بدأت إدارة الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ تهديداتها بشن عملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة بدعوى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية بسياسييها ونشطائها وبمبرر تأمين حياة المستوطنين اليهود من ضربات صواريخ المقاومة الفلسطينية· وكانت الغارة الجوية، التي شنتها طائرة حربية اسرائيلية مساء أول أمس على قطاع غزة وخلفت استشهاد ثمانية فلسطينيين وإصابة 42 آخرين من بينهم 17 طفلا، ابلغ دليل على أن إدارة الاحتلال ماضية في تنفيذ مخططها الأمني إلى غاية تحقيق هدفها الرئيسي في القضاء على المقاومة الفلسطينية· وعاش سكان مدينة غزة على وقع مجزرة جديدة بعد ان اقدمت قوات الاحتلال بقصف مخيم البريج للاجئين في عملية اجرامية لم تميز خلالها لا بين الصغير والكبير ولا المدني والمقاوم في تناقض صارخ مع مزاعمها في استهداف نشطاء المقاومة الفلسطينية فقط· واستيقض الفلسطينيون أمس على وقع انتشال جثث الشهداء والمصابين من تحت الأنقاض وكان معظمهم من الأطفال والنساء ورفع حصيلة هذه المجزرة الى ثمانية شهداء·ولكن إسرائيل التي اعتادت تقتيل الفلسطينيين دون أي حرج نفت شنها الغارة الجوية واستهدافها منزل ايمن الفايد احد قادة سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي مما أدى إلى استشهاده رفقة عقيلته واثنين من ابنائه· وفي رد فعل مباشر على هذه المجزرة توعد متحدث بإسم الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بالرد على ما وصفها بالجريمة الصهيونية وقال ان الحركة ستضرب العدو في كل مكان وفي الوقت الذي تختاره·كما استنكر سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية في قطاع غزة بشدة الغارة الإسرائيلية وقال أن إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية وتبعاتها· وهو الموقف الذي عبرت عنه السلطة الفلسطينية التي استنكرت التصعيد الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة، الذين يعيشون ظروفا مأساوية جراء استمرار الحصار الإسرائيلي· وطالب نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية بوقف هذا التصعيد المتواصل ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع عزة والذي من شانه تقويض عملية السلام· من جهته أدان فهمي الزعارير المتحدث باسم حركة التحرير الفلسطيني "فتح" المجزرة الإسرائيلية، وقال ان حكومة الاحتلال وبهذا التصعيد والعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني تكون قد دخلت مرحلة الإجرام المنظم، وحث بالمقابل الولاياتالمتحدة بوصفها راعية السلام في العالم وتدعي انها تسعى الى تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تحمل مسؤولياتها في هذا الإطار وفي مقدمتها العمل على وقف آلة الدمار الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني· ويأتي التصعيد الإسرائيلي في اطار التهديدات التي توعد بها وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود بارك قبل اسبوع وتوعد من خلالها القضاء على مسؤولي حركة حماس من سياسيين وعسكريين بانتهاج التصفية الجسدية والاغتيالات الانتقائية بمبرر حماية إسرائيل من صواريخ القسام التي تطلقها المقاومة الفلسطينية ضد مستوطناتها انطلاقا من قطاع عزة· ورغم الدعوات الدولية المتكررة لإيقاف هذه الاعتداءات ورفع الحصار ضد قطاع غزة الذي أصبح سكانه يعيشون على وقع كارثة حقيقية على جميع الأصعدة إلا أن إسرائيل تقف صماء أمام هذه النداءات وأكثر من هذا فهي تصر على مواصلة سياسة العقاب الجماعي وارهاب الدولة ضد الفلسطينيين· وكان جون هولمز ممثل الأمين العام الاممي أعرب عن صدمته للأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة خلال زيارته التي قام بها نهاية الأسبوع، وهو ما جعله يطالب إسرائيل بضرورة فتح المعابر لتمكين السكان الفلسطينيين من الحركة وقضاء حاجياتهم الضرورية· ولكن ادارة الاحتلال فضلت لعب سياسة الاذن الصماء في التعاطي مع هذا النداء ومع كل النداءات التي تتوالى من طرف المجموعة الدولية·وكان وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير رفع نداء مماثلا وطالب إسرائيل برفع الحصار المفروض على غزة منذ شهور إضافة إلى تجميد الاستيطان نهائيا بالضفة الغربية· وقال رئيس الدبلوماسية الفرنسية في اليوم الأول من جولة شرع فيها الى عدد من دول المنطقة إلى أن إجراءات الحصار تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد بمجمله وعلى الظروف المعيشية ولهذا ندعو إلى رفع الحصار على غزة·