المراهنة على خلق فرص الشراكة لدعم المنطقة الكبرى للتبادل الحر عرفت المشاركة العربية في فعاليات الطبعة ال 42 لمعرض الجزائر الدولي ارتفاعا ملحوظا خلال السنة الجارية مقارنة مع الطبعات السابقة للصالون، وهو ما يؤكد حرص الأشقاء العرب على تعزيز ودفع فرص التعاون الاقتصادي ضمن التكتلات العربية الاقليمية التي حرصت الجزائر على الانضمام إليها. ونجح المشرفون على فعاليات الطبعة في جعل هذه التظاهرة التقليدية فضاءا لاستقطاب رؤوس الأموال العربية وتوظيفها خدمة للتعاون الاقتصادي المشترك من جهة، وضمانا لتمويل مشاريع التنمية الكبرى من جهة أخرى، فيما احتلت دول المغرب العربي خاصة تونس، ليبيا والمغرب صدارة الدول العربية من حيث حجم ونوعية المشاركة في الصالون. إعطاء دفعة لمعدلات التبادل هدف العارضين تشارك تونس بصفة منتظمة في الدورات المتعاقبة لمعرض الجزائر الدولي بغرض تفعيل وتطوير المبادلات التجارية وخلق فرص الشراكة والتعاون بين المؤسسات الاقتصادية في كلا البلدين. وأكدت المشرفة على تسيير شركة ''دار المصدر'' التونسية في تصريح ل ''الحوار'' على هامش فعاليات الصالون أن المشاركة التونسية خلال هذه الطبعة تؤكد حرص الهياكل والمؤسسات التونسية على التواجد بهذه التظاهرة، من خلال مشاركة عدد كبير من الشركات التونسية الناشطة في قطاعات الصناعات الميكانيكية، والكهربائية وقطع غيار السيارات، ومواد البناء والصناعات الغذائية، إلى جانب قطاع الخدمات والصناعات المختلفة. وأوضحت المتحدثة رغبة بلدها في رفع مستويات التبادل التجاري بين البلدين بعد أن اقتصرت على 1ر1389 مليون دينار خلال العام الماضي، أي بارتفاع قدره 1ر56 بالمائة مقارنة مع العام ,2007 وكذا مضاعفة عدد الشركات المصدرة إلى السوق الوطنية إلى ما يربو عن 650 مؤسسة مصدرة خلال العام .2008 وفي هذا الإطار، أكد أنيس العيفا مدير شركة ''كوتي بلاست'' المتخصصة في الصناعات البلاستيكية في تصريح ل ''الحوار'' رغبة الشركة في ايجاد متعاملين اقتصاديين بالجزائر لتمكينهم من الحصول على فرص للشراكة عن طريق فتح فرع ببلادنا، يهدف إلى تصنيع المنتجات البلاستيكية في الجزائر وتجاوز العجز الذي تعرفه بلادنا في هذا المجال. وأكد المتحدث أن التعامل الاقتصادي مع الجزائر يقتصر حاليا على مجال التصدير، حيث يوجه نحو 2 بالمائة من إجمالي الانتاج المصدر إلى الجزائر في إطار عقود تجارية مع المؤسسة الوطنية للصناعات الكهرومنزلية ''إينيام''، من أصل 15 ألف طن تنتجه الشركة سنويا. وفي نفس السياق، أوضح كمال زغدان مسؤول شركة ''ايديكس'' التونسية المتخصصة في مجال صناعة العجائن الغذائية في تصريح ل ''الحوار'' أن شركته تصدر حاليا نحو ألف طن شهريا من العجائن الغذائية نحو عدد من البلدان على رأسها ليبيا، فيما تطمح مستقبلا إلى توسيع فرص التصدير لتشمل كلا من الجزائر، اليابان، وسويسرا. وعن المشاركة الليبية في الصالون، أوضح المشرف على الوفد في حديث مع ''الحوار'' أنها عرفت مشاركة 27 عارضا، شملت العديد من المجالات على غرار الكهربائيات، الطلاء، والبلاستيك، خاصة بعد تحصل الشاركين في الطبعات السابقة على الكثير من الصفقات مع نظرائهم الجزائريين. وأكد المسؤول رغبة رجال الأعمال الليبيين في إبرام صفقات مع نظرائهم بالجزائر نظرا للتسهيلات المتوفرة للمتعاملين الاقتصاديين في كلا البلدين، كما عبر عن رئيس الوفد الليبي عن رغبة الشركات العارضة في فتح فروع ووكالات لها بالجزائر. من جهة أخرى، تعتبر المشاركة المغربية في الدورة ال 42 لمعرض الجزائر الدولي جد مهمة في هذه التظاهرة الدولية ذات البعد الاقتصادي الهام ، وفي سياق هذه المشاركة يعتبر المغرب من الدول العربية التي أثرت تسجيل حضورها في التظاهرة التي تفتح المجال واسعا للمشاركين لإبراز طاقتهم ومنتوجاتهم، فضلا عن محاولة إيجاد مكان للشراكة المثمرة، في ظل الاقتصاد الواعد في الأسواق الدولية. ويعتبر المغرب الشريك التجاري الأول بالنسبة للجزائر في إفريقيا، حيث بلغ حجم المبادلات التجارية بين الجزائر والمغرب 570 مليون دولار خلال العام الماضي. فرص واعدة للشراكة مع بلدان المشرق العربي تدعّمت مشاركة بلدان المشرق العربي في هذه الطبعة بانضمام الجزائر إلى المنطقة العربية للتبادل الحر، حيث تظافرت جهود العارضين لانجاح خيار الشراكة بالنظر إلى المؤهلات التي تتوفر عليها السوق الوطنية. وفي هذا الإطار، أكد أحمد فوزي المدير العام للتسويق وشؤون المعارض على مستوى شركة الصناعات المعدنية القابضة المصرية في تصريح ل ''الحوار'' أن مجلس إدارة الشركة يبحث حاليا عن مؤسسات وطنية مؤهلة لإقامة شراكات اقتصادية في شتى الفروع التي تنشط بها المؤسسة، على غرار الحديد والصلب، الالمنيوم، الكيماويات الأساسية، الانشاءات المعدنية، التعدين، ومنجات الخزف والسيراميك، إلى جانب الزجاج وصناعة السيارات، أو على الأقل متعاملين اقتصاديين وطنيين يرغبون في التعامل كوكلاء تجاريين للشركة أو مشرفين على فرع تصديري للشركة بالجزائر. وكشف المتحدث عن مشروع شراكة مع أحد المتعاملين الوطنيين لإنتاج مبخرات الثلاجات بالجزائر في اطار مصنع مشترك يخضع للقانون الجزائري، بغرض التقليل من استيراد هذه المواد من الخارج. من ناحية أخرى، ارتفعت نسبة المشاركة الأردنية في فعاليات هذه الطبعة لتصل إلى 30 شركة عارضة، تتقدمها الصناعات الكيماوية، والطبية، والخدمات الهندسية، إلى جانب الصناعات الغذائية، في الوقت الذي أبدى فيه المتعاملون الاقتصاديون الأردنيون رغبة كبيرة في زيادة حجم التبادل التجاري وبناء علاقات اقتصادية متينة. وفي هذا الإطار، أعلنت سهيل خربط نائبة المدير التجاري لشركة ''حجازي وغوشة'' الأردنية في تصريح ل ''الحوار'' عن إمضاء عقد شراكة بالجزائر مع الشركة الوطنية ''أليتيك'' لفتح مصنع لإنتاج اللحوم المجمدة والمصبرات، يوجه أساسا إلى التصدير نحو البرازيل، مضيفة أن الشركة حاليا تبحث عقد شراكة مع تونس وفرنسا لتوسيع نشاطاتها الخارجية.