصحراويون من الوفد اليمني بعمل جاد لإطلاق سراح النشطاء الحقوقيين السبعة المعتقلين منذ عدة أشهر ومناشدة الرأي العام العالمي لزيارة الأراضي المحتلة. وكان اليوم الأخير لزيارة الوفد اليمني لمخيمات اللاجئين الصحراويين فرصة للقاء رئيس مجلس الشعب الصحراوي محفوظ بيبا،الذي نظم على شرفهم مأدبة عشاء، وتعرف رئيس مجلس الشعب الصحراوي على النتائج التي خرج بها الوفد اليمني من هذه الزيارة والمتمثلة أساسا في الإيمان بعدالة قضية الكفاح الصحراوي، والعمل على تنوير الرأي العام اليمني بها، لتكون خطوة أخرى تكرس بداية تعرف الشعب العربي على هذه القضية عن قرب. ورحب علي بيبا بفكرة تأسيس اتحاد الشباب العربي لمساندة الشعب الصحراوي التي سيكون منطلقها من الطلبة العرب الذين يزاولون دراستهم بالجزائر. مبعوثة ''المساء'' الى مخيمات اللاجئين الصحراويين: دليلة مالك