أجمع المشاركون في الطبعة ال 43 لمعرض الجزائر الدولي الذي اختتم أمس، على نجاح التظاهرة الاقتصادية التي كان لها هذه السنة صدى دوليا كبيرا بالنظر إلى عدد المهنيين ورجال الأعمال الذين توافدوا على المعرض، فقد كان الهدف واحدا للجميع وهو استقطاب أكبر عدد من المشاريع وعقد صفقات شراكة دائمة مع الشركات الأجنبية المشاركة التي ركزت هذه السنة على الصناعات الثقيلة ومختلف وسائل الإنتاج الاقتصادي. من جهتها تمكنت العديد من المؤسسات الوطنية الخاصة من الظفر بعقود شراكة من خارج الوطن لتصدير المنتجات المحلية خاصة في مجال الصناعات الغذائية والورق، أما المشاركة الأجنبية فقد ركزت هذه المرة على تطوير استثماراتها والاستفادة من التحفيزات الجزائرية في فتح شركات مختلطة منتجة. بعد ستة أيام من العرض واللقاءات المهنية بين المتعاملين الجزائريين والأجانب اختتمت أمس، الطبعة ال 43 لمعرض الجزائر الدولي على وقع المونديال الذي لم يفارق المعرض منذ افتتاحه الأمر الذي أعطي الحيوية والنشاط للعارضين خاصة الأجانب منهم، حيث استأنسوا للرايات الوطنية التي كانت تميز مختلف أجنحة العرض وسلمت كهدايا تذكارية لضيوف الجزائر الذين غادروها وكلهم أمل في العودة مجددا للاستثمار في هذه الأرض المضايفة على حد تعبيرهم. وقد فضل المشاركون الذين مثلوا 835 شركة من 40 بلدا أجنبيا في نهاية أيام العرض زيارة الجناح المركزي الذي ضم الشركات الجزائرية المشاركة للوقوف على جودة المنتجات الجزائرية والبحث عن فرص عقد صفقات تصدير الإنتاج المحلي إلى الأسواق العالمية، التي تشترط اليوم أكثر من أي وقت مضي منتجات بمواصفات جد دقيقة خاصة في مجال المنتجات الفلاحية والصناعات الغذائية، ومن بين الشركات الوطنية المستفيدة من المعرض ''مجمع بلاط'' الذي وقع اتفاقية مبدئية مع المجموعة الأوروبية لإقامة مشروع مشترك لإنتاج مشتقات اللحوم الحلال لتوزيعها في أوروبا الشرقية تحت علامة جزائرية، وكان العقد نتاج اهتمام الشريك الأوروبي بجودة منتجات المتعامل الذي يسوق منتجاته اليوم نحو العديد من الدول الإفريقية. من جهته، يشهد قطاع صناعة الورق والتعليب اهتماما من طرف المتعاملين الأجانب خاصة بعد مبادرة مجمع ''تونيك'' إلى إنتاج المادة الأولية لصناعة الورق، حيث أشار المكلف بالإعلام أن الطلب يبقى متزايدا على المجمع في هذا المجال من منطلق انه الوحيد في الساحة الوطنية، لتبقى باقي المؤسسات المختصة في الصناعات الخفيفة والغذائية المصنعة تحدث المفاجأة بالنسبة للشركاء الأجانب الذين أبدوا إعجابهم بتطورها، في حين استغلت شركات إنتاج المنتجات الكهرومنزلية فرصة العرض الذي تزامن مع التحضيرات لكأس العالم لاستقطاب أكبر قدر من الزوار الذين كانت لهم لأول مرة فرصة اكتشاف التكنولوجيات المتطورة لتقنية ثلاثية الأبعاد، التي عرضتها شركة ''كوندور'' على زوار المعرض، في حين عرضت باقي المؤسسات مقابلات مسجلة لنجاحات الفريق الوطني وهو ما استقطب كل زوار المعرض. كما استغل زوّار معرض الجزائر فرصة مشاركة البنوك العمومية والخاصة المعنية بمنح قروض السكنات العقارية للاستفسار عن تفاصيل إجراءات الاستفادة والملف الكامل الخاص بذلك حيث تم توجيههم إلى الوكالات المحلية المتواجدة على مستوى إقليم كل مستفيد بغرض استكمال الإجراءات، كما قدم ممثلو المؤسسات المصرفية شروحات وافية عن مختلف الصيغ المعمول بها لديهم والشروط الواجب توفرها في المستفيد، سواء تعلق الأمر بالسكن الترقوي أو التساهمي الاجتماعي مركّزين على شرط أن يكون السكن جديدا، أو التعهد بإتمام بناء السكن عند البيع على المخطط. مجالس أعمال مشتركة تعد مشاركة كل من اليمن وصربيا والموزمبيق الأولى من نوعها في معرض الجزائر الدولي وهي التي جاءت بعد النجاحات المحققة في سوق الاستثمارات الجزائرية مع عدد من البلدان الأجنبية وعدم تضرر السوق الجزائرية من الأزمة المالية العالمية الأخيرة، حيث تسعى مشاركة هذه الدول إلى تعزيز تواجدها تجاريا بالجزائر والاستفادة من التحفيزات التي يوفرها فضاء الاستثمار الجزائري، وحسب ممثل الجناح اليمني فالهدف من المشاركة هذه السنة هو البحث عن الشراكة التجارية قبل التوجه نحو الشراكة الاستثمارية المنتجة، وعليه تم الاتفاق مبدئيا على تنصيب مجلس أعمال مشترك بين رجال أعمال البلدين تحت إشراف وزراء التجارة والمالية للبلدين قبل نهاية السنة الجارية، علما أن اليمن ترحب بالمنتجات الجزائرية في أسواقها وتطمح لتمتين العلاقات التجارية في إطار السوق العربي للتبادل الحر. وبالرغم من أن العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وموزمبيق تكاد تكون منعدمة إلا أن رجال الأعمال حضروا المعرض لاستعراض تجارب مؤسساتهم ومنتجاتهم الاستوائية بحثا عن فرص لتبادل تجاري ناجح. كما عرضوا على المؤسسات الجزائرية المصدرة التوجه إلى أسواقهم المحلية لتسويق منتجاتهم واعدين إياهم بتوفير كل الظروف لإنجاح المبادلات التجارية. من جهتهم حاول المستثمرون الصرب الذي شاركوا في فعاليات الطبعة لأول مرة استقطاب أنظار رجال الأعمال الجزائريين من خلال عرض خبرتهم الكبيرة في مجال البناء والصناعات الثقيلة، ويتوقع بعد نهاية المعرض تنظيم مجموعة من اللقاءات الاقتصادية تجمع رجال الأعمال الجزائريين بنظائرهم الصرب واليمنيين والموزمبيقيين، في حين عرض الاندنوسيون فرصة الشراكة في مجال الصناعات الغذائية التحويلية، وتسيير المنتجعات السياحية الجزائرية من خلال استغلال المقومات الطبيعة التي تتوفر عليها الجزائر . المغرب وتونس من جهتهما حاولتا استغلال المجال الجغرافي المشترك لبعث العلاقات الاقتصادية بين دول المغرب العربي تحت شعار ''معا من أجل الشراكة والتكامل''، حيث شهدت أجنحة الدولتين في كل مرة توافدا كبيرا للمستثمرين الجزائريين الصغار الراغبين في فتح مؤسسات صغيرة مختلطة في مجال صناعات مواد التجميل، النسيج والأثاث التقليدية. وقد حاول كل من متعامل الهاتف النقال الوطنية للاتصالات (نجمة) ومؤسسة ''كوكا كولا الجزائر'' استغلال المعرض لإشهار أخبار الفريق الوطني، من خلال مكبرات الصوت التي بثت طوال أيام العرض والأغاني الرياضية مع تنظيم لقاءات كروية بين الأطفال في مساحات مخصصة خارج الأجنحة، عارضة هدايا رمزية على الفائزين في مختلف النشاطات الترفيهية التي نظمتها.