تواصل آلة الموت الإسرائيلية تقتيلها للفلسطينيين دون تمييز بين المدنيين والمقاومين ولا بين الكبير والصغير والنساء والأطفال، في وقت هددت فيه إدارة الاحتلال باقتراف "محرقة" ضد الفلسطينيين·وشهد قطاع غزة نهاية أسبوع دامية بعد أن شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية أعنف عمليات قصف لأهداف مدنية فلسطينية في قطاع غزة بحجة القضاء على عناصر المقاومة الفلسطينية وإيقاف عمليات إطلاق صواريخ "القسام" ضد المستوطنات الإسرائيلية· وخلف استمرار العدوان الإسرائيلي على سكان قطاع غزة والضفة الغربية سقوط 31 شهيدا وعشرات الجرحى من بينهم رضع ونساء وأطفال تراوحت أعمارهم ما بين سبع سنوات واثني عشرة سنة· وكان من بين الشهداء رضيع في الشهر السادس من عمره توفي متأثرا بجراحه ونقلت كاميرات العالم صوره المرعبة بين أحضان والده وأثار الجروح واضحة على وجهه في مشهد مؤثر وتقشعر له الأبدان، والمفارقة أن الرضيع جاء بعد انتظار والديه له لمدة خمس سنوات من عقم تمت مداواته· وتعد هذه الحصيلة اكبر واعنف حصيلة تقترفها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في الوقت الذي لاتزال الغارات الإسرائيلية متواصلة بما يرشح حصيلة الشهداء للإرتفاع· وكثفت الطائرات الحربية الإسرائيلية من غاراتها ضد أهداف فلسطينية بعد مقتل إسرائيلي بالقرب من مستوطنة اسديروت على يد المقاومة الفلسطينية وقصفت نهاية الأسبوع مواقع بغزة أسفرت عن استشهاد ثمانية فلسطينيين من حركة حماس· وشن الطيران الحربي الإسرائيلي صباح أمس ثلاث غارات جوية شمال قطاع غزة استهدفت مجموعة من الشبان الفلسطينيين زعمت قوات الاحتلال أنهم كانوا على أهبة الاستعداد لإطلاق صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية مما تسبب في إصابة ثلاثة منهم· وكانت طائرات حربية إسرائيلية من نوع"أف 16 " قصفت مبنى نقابة العمال في شمال مدينة غزة مما أدى إلى إصابة 20 فلسطينيا على الأقل بينهم أطفال فيما دمر المبنى بالكامل·وقال ماتان فلناني إن الفلسطينيين سيجلبون لأنفسهم "محرقة أكبر" إذا واصلوا إطلاق الصواريخ في إشارة إلى المحرقة التي يزعمون أنهم راحوا ضحيتها إبان الحرب العالمية الثانية وتاجروا بها مع الدول الكبرى لينفدونها ضد الفلسطينيين ولكن في أبشع الصور· ولا يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت ووزيره للدفاع إيهود باراك أي حرج في التهديد بشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة الذي أصبح سكانه العزل يعيشون الأمرين حصار مشدد حرمهم من أدنى ضروريات العيش بما أصبح ينذر من وقوع كارثة إنسانية من جهة وتصعيد عسكري بالطائرات الحربية والدبابات والمدفعية التي لا تفرق بين الكبير والصغير ولا المدني ولا المقاوم من جهة أخرى· وقال أولمرت في لقاء مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بالعاصمة اليابانية طوكيو انعقد على هامش منتدى اقتصادي، أن حكومته عازمة على مواصلة المعركة ضد حركة حماس وأن من يصفهم بالإرهابيين في إشارة إلى نشطاء المقاومة الفلسطينية بدفع ثمن باهظ· ويستمر التصعيد العسكري لقوات الاحتلال بدعوى حماية أمن إسرائيل من صواريخ المقاومة الفلسطينية في الوقت الذي تعالت فيه النداءات الدولية المطالبة بوقف استهداف المدنيين ورفع الحصار عن قطاع غزة· وفي هذا السياق ندد كريستوفر غينيس المتحدث باسم وكالة غوت للاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة بشدة استهداف المدنيين وخاصة الأطفال، ودعا إسرائيل إلى عدم تعريض حياة المدنيين إلى الخطر· وندد إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة بشدة المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة، وقال أن هذا الأخير يواجه حربا حقيقية ومجنونة· وحمّل مسؤولية ما يحدث في غزة وبطريقة ضمنية على الرئيس محمود عباس الذي قال أنه يشجع قوات الاحتلال على مواصلة عدوانها بعدما دعا إلى وقف إطلاق الصواريخ· وخرج عشرات الآف الفلسطينيين وسط قطاع غزة بعد صلاة الجمعة في مظاهرة حاشدة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي بدعوى من حركة المقاومة الفلسطينية رافعين شعارات مناهضة لحكومة الاحتلال