أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أول أمس أن الاحتفاء بيوم إفريقيا يشكل فرصة للبلدان الأعضاء في الاتحاد الإفريقي لتقييم التقدم الحاصل في تحقيق الأهداف المحددة من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة. وفي كلمة ألقاها خلال حفل نظم بالجزائر العاصمة بمناسبة الذكرى ال47 لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية والذي حضره إطارات سامية في الدولة وممثلون عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، أوضح السيد مدلسي أن الاحتفاء بيوم إفريقيا يشكل أيضا فرصة لجميع الأفارقة ''لقياس الخطوات المسجلة في مجال تحديث دولنا ومؤسساتنا''. وأضاف الوزير أن هذه الذكرى ''تستوقفنا سنويا'' للإشادة بالآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية الذين أدركوا منذ فجر استقلال البلدان الإفريقية الضرورة الحتمية لجمع الأفارقة حول قيم مشتركة لرفع بصفة جماعية وتضامنية تحديات السلم والأمن والتنمية التي كانت تواجه بلداننا. وبعد أن ذكر السيد مدلسي بنضال العديد من بلدان القارة من أجل نيل استقلالها عند نشأة منظمة الوحدة الإفريقية سجل بأن ''قارتنا اليوم تظل موحدة ومتضامنة ومستعدة لتقديم المزيد من الجهود والتخلص من آخر مستعمرة تحول دون تمكين الشعب الصحراوي الشقيق من التعبير الحر عن تقرير مصيره طبقا للقانون الدولي''. وفي تطرقه إلى الاتحاد الإفريقي الذي حل محل منظمة الوحدة الإفريقية سنة 2002 اعتبر السيد مدلسي أن هذه المنظمة تكرس جهودها لتعزيز السلم والأمن والاستقرار في إفريقيا وتعبد الطريق نحو تنمية مستدامة ومنسجمة ومتناغمة للدول الأعضاء وللقارة قاطبة''. وقال في هذا الصدد إن ''الاتحاد الإفريقي أصبح عنصرا محترما ولايمكن الاستغناء عنه في معالجة القضايا الكبرى التي تستوقف البشرية قاطبة'' مضيفا أنه ''حتى وإن بقي الطريق طويلا أمامنا فإن صوت إفريقيا سيظل مسموعا ومشاركتها الفعالة مطلوبة بانتظام''. وأكد السيد مدلسي أن العولمة تزيد من التحديات التي نواجهها إذ أن إمكانيات إفريقيا كما قال وإرادة قادتها في إقامة علاقات مبنية على العدل والفائدة المشتركة مع مختلف الشركاء تمنحها مؤهلات لتكون عنصرا قائما بذاته في الدائرة الاقتصادية العالمية. وأضاف في هذا السياق أن ''مشاريع إصلاح المؤسسات الدولية (...) تعترف دون أدنى شك بالدور الرائد'' الذي يتعين على إفريقيا القيام به في القيادة العالمية سواء مشاركتها في الأمن الدولي (...) أو بإسهامها في تسيير مؤسسات بروتن وودز وكذلك في جهود مكافحة التغيرات المناخية''. وعن تحديات القارة ذكر السيد مدلسي بالتهديد الإرهابي والإجرام العابر للحدود المتعدد الأشكال الذي ينتشر كما قال في المناطق التي كانت في منأى عنها، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب يقظة مضاعفة وتكفلا ملائما وتعاونا مخلصا لمحاربة آفة هذا العصر''. كما تطرق السيد مدلسي إلى ''تجريم دونما لبس والإدانة القاطعة لدفع الفدية جراء الاختطافات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية والتي تجد فيها وسيلة سهلة لمواصلة نشاطاتها والالتفاف حول تجفيف مصادرها المالية''. وذكر في هذا الصدد أن الاتحاد الإفريقي الذي تبنى خلال قمة سيرت في جويلية 2009 إجراءات صارمة للقضاء على هذه الظاهرة يدعو كافة شركائه للمشاركة دون هوادة في الكفاح الذي يقوده في هذا الإطار. وعند تطرقه إلى الجانب الاقتصادي أشار السيد مدلسي إلى أن إفريقيا التي تضررت على غرار بقية البشرية من الآثار الكارثية للأزمة الاقتصادية والمالية الخطيرة جديرة بأن ''يعير لها شركاؤها اهتماما دائما ومساعدة متنامية لإدراك أهداف الألفية للتنمية''. وفي هذا الصدد ذكر السيد مدلسي بالدور الذي لعبه الرئيس بوتفليقة في تجسيد أهداف المبادرة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (نيباد)، مؤكدا أن وضع المشاريع الضخمة مثل أنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا وأوروبا مرورا بالنيجر والجزائر والطريق العابر للصحراء ومشروع خط الألياف البصرية تعد ''شهادة حية'' لالتزام الجزائر بتنفيذ هذه المبادرة. كما ذكر الوزير بأن الجزائر انضمت للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء في 2003 وقد قدمت تقريرها للمعاينة عن طريق هذه الآلية في 2007 كما ذكر باحتضان الجزائر للمهرجان الإفريقي الثاني في .2009 وعند تطرقه للحدث الرياضي العالمي المتمثل في كأس العالم 2010 الذي ستحتضنه إفريقيا لأول مرة اعتبر أن شعب جنوب إفريقيا ''المدعوم من كافة الأفارقة سيوجه بصدر رحب رسالة أخوة وصداقة وروح رياضية إلى شباب العالم أجمع. وفي هذا الإطار أشار الوزير إلى أن الجزائر التي حظيت بمشاركة فريقها الوطني (...) ''ستمثل بشرف القارة الإفريقية والعالم العربي'' خلال هذا العرس الكروي. قبل ذلك صرح عميد السفراء الأفارقة السيد أمون كاسي سيلفيستر أكا سفير كوت ديفوار، الذي ذكر أيضا بالتحديات التي تواجهها القارة في كل المجالات أن اختيار جنوب إفريقيا لاحتضان منافسات كأس العالم 2010 ''لشرف للاتحاد الإفريقي''.