أحيت الجزائر مساء يوم الأربعاء، يوم إفريقيا الذي يصادف ال 25 من ماي من كل سنة والمنظم هذه السنة تحت شعار "لنتحد من أجل افريقيا آمنة ومطمئنة"، وقد حضر الحفل الذي احتضنته إقامة الميثاق 500 مدعو، من ممثلين للسلك الدبلوماسي لمختلف الدول وأعضاء من الطاقم الحكومي، إلى جانب شخصيات إعلامية وفنية. وقد أكد وزير الشؤون الخارجية، السيد مراد مدلسي، الذي ترأس الحفل أنه تم تحقيق العديد من المكاسب في القارة الإفريقية في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية مع أنه "لا زال ينتظرنا الكثير من العمل"، لا سيما و"أن مقاربتنا تتمثل في توجيه أحسن لأهداف الشركاء باتجاه التكفل الفعلي بأولوياتنا"، مضيفا ان الانشغال الرئيسي يتمثل حاليا في "تطلعات الشعوب الافريقية المتعددة والملحة وديناميكية الاندماج القاري". وذكر الوزير في هذا الصدد باللقاءات العديدة المنظمة مع الشركاء على مستوى الهيئات الإفريقية للتفكير في سبل ووسائل الحد من آثار الأزمة العالمية على القارة، مشيرا إلى أن القارة السمراء مازالت تعمل من أجل المضي قدما من أجل نفض الغبار عنها من خلال "الآفاق التي رسمتها بتشييد" فضاءات للتعاون (...) كفيلة بترجمة تطلعاتنا وأهدافنا في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية دون التخلي عن أهدافنا في السلام والاستقرار، ولعل ذلك نسب النمو المشجعة المحققة في السنوات الفارطة. وفي سياق تحذيره من الأزمة المالية العالمية التي قد تنعكس على القارة السمراء، أبدى السيد مدلسي ثقته في تجاوز العقبات، مشيرا إلى انه بامكان افريقيا الرسو إلى بر الأمان بفضل رد جماعي يبدأ ب"تطهير أنظمتنا المالية لتفادي الوقوع في فخ المضاربات المالية في انتظار إصلاح الهيئات الدولية". وتأكيدا على قناعة الجزائر بضرورة ايلاء مسألة السلم أهمية باعتبارها محرك التنمية، ذكر السيد مدلسي أن "استمرار النزاعات في افريقيا لا يزال يشكل مصدر انشغال بالنسبة لدولنا باعتبار أن هذه النزاعات تشكل عائقا أمام المسيرة الطويلة التي باشرتها قارتنا نحو السلم والاستقرار السياسي والمؤسساتي". مشيرا في السياق إلى انه "يجب علينا الالتزام بالصرامة لإيجاد حل فعال لهذه الآلام التي يمكن لكل واحد منا إدراك مخاطرها". كما ذكر بأهمية التجنيد المكثف واليقظة أمام أخطار عديدة، كالإرهاب الدولي والجريمة العابرة للحدود، مذكرا برغبة البلدان الإفريقية في ترقية جهودها "الدؤوبة" الرامية إلى تكريس الديمقراطية وترقية الحكم الراشد وحماية حقوق الإنسان. ولدى تطرقه للمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي سينظم بالجزائر العاصمة، أكد الوزير أن هذه التظاهرة تندرج في إطار مسعى الاتحاد الإفريقي الرامي إلى الحفاظ على الهوية والقيم الحضارية الإفريقية وكذا ترقية الإبداع الإفريقي. واعتبر انعقاد الدورة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي "فرصة لتثمين تنوع التراث الثقافي لقارتنا" كون هذه الطبعة ستمكننا من إحياء عودة إفريقيا على الساحة الثقافية العالمية مما سيضفي معنى حقيقي للشعار"إفريقيا عائدة". من جهته، أشار الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، السيد عبد القادر، مساهل بالمناسبة إلى أن هذا المهرجان الذي تتهيأ الجزائر لاحتضانه مع بداية شهر جويلية المقبل "سيكون فرصة جديدة لإفريقيا للتعريف بثقافتها وهويتها وتأكيد استعدادها دخول العصرنة وتثمين إرثها الثقافي". ولدى حديثه عن الإتحاد الإفريقي الذي يمنح تأسيسه الأولوية للتنمية والاستقرار، ذكر بعدد الأجهزة التي وضعت لهذا الصدد مثل مجلس السلم والأمن الإفريقي و"نظام الأمن المشترك والإنذار السريع" ومجموعة العقلاء والقوة الإفريقية الإحتياطية ومبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا "الموجهة لمرافقة الإتحاد الإفريقي وإقامة شراكات ذات مصداقية والتمكن من نظرة مشتركة للحكم الراشد والتنمية والتكامل على جميع الأصعدة". ومن جانبه، أوضح عميد السلك الدبلوماسي الافريقي سفير جمهورية بوركينا فاسو، السيد سيرمي مامادو، ان القارة الافريقية التي عرفت تحولات كبيرة منذ التوقيع على اتفاقيات منظمة الوحدة الافريقية سنة 1963 وإلى غاية تحولها إلى الاتحاد الافريقي سنة 2002 لا زالت تتابع مسيرتها نحو التطور. فالقارة -يضيف الدبلوماسي- تسجل أرقاما سيئة منها ان الناتج الوطني الخام هوالأكثر انخفاضا في العالم على الرغم من الموارد الطبيعية للقارة، إضافة إلى مديونية كبيرة وأمراض وأمية مستشرية وصراعات مسلحة. وقال ان الاحتفال بالذكرى 47 هذه السنة تحت شعار "لنتحد من أجل إفريقيا آمنة ومطمئنة" يأتي في ظل تجديد للوعود من أجل تكثيف الجهود والقيام بكل ما يجب القيام به من أجل تخطي الصعاب التي تعاني منها القارة.