كثيرا ما تتعرض المرأة الحامل للعديد من المشاكل، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحمل الأول، مما يهدد صحة أمهات المستقبل وصحة أجنتهن، ولهذا شكلت الطرق الصحيحة لرعاية المرأة الحامل وضمان تحقيق ولادة طبيعية ودون منغصات عنوان ''ورشة العمل'' التي نشطتها بعض الطبيبات المنتميات لشبكة ''وسيلة'' لمحاربة العنف ضد المرأة في إطار مشاركتهن في تظاهرة قرية الرضع التي احتضنها مؤخرا المركز التجاري بالحامة. وكان اللقاء فرصة لتقديم الخبرات للأمهات من خلال تسليط الضوء على كيفية التعامل مع المرأة الحامل منذ بداية الحمل وحتى الولادة، وما بعدها أيضاً، بما يضمن تحقيق ولادة سليمة وطبيعية قدر الإمكان، بالإضافة إلى زيادة معرفتهن في مجال كشف أعراض الحمل الخطير، وكيفية التعامل معه. وتشرح الدكتورة رقية ناصر مختصة في طب الأعصاب أن التعرض لما يواجه السيدة الحامل من مشكلات وكيفية التعامل معها والتغلب عليها من المواضيع التحسيسية الضرورية التي تفرض نفسها بغية نشر الوعي وسط هذه الشريحة لتفادي الإعاقات والأمراض التي قد تصيب الجنين. المشاكل الأسرية تعرض الأجنة للتشوهات وتضيف أن العديد من الإعاقات والمشكلات الصحية يمكن تجنبها باتخاذ الاحتياطات اللازمة، منها توفير الجو النفسي الملائم للحامل، باعتبار أن المشاكل الأسرية وممارسة العنف ضد المرأة في مرحلة حملها قد يكون سببا في ولادة أطفال معاقين، مشيرة إلى أنها استقبلت عدة حالات تتعلق بأطفال يعانون من أمراض عصبية، ذلك لأن أمهاتهم لم يراجعن الطبيب في فترة الحمل أو لأنهن كن يفتقرن إلى الإرشادات اللازمة. وتقول أخصائية طب الأعصاب إن الأمراض العصبية ليس لها حلول شافية، لكن بعضها يمكن تجنبها من خلال إجراء الفحص الطبي قبل الزواج، ومتابعة كافة مراحل الحمل، واحترام شروط النظافة لتكون الولادة طبيعية. وتحدثت خلال الورشة التنشيطية قائلة ''هناك إجراءات ضرورية أساسية يجب على المرأة أخذها بعين الاعتبار طيلة فترة حملها، والتي من أهمها قياس الضغط، وحساب مؤشر الوزن، ومراقبة مستوى السكر، وإجراء التحاليل المخبرية لمراقبة نسبة الحديد في الدم، لأن فقر الدم يؤثر على صحة الجنين، بالإضافة إلى إجراء صور ''الايكو'' التي يجب أن لا تزيد عن ثلاث صور، الأولى في بداية الحمل، والثانية في الثلث الثاني، والثالثة في أواخر الحمل. وتنبه الطبيبة رقية ناصر إلى أن الغذاء غير الصحي يعرض المرأة الحامل للسمنة وارتفاع ضغط الدم الشرياني، مما يشكل خطرا على الجنين قد يتجسد في الإعاقة وخطرا على الأم كذلك كونها تصبح مهددة بالشلل النصفي.. ومن أعراض ارتفاع ضغط الدم انتفاخ اليدين والقدمين، حيث يتطلب هذا المشكل الصحي اتباع حمية غذائية خاصة. السكري المؤقت يعد أيضا من المتاعب الصحية التي قد تصيب المرأة في فترة الحمل، ويمكن أن يعود السكر إلى الحدود الطبيعية بعد الولادة في حال المتابعة الدورية الدقيقة واتخاذ الإجراءات المناسبة، حيث يتطلب أيضا اتباع حمية غذائية. وقد يؤدي سكر الحمل إلى: موت الجنين داخل الرحم المفاجئ، كبر حجم الجنين، وبالتالي إلى عسرة الولادة، مما يستدعي اللجوء إلى العملية القيصرية إن لزم الأمر، وكذا زيادة الماء حول الجنين وبالتالي خطر ولادة مبكرة ووضعيات معينة داخل الرحم. وعموما يمكن تفادي عدة مخاطر صحية من خلال اتباع الإرشادات الطبية، ومن المستحسن أن يكون الدفتر الصحي الذي يكشف عن التاريخ المرضي بحوزة المرأة الحامل للحصول على العلاج المناسب في حال التعرض للمرض بحسب أخصائية طب الأعصاب. التعايش إيجابيا مع حالة الحامل وبحسب مختصة نفسانية فإن فترة الحمل من الأمور المهمة التي يجب أن تراعيها العائلة، فالتغيرات الحاصلة في هذه الفترة جديرة بأن تؤخذ بحذر وجدية، لأن عدم العناية بالمرأة الحامل يعرضها للأمراض السيكوسوماتية (النفس -جسمية). والسبب هو أن الحمل لاسيما في أسابيعه الأولى يترافق مع ثورة هرمونية في جسم المرأة تترتب عليها انقلابات مزاجية وانفعالات فجائية تتخللها نوبات من القلق وحالات التعب. ولهذا ينبغي أن يتعايش المحيط الأسري إيجابيا مع حالة الحامل، وأن يساعدها على تجاوزها لتشعر بالراحة النفسية التي تعد عاملا أساسيا قبل وبعد الولادة للحفاظ على صحتها وصحة جنينها. وتشير المختصة النفسانية إلى أن بعض الأمهات اللواتي لم يلقين الرعاية اللازمة خلال فترة الحمل تظهر عليهن بعض العلامات التي تشير إلى ذلك بعد الإنجاب، حيث إما يهملن صغارهن وإما يهملن أفراد محيطهن الأسري، وهذا نوع من أنواع الانهيار النفسي الذي يصيب المرأة بعد الولادة، مما يؤثر عليها وعلى علاقاتها بأفراد أسرتها ومولودها كذلك.