نظمت مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية لولاية الجزائر أمس يوما إعلاميا حول حماية ديمومة الموارد الصيدية تحت شعار ''لاستمرارية المصادر البحرية يجب حماية الساحل من التلوث'' حيث تم استعراض مجموعة من انشغالات القطاع خاصة تلك المتعلقة بطرق المحافظة على ديمومة الثروات البحرية، مع حث الوصاية على إعداد مجموعة من القوانين لتحديد أساليب الصيد بما يخدم القطاع مع استعجال حظر استعمال الشبكات المعقودة المنحرفة التي تضر بالثروة السمكية خاصة خلال فترات التكاثر. وفتحت مديرية الصيد البحري النقاش أمام مهنيي القطاع والباحثين والمختصين لتشريح أساليب الصيد المستغلة اليوم والتي لا تتماشي واستراتيجية المحافظة على ديمومة الثروة البحرية على حد تعبير المحاضرين، الذين ركزوا على ضرورة تدعيم القوانين المنظمة للقطاع بقوانين جديدة بالنسبة لبعض أنواع شبكات الصيد المستغلة والخيوط المصنوعة منها، حيث كشفت المعاينة الميدانية التي قام بها الخبراء استفحال ظاهرة استعمال الشبكاك المعقودة المنحرفة التي يستغل فيها الصياد التيارات البحرية لاصطياد الأسماك، وهذه الشبكات محظورة الاستعمال في أوروبا منذ التسعينات لأنها تضر بديمومة الثروة البحرية من منطلق أنها تجمع كل ما تجده في طريقها، وعند تنظيف هذه الشبكاك يتم اكتشاف تواجد الآلاف من أطنان صغار سمك السردين التي تتلف على مستوى أرصفة موانيء الصيد . وبخصوص إشكالية ارتفاع أسعار السردين أرجع المختصون الأمر إلى مثل هذه الأساليب في الصيد بالإضافة إلى الصيد عن طريق الديناميت، ورغم أن الظاهرة الأخيرة في تراجع إلا أن المناطق التي شهدت مثل هذه الانتهاكات لا يمكن أن تشهد تكاثرا في الثروة الحيوانية إلا بعد مرور 20 سنة، وعليه استوجب الأمر اليوم أكثر من أي وقت مضى إعادة تنظيم عمليات صيد السردين، وتدعيم القطاع بقوانين ضابطة لتحديد الوسائل الكفيلة بالصيد السليم . من جهته أشار الأستاذ المحاضر بالمدرسة العليا لعلوم البحار السيد فريد حميدة إلى أن البحر الأبيض المتوسط يضم أكثر من 650 نوعا من الأسماك، وغالبا ما كان المعهد خلال أبحاثه يقع على أنواع نادرة منها اسماك القرش المعروف عنها أنها لا تعيش إلا في المحيطات، إلا انه في الوقت الأخيرة شهد تراجعا في أنواع السمك وهو ما يرجع إلى تلوث البحر بفعل التسربات العشوائية لعدة أنواع من النفايات، في حين أشار السيد عباس من المعهد الوطني العالي للصيد البحري إلى اختلاف أساليب الإنتاج خاصة التقليدية منها مع استعمال الصيادين لطرق قديمة في شبكاك الصيد التي تستغل فيها أنواع من الخيط لا تتماشي والقوانين الضابطة للقطاع، حيث تكون عيون الشبكاك جد متقاربة مما يجعلها تجر معها كل أنواع السمك خاصة الصغار منه، أما بعض الأنواع الأخرى فقد تصيبها مثل هذه الشبكاك بجروح، حيث غالبا ما تتسبب في قطع زعانفها مما يؤدي إلى هلاكها، وهو الأمر الذي أكدته الآنسة بوعبدالله من مديرية الصيد البحري لولاية الجزائر التي أشارت إلى نفوق أكثر من 10 دلافين خلال السداسي الأول من السنة الجارية، منها 5 دلافين في شهر أوت الفارط بشاطئ الجميلة وبعد معاينة البياطرة تأكد أن سبب نفوقها هو شبكاك الصيد المستعملة والتي تتسبب في جروح مختلفة للدلافين. وقصد إشراك كل الفاعلين في القطاع في مبادرات حماية الساحل من التلوث والمحافظة على ديمومة الثروة البحرية نظمت بالمناسبة مساء أمس حملة تنظيف على مستوى ميناء الجميلة مع توزيع أكياس خاصة على مهنيي القطاع لجمع النفايات وتطهير قاع البحر من الفضلات الصلبة، حيث تتوقع المديرية خلال فصل الصيف توزيع أكثر من ألفي كيس يضع فيه الصيادون كل أنواع النفايات التي تصادفهم خلال نشاطهم اليومي، وبالمناسبة تم إجراء عملية تجريبية لتغيير شبكة صيد معقودة منجرفة بأساليب صيد حديثة بحضور عدد من مهنيي القطاع. يذكر أن اليوم التحسيسي نظم بالتنسيق مع مديرية البيئة لولاية الجزائر والوكالة الوطنية لتنمية وحماية الساحل.