اجمع المشاركون في الطبعة ال 42 لمعرض الجزائر الدولي على نجاح التظاهرة الاقتصادية الكبرى للجزائر رغم الظروف الصعبة التي تزامنت مع تنظيمها الخاصة بالأزمة العالمية والخسائر المالية الكبيرة التي تكبدتها السوق العالمية، كما استغلت المؤسسات الأجنبية المشاركة فرصة العرض للاطلاع على نوعية المنتوج الوطني ودراسة مناخ الاستثمار بالجزائر الذي يبقى -كما أكد مسؤولوها- واعدا في انتظار صدور القوانين الجديدة التي تنتظر المصادقة من طرف الحكومة، في حين استغلت العديد من المؤسسات الوطنية الظروف الاقتصادية العالمية التي تزامنت مع المعرض وتطلع أكبر العلامات التجارية وعمالقة الصناعة إلى السوق الجزائرية للتنافس على افتكاك عقود شراكة وتمثيل العلامات بالجزائر وهو ما يفسر ذلك الكم الهائل من اللقاءات المهنية التي نظمت وستنظم خلال الأيام القليلة القادمة. استدل الستار أول أمس، على التظاهرة الاقتصادية الكبرى معرض الجزائر الدولي الذي تحول إلى موعد يضرب للمهنيين كل سنة للاطلاع على تطور الاقتصاد المحلي، حيث سجل المنظمون لهذه الطبعة أكثر من 200 ألف زائر لقصر المعارض 30 منهم من المهنيين، حيث تم تسخير عدة مساحات لصالحهم بغرض تنظيم لقاءات العمل داخل المعرض، وبخصوص اهتمامات العملاء الاقتصاديين الأجانب يقول بعض المنتجون أنهم منبهرون بالنوعية التي بلغتها بعض القطاعات على غرار المنتجات الغذائية المصنعة من عصائر وحلويات ومعجنات، بالإضافة إلى الخدمات حيث أبدي العديد من المستثمرين الأجانب اهتمامهم بعقد صفقات شراكة لتمثيل المنتوج الجزائري بالأسواق الأوروبية. أما فيما يخص القطاعات المتعلقة بالصناعات الكهرومنزلية، الأنسجة، مستحضرات التجميل وصناعة الورق فقد استقطبت هذه السنة اهتمام الدول العربية على غرار مصر وتونس والمغرب حيث تسابق مستثمروها إلى الصناعيين المحليين لعقد صفقات للتبادل التجاري، حيث أبدي العديد منهم اعجابهم بالحرفية التي بلغتها المؤسسات الوطنية والتي أصبحت منتوجاتها تنافس أكبر العلامات التجارية خاصة في مجال الصناعات الكهرومنزلية، كما يحاول الشركاء التونسيون افتكاك عقود شراكة لشراء عجينة الورق المصنعة هنا بالجزائر بعد انتعاش نشاط استرجاع الورق المستعمل. المشاركة الأجنبية القوية بالمعرض والتي كانت ممثلة في 40 دولة والزيارات الماراطونية التي قام بها عدد كبير من السفراء ووزراء التجارة الأجانب لكل من الصين وفرنسا وايطاليا، تؤكد ذلك الاهتمام التجاري الكبير بالسوق الجزائرية التي تبقي واعدة في نظر جميع المشاركين، فالصين تحاول تأكيد تواجدها بعد أن احتلت الريادة في المشاركة ب 141 مؤسسة، وفرنسا تعد لقاءات لصالح الشركات الفرنسة الراغبة في الاستثمار بالسوق الوطنية لتعريفها بقوانين التشغيل والاستثمار، أما ألمانيا وايطاليا والولايات المتحدةالأمريكية فتركز على المصاحبة والشراكة في مجالات البناء والأشغال العمومية والبني التحتية والمنشآت القاعدية، وهي القطاعات التي شدت انتباه الصناعيين المحلين ومجموعة من الشباب الطامح لفتح مؤسسات صغيرة ومتوسطة في هذه المجالات. وما ميز المعرض هذه السنة هو تزامنه مع التغيرات الاقتصادية العالمية من جهة والورشات المفتوحة على كل القطاعات بالسوق الوطنية تماشيا مع برامج رئيس الجمهورية لعهدته الرئاسية القادمة والتي تركز أساسا على تطوير الاقتصاد ومواصلة درب الإصلاحات، حيث طغي على الصالون الحديث عن فتح رأس مال الشركات الأجنبية النشطة في الاستيراد بنسبة 30 بالمائة مع الشركاء الجزائريين وهو ما ارتاح له كل من المستثمرين الجزائريون والأجانب، وفي هذا السياق أكد رئيس مجلس الأعمال الجزائري الأمركي أن القرار صائب ويسمح بتدريب المستثمرين الجزائريين على سوق التجارة والتبادلات في حالة الربح أوالخسارة، أما بخصوص فتح أكثر من 200 ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة فقد تسابق أكبر المتعاملين الأجانب في مجال التجهيزات والبنى التحتية والمرافقة لعرض خدماتهم على الشباب والمهنيين في ظل عقد صفقات شراكة سواء في مجال الاستثمار أوالتجهيز بأحدث التقنيات الصناعية والدراسات. وجاء ارتياح المؤسسات الأجنبية المشاركة تعبيرا عن صدور عدة قرارات تجارية منها تلك المتعلقة بانضمام الجزائر لسوق العربية الحرة، حيث أكد رؤساء أجنحة الدول العربية العارضة ارتياحهم لقرار فتح الحدود الجمركية، ويقول السيد علاء الدين همت رئيس الجناح المصري انه على الدول العربية الاستفادة من مخلفات الأزمة العالمية للتكتل في هيئة اقتصادية قوية مبنية على أساس التكامل الاقتصادي، في حين أعرب رئيس الجناح الفلسطيني عن ارتياحه لتطبيق قرار إعفاء المنتوجات الفلسطينية من الرسوم الجمركية، وهو ما سيشجع الاقتصاد الفلسطيني على الإنتاج أكثر للسوق الجزائرية التي أصبحت تعرف المنتوج الفلسطيني أكثر. وفي ختام المعرض أكد مسؤولو شركة "صافكس" أنهم يفكرون حاليا في صيغ أفضل للطبعات القادمة مع التركيز أكثر على المعارض المهنية المتخصصة والتي تساهم في التعريف بالمنتوج الوطني ومساعدته على دخول السوق العالمية.