دعا المشاركون في أشغال الأيام الأولى للمديح الديني الناطق باللغة الأمازيغية في يومها الثاني أمس بدار الثقافة ''مولود معمري'' لمدينة تيزي وزو إلى ضرورة ترجمة محترفة للمدائح الدينية الناطقة باللهجات الأمازيغية (قبائلية وشاوية وميزابية وغيرها) إلى اللغة العربية نظرا لما تشكله من عنصر محدد للهوية الجزائرية. كما أبرز الأستاذ والباحث الجامعي محند أرزقي فراد من جامعة الجزائر في طيات محاضرته الموسومة ''من المؤسسين للمديح الديني في منطقة القبائل الشيخ الحاج السعيد الماقشتوم (1883-1946) والحاجين المرحومين سعيد تازروس وبن يحيى من بلدة أزفون وعرش آيث جناد المجاور''، أهمية اعتماد بيداغوجية تعليمية موائمة في إيصال هذا المديح الديني الناطق باللغة الأمازيغية إلى تلامذة وطلبة المدارس والجامعات نظرا لما يشكله في الواقع من حصانة حضارية وأمن ثقافي للمجتمع الجزائري مستعرضا الأبعاد الروحية والجهادية والوطنية التي وردت بقوة في هذا الرافد من التراث الشفوي الأصيل. من جهته تطرق الأستاذ خالد عقون من جامعة تيزي وزو إلى البعد الديني والوطني والجغرافي في الروائع الشعرية التي ألفها أمير شعراء منطقة القبائل سي موح وأمحند المنتمي أصلا لعائلة ميسورة مولعة بحبها للعلم والدين الإسلامي وهو الأمر الذي يظل راهنا بحاجة ماسة إلى جمعها وتدوينها لتحويلها إلى خزان ثري ومتنوع من الأفكار البناءة التي من شأنها تعزيز الموروث الثقافي الشعبي الجزائري ككل عبر توجيه الطلبة مستقبلا للنهل منه في إعداد أطروحاتهم العلمية. وأشار المتحدث من جهة ثانية إلى تأثره بالقرآن الكريم والقيم العربية الإسلامية في التعبير عن مرارة الغربة وضعف الحال والصعاب العائلية التي تعرض لها هو وأسرته نظير ''كفرهم بنعم'' الاستعمار علما أنه انتسب في صغره لصفوف زاويتي ''بن أعراب'' المشهورة آنذاك ببلدة تيزي راشد و''عبد الرحمن الإيلولي'' لاحقا. وتعرض المشاركون من جهة أخرى إلى الصلة البارزة ما بين المديح الديني الناطق باللغة الأمازيغية ومثيله المنظم من قبل فطاحلة الشعراء المسلمين والعرب الثلاثة الذين أبدعوا في مدح شمائل خير البرية صلى الله عليه وسلم وهم البصيري وحسان بن ثابت وأحمد شوقي. (وأج)