في الوقت الذي تسارع فيه بعض الأندية الخطى قصد إعداد نفسها ولو بنسب مقبولة لدخول عالم الإحتراف، لايزال فريق مولودية وهران يتخبط في صراعاته وتناقضاته، التي ولدت قبضة حديدية متجددة بين الرئيس الحالي قاسم بليمام ومن يوصفون بالمعارضة يتقدمهم الرئيس السابق يوسف جباري والذين لم يأبهوا لقصر الآجال المحددة للفرق الراغبة في تبني مشروع الإحتراف لتجهيز ملفاتها، بل فضل جميعهم الدخول في متاهات غير مجدية بتبادل الإتهامات. وفي الوقت الذي يرى فيه قاسم بليمام أن مناوئيه ليس همهم مصلحة المولودية بقدر ما تحركهم مآرب شخصية، لم يتورعوا من أجلها التضحية بأمجادها لما رموا بها إلى جحيم القسم الثاني ولأول مرة في تاريخها، ولم يعتبروا من كل ذلك بحسبه، يوكل له معارضوه إتهامات بتهميش آرائهم وعدم اشراكهم في كل خطوات تحضير ملف المولودية الإحترافي، وهو ما حملهم على التقرب من مديرية الشباب والرياضة سعيا منهم لحملها على إلغاء الجمعية العامة، التي صادقت على دخول المولودية دخول عالم الإحتراف وللتأكيد على جدية خطوتهم هاته وقّعوا على عريضة سلموها لها. وأمام هذا المد والجزر بين بليمام ومعارضيه، يبقى الأنصار في حيرة ويترقبون كل صغيرة وكبيرة عن أحوال فريقهم، وأيديهم على قلوبهم خشية من أن يكون سجال صيف هذا العام أكثر حرارة من سابقيه، خاصة وأنه جاء في وقت حاسم ولحظة فارقة ليس في تاريخ المولودية فحسب بل وكل الأندية الجزائرية، وما يؤرقهم أكثر هو تشكيك بعض مسيري الفريق في قدرة الإدارة على تلبية كل الشروط، وبالتالي تجهيز الملف المطلوب، ويبررون ذلك بقصر المدة الفاصلة عن الآجال المحددة لتسليمه وبطئ تحركاتها في هذا الشأن. وما ينتظرها في الجانب التقني خاصة مع تهديد عديد اللاعبين بتغيير الأجواء في ظل الغموض الذي يلف مستقبل المولودية، وكذا مستحقاتهم المالية التي لازالوا يدينون بها للإدارة ومن بين هؤلاء سباح وبن عطية الذي أفصح أنه يريد خوض تجربة خليجية، وواسطي الذي ربط تجديد عقده بتعزيز صفوف التعداد، وكان قد صرح ل''المساء'' أنه سئم اللعب دائما على تفادي السقوط بل يريد معانقة الألقاب. وحتى الأصناف الصغرى، أضحت مجرد أرقام وللتباهي فقط عند مسيريها الذين لم يحركوا ساكنا أمام معاناتها من التهميش، رغم المجهودات الكبيرة التي تبذلها طواقمها الفنية في تحضير الخلف وملء خزانة النادي بالألقاب، والذي كان آخرها فوز فريق الأشبال بلقب البطولة الجهوية. أمام كل هذه المعطيات، يطالب المحبون ويلحون على ضرورة إستخلاص الدروس مما فات، وعدم إعتبار البقاء في حظيرة الكبار بمثابة نجاح، بل أن النجاح الأكبر هو معاودة معانقة مولودية وهران للألقاب والكؤوس.