دعا الوزير المنتدب المكلف بالتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى أمس، بميلة، إلى معالجة الاختلالات السابقة التي شهدها عالم الريف من خلال تثمين الخصوصيات المحلية، مشيرا إلى أن 2008، ستكون سنة ترسيخ برنامج دعم التجديد الريفي الذي يندرج ضمن المسعى الرامي إلى تحقيق تنمية شاملة متكاملة ومستدامة· وخلال إلقائه محاضرة في إطار زيارة له للولاية، أوضح السيد بن عيسى، أن سياسة التجديد الريفي تعمل على "إحداث ديناميكية في عالم الريف ومعالجة الاختلالات السابقة للانتقال من حالة التباين العمودي بين الجهات إلى الاختلاف الأفقي الذي يكرّس ويثمن الخصوصيات المحلية" · وخلال هذا اللقاء الذي حضره مسؤولون ومنتخبون محليون ومتعاملون في المجال وممثلون عن القطاعات المعنية تطرق الوزير إلى أهداف ومحاور وآليات تنفيذ الإستراتيجية الوطنية الجديدة في مجال التنمية الريفية الممتدة من 2007 إلى غاية 2013 · وذكر السيد بن عيسى، أن هذه الاستراتيجية ترتكز على 3 محاور هي "الاستثمارات الكبرى" و"السياسات القطاعية" والنشاط الإقليمي" وذلك وفق "مقاربة مندمجة تكاملية" بين القطاعات تضمن تعبئة جميع الفاعلين في الميدان وبمشاركة السكان أنفسهم في تصور المشاريع الفردية والعمومية · وتحدث الوزير عن المشاريع الجوارية في إطار هذه التنمية الريفية المندمجة "التي تسعى من خلال عمليات فردية وجماعية إلى تحسين الظروف المعيشة للسكان وحماية وتثمين الموارد الطبيعية وتنويع النشاطات الاقتصادية في الفضاءات الريفية"· وأضاف أن هناك هياكل متعددة من منسقي ومسهلي المشاريع وخلايا بلدية للتنشيط الريفي ولجان تقنية على مستوى الدوائر والبلديات الدائرية تسهر على تنفيذ وتكريس هذه الآلية بالإضافة إلى "اللجنة الوطنية للتنمية الريفية" التي تتابع تطبيق البرنامج في الميدان· وشرح الوزير الآليتين الهامتين المتمثلتين في "النظام الوطني للمساعدة في أخذ القرار" الذي يوفر 260 معلومة اقتصادية واجتماعية وديموغرافية عن كل بلدية من بلديات الوطن، كما يحدد شتى مؤشرات التنمية المحلية الخاصة بها "والنظام المعلوماتي لبرنامج دعم التنمية الريفية" الذي هو قيد الإنجاز ويشمل حاليا 33 ولاية · ومن جهته تطرق والي ميلة السيد جمال الدين صالحي، بالمناسبة إلى المكاسب المحققة محليا في مجال التنمية الريفية والتي سمحت كما قال بإنجاز 155 مشروعا جواريا للتنمية الريفية عبر 395 فضاء ريفيا تقطنه 17 ألف عائلة تطلب غلافا ماليا بقيمة 10 ملايير دج· كما شرح المشاريع الجوارية المندمجة المدرجة ضمن سياسة التجديد الريفي الجديدة ب 34 مشروعا على مستوى 18 بلدية و70 فضاء ريفيا يقطنه 12502 عائلة مذكرا بالدراسات التي أنجزتها الولاية بالتنسيق مع المركز الوطني للدراسات الخاصة بالسكان والتنمية· وتميزت زيارة الوزير المنتدب للتنمية الريفية بزيارة لمشتلة سيدي مروان مختصة في إنتاج شجيرات بلوط الفلين بطاقة نظرية تقدر بمليون شجيرة·