استطاعت أن تحدّد لذاتها إطارا مميّزا وسط البشاريين من خلال الكم المعتبر من النشاطات التي تزاولها في الإطار الجمعوي، إنها السيدة بن يمينة الباتول رئيسة الجمعية النسوية للأصالة والإبداع لولاية بشار التي تسعى جاهدة لتقديم المساعدة للنساء المعنفات والفتيات الماكثات في البيت من خلال تحفيزهن على تفجير مواهبهن في ميدان الصناعات التقليدية، إلى جانب المتابعة في برنامج محو الأمية. ''المساء'' استضافتها بجناحها في صالون الاتصال ببشار، حيث تحدثت عن الجمعية، نشاطاتها، أهدافها وكذا حرصها على المحافظة على ''ليزار'' أو اللباس التقليدي النسوي البشاري. تقول السيدة الباتول حول نشاطات الجمعية ومساهمة الفتيات ''نحن كجمعية ذات طابع اجتماعي ثقافي ورياضي نسعى للمحافظة على التراث الرائع الذي تزخر به المنطقة في مختلف المجالات، وخاصة حيال الحرف التقليدية التي نسعى للمحافظة عليها وتطويرها، وذلك من خلال مساعدة الفتاة وترقيتها وتعليمها ودعمها أيضا، خاصة الفئة التي لديها ميل للأعمال التقليدية على غرار صناعة النسيج والحنابل التي تعرف بها المنطقة، ففتيات اليوم هن آمل الغد في المحافظة على هذا الكنز الذي تركه الأجداد، ولا يخفى عنكم أننا واجهنا عدة تحديات وأهمها عدم خروج الفتاة من البيت بحكم عادات المنطقة، حيث ساعدنا الفتيات على التعريف بأعمالهن من خلال إقامة معارض خارج الولاية، وسجلنا مشاركات معتبرة في أربع ولايات بالشرق الجزائري، وقد لاحظنا أن الفتاة الريفية تحمل في أعماقها طموحات وأحلاما كبيرة نودّ مساعدتها على تحقيقها. كما قمنا بخرجات في بعض ولايات الوطن للتعريف بالمصنوعات التقليدية التي جادت بها أنامل فتيات وسيدات المنطقة ومثلنا الولاية بالأكلات التقليدية وعلى رأسها الكسكسي المفتول بالسميد والفرينة، والذي يمتاز بذوق خاص وشكل مميّز، فحبات الكسكسي كبيرة الحجم ورطبة، ويقدم مرفوقا حسب الذوق أي بالمرق أو الحليب أواللبن وكذا طبق ''القناوية'' أو الملوخية وخبز الشحمة والمسمن بالدهان والمردود.. وعن حرصها على المحافظة على اللباس التقليدي البشاري، قالت محدثتنا ''أنا حرفية في اللباس ومصممة أزياء وكنت أستاذة في الخياطة وعندي ورشة، حيث أسعى بكل جهدي للمحافظة على ''ليزار''، وهو اللباس التقليدي الذي ترتديه سيدات المنطقة سواء في الأعراس أو للتصديرة أو الخرجات اليومية، وشغلي الشاغل هو تطوير هذا اللباس حتى يظل في قائمة الملبوسات. ويتكون ليزار من ثلاث أو أربع قطع ''القميص الفوقي'' الذي يشبه الملحفة الشاوية والقميص الثاني الأطول بدون كم الذي يركّب عليه والتنورة والسروال الذي يلبس تحتها وطوله 10 أمتار مقسمة على الأجزاء المكونة له، ويطلق على ليزار الخاص بالخرجة إسم الشاش وهو المستعمل كثيرا، أما الآخر الخاص بالأعراس فيمتاز بقماشه المطرز الذي يعكس خاصية الأفراح. وقد قامت محدثتنا بتطوير إزار جديد لتخرج به الفتاة، كما حافظت على خاصية ليزار القديم. وتواصل الباتول متحدثة عن نشاطات الجمعية ''لمحاربة الآفات الاجتماعية والتحرّر من الأمية لدينا اتفاق مع ديوان محو الأمية وتعليم الكبار وملحقاته، حيث تشرف الجمعية على متابعة عملية تمدرس السيدات، كما لدينا أربع مدارس بمنطقة بشار وأربع بمنطقة تابلبالة، والعبادلة ومدرسة بالمريجة، ومهام الجمعية هي استقطاب مجموعة كبيرة من النساء والفتيات اللائي لم يسعفهن الحظ في الدراسة لتشجيعهن على الخروج من ظلمات الأمية، ولتشجيعهن نقوم بتقديم جوائز وهدايا كالمحافظ المدرسية واصطحابهم في رحلات استكشافية للمناطق السياحية والحمامات، وبالفعل لدينا أعداد هائلة ممن نجحن وأكملنا دراستهن''. وعن ظاهرة العنف ضد المرأة في المنطقة، تقول السيدة بن يمينة ''في إطار محاربة الآفات والمشاكل الاجتماعية تعكف الجمعية حاليا على تقديم مساعدات في حدود الإمكانيات وعلى رأسها المعنوية للنساء المعنفات خاصة مع تنامي ظاهرة العنف ضدها، حيث نعمل على التكفل بهن من الجانب النفسي فقط من طرف الأخصائيين الاجتماعيين والنفسانيين وللأسف اضطررت لأكثر من مرة لاستضافة النساء المعنفات في بيتي وهذا ليس بحل وبما أننا في منطقة حدودية أودعت مشروعا لمحاربة الآفات الاجتماعية خاصة المخدرات لدى وزارة الشباب والرياضة وحبذا لو قدمت لنا المساعدة لإنشاء مراكز لاستقبال الشباب الذي يتناول المخدرات وكذا مركز لاستقبال النساء ضحايا العنف في المنطقة''-.