كان بوسع المنتخب الوطني تفادي الخسارة التي تكبدها أمس أمام الفريق السلوفيني و القول أن هذا الأخير يستحق نقاط المباراة لا يعكس الوجه الطيب الذي ظهر به زملاء زياني إلى غاية الهدف القاتل الذي سجله المهاجم كوران و يتحمل مسؤوليته شاوشي الذي لم يحسن التعامل مع الكرة التي كانت في متناوله مثلما بيّنته الصورة بالبطء. لكن التأسف و الحسرة لا يكفيان في مثل هذا الموقف للتقليل من وقع الخسارة بعد أن حلمنا بتحقيق انطلاقة إيجابية في المونديال كانت ستزيدنا ثقة إضافية في النفس و ترفع من معنويات اللاعبين لخوض المبارتين القادمتين ضد أنجلترا و الولاياتالمتحدةالأمريكية بكثير من الشجاعة و الطمأنينة على قوة التشكيلة الوطنية. قد يصعب علينا البحث عن الأسباب الحقيقية لهذا التعثر القاسي لأن فريقنا الوطني لعب بشكل جيّد و كان بوسع عناصره حسم الموقف لصالحها لو لعبت بأكثر فاعلية في الهجوم الذي لازال يشكل المعضلة التي احتار المدرب رابح سعدان في إيجاد حل لها و عكسها في الميدان قلب الهجوم غزال الذي، رغم الإنتقادات التي وجهت له في الآونة الأخيرة، لم يقدر الثقة التي وضعها فيه الناخب الوطني، حيث تصرف بشكل لم ينتظره منه أحد إلى درجة أنه أيقن الجميع بأنه لا يملك صفة اللاعب الذي يجب الإعتماد عليه مستقبلا في الفريق الوطني . و في نظر الإختصاصيين الذين تابعوا مباراة أمس، فإن ''الخضر'' في حاجة ماسة إلى التحرر في اللعب من أجل إظهار إمكانياتهم الحقيقية و تجاوز عقدة الخوف من الخسارة التي لازمتهم في المباريات التحضيرية و حتى في مباراة أمس و على المدرب سعدان أن يبحث عن الحلول وهي موجودة بين يديه و لا تحتاج إلى انتظار كثير من الوقت لتطبيقها. فالمونديال محطة هامة و سانحة لإستغلال الإمكانيات الكبيرة الموجودة في صفوف المنتخب الوطني و نقصد هنا اللاعبين الموجودين في كرسي الإحتياط على غرار المهاجم بودبوز الموهوب بمهاراته الفنية و القادر على ملء الفراغ الكبير الموجود في الخط الأمامي و أيضا وسط الميدان عبدون الذي طال وضعه في كرسي الاحتياط. فالمونديال يعد فرصة لكل اللاعبين الذين يريدون تفجير طاقاتهم و لا يمكن وضعهم تحت التجربة على حد أقوال سعدان الذي لا زالت أمامه كل الخيارات لتقوية حظوظ الفريق الوطني في اجتياز الدور الأول سيما و أن أغلبية عناصر التشكيلة الوطنية تبدي استعدادها التام لتشريف الألوان الوطنية. نتمنى أن يتحقق ذلك لأن الجماهير الرياضية الجزائرية أصبحت لا تتحمل أي إخفاق آخر يجعلنا نخرج من المونديال مطأطئي الرؤوس.