بدأت أولى قوافل التضامن والمساعدات الإنسانية الموجهة للشعب الصحراوي تصل منذ أمس إلى مخيمات اللاجئين على غرار مخيمات السابعة والعشرين والرابوني وأوسرد. ويعكف الهلال الأحمر الصحراوي ونظيره الجزائري بالتنسيق مع مختلف الهيئات الخيرية المكلفة بمتابعة هذه القافلة مثل اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي والاتحاد الوطني للنساء الجزائريات. وأكد يحيى بوحبيني رئيس الهلال الأحمر الصحراوي بخصوص هذه القافلة التضامنية في تصريح ل''المساء'' أن عدد شاحنات المساعدات الانسانية المدرجة ضمن هذه الحملة فاق ثلاثين شاحنة قدمت من مختلف ولايات القطر الجزائري. وقال إن هذه التظاهرة التضامنية تبقى عادة سنوية اعتاد على تنظيمها المجتمع المدني والهلال الأحمر الجزائري وفي إطار المبادرات التضامنية والإنسانية مع اللاجئين الصحراويين على مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية... وغيرها. وأضاف أن الهدف من وراء تنظيم القافلة هو الوقوف المباشر عند المعاناة الإنسانية الكبيرة التي يحياها الشعب الصحراوي بمخيمات اللاجئين بغرض التخفيف من وضعهم الإنساني المتدهور وكذا الاستجابة لحاجياتهم الضرورية من غذاء ولباس وأدوات مدرسية وأدوية لاسيما مع قرب حلول شهر رمضان المعظم. وأشار مسؤول الهلال الأحمر الصحراوي إلى الشق الثاني الهام لهذا العمل التضامني والمتمثل في الموقف الجزائري الثابت والراسخ في دعم القضية الصحراوية على مختلف الأصعدة منوها بالجهود الكبيرة التي تبذلها الجزائر شعبا وحكومة في مثل هذه النشاطات التضامنية لفائدة اللاجئين الصحراويين. وقال المتحدث إن تنظيم القافلة يتصادف هذه السنة مع العديد من المناسبات المهمة بالنسبة للصحراويين على غرار مناسبة يوم الطفل الإفريقي المصادف ل16 جوان من كل سنة، وذكرى انتفاضة الزملة، وكذا يوم المفقود الصحراوي تخليدا لروح الشهيد محمد سيدي إبراهيم باصيري المصادف ليوم 18 جوان إضافة إلى اليوم الدولي للاجئين. وبخصوص الاحتياجات التي يفتقد لها اللاجئون الصحراويون بالمخيمات أوضح رئيس الهلال الأحمر الصحراوي أنها تبقى هائلة جدا مقارنة بالأوضاع الإنسانية والصحية الجد متدهورة، حيث أكد أن فاتورة الغذاء اليومي بالمنطقة تزداد سنة بعد أخرى عن 5,2 مليون دولار إلى جانب توزيع ما يفوق 3 ألاف طن من المواد الغذائية على اللاجئين شهريا. وبشأن اتفاق الجزائر مع برنامج الغذاء العالمي الموقع يوم أول أمس والقاضي بتخصيص ما يفوق 31 مليون دولار لتغطية كافة احتياجات اللاجئين الصحراويين لمدة 18 شهرا ابتداء من الشهر الجاري، قال بوحبيني أن هذا الأخير يعد استمرارا ايجابيا في مسيرة علاقات التعاون للجزائر مع برنامج الغذاء العالمي المتواصل منذ سنة 1986 عندما دعت الجزائر الوكالات الدولية المختصة لتقديم المساعدات الإنسانية للصحراويين بغرض تحسين الوضع المعيشي للاجئين في إطار المبادئ الشرعية للاتفاق الدولي. وتابع المسؤول أن هذا البرنامج يتكفل بتقديم المساعدات في شكل مواد غذائية أساسية، من خلال تخصيص 18 مليون دولار من هذا المبلغ لشراء هذه المواد كالنشويات والسكر والزيوت بأنواعها إضافة إلى الحبوب الجافة، فيما يخصص المبلغ المتبقي لتغطية كافة الجوانب اللوجستيكية كالنقل والتكاليف المباشرة لهذه العملية. ويبقى على الهلالين الجزائري والصحراوي إلى جانب اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي برئاسة محرز العمار يضيف بوحبيني أن تتكفل باستقبال هذه المساعدات عبر ميناء وهران والقيام بمختلف الإجراءات الإدارية والقانونية لإيصالها لمخيمات اللاجئين. ومن الجانب الصحي، أوضح المسؤول الصحراوي أن هناك نسبة كبيرة من حالات الإصابة بفقر الدم وانتشار سوء التغذية في صفوف اللاجئين الصحراويين لاسيما بالنسبة للنساء والأطفال. وأشار استنادا إلى تقارير دراسات صحية مختصة أن اكثر من 66 بالمائة من النساء الحوامل مصابات بفقر الدم إضافة إلى إصابة 55 بالمائة من النساء في سن الإنجاب بهذا الداء. إلى جانب إصابة أكثر من 66 بالمائة من الأطفال دون الخمس سنوات. كما أشار إلى ارتفاع حالات سوء التغذية الذي وصفه بالحاد جدا إلى 5,5 بالمائة لاسيما الحالات المزمنة منها بنسبة تقدر ب18 بالمائة وكذا تعرض 33 بالمائة من الأطفال لهذا الوضع السيئ الذي يؤشر حسب المختصين الى وضع إنساني لا يدعو للتفاؤل. وفي نفس السياق أشار رئيس الهلال الأحمر الصحراوي الى النقص الكبير المسجل بالمخيمات بخصوص كميات الغذاء والمياه إلى جانب النظافة والاحتياجات الأخرى ذات التأثير الكبير والمباشر على الحياة العامة كالغاز المخصص للطهي. وأرجع بوحبيني هذا النقص إلى المعايير المطبقة من طرف الوكالات العالمية في إطار برنامج الغذاء العالمي لاسيما في تخصيص الحصص الغذائية الصالحة لوضعيات الإغاثة وحالات الطوارئ، داعيا إلى ضرورة التدخل الفوري والإيجابي لوسائل الإعلام المختلفة لاسيما الدولية للاطلاع عن كثب ونقل الحقائق عن الوضع الإنساني للصحراويين بمخيمات اللاجئين. ويقدر العجز المستمر لحجم المساعدات الدولية المخصصة للاجئين بالمخيمات الصحراوية بأكثر من 25 بالمائة وهي نسبة اعتبرها بوحبيني أمرا يستدعي المزيد من الجهود الدولية في مضاعفة المساعدات التي ترقى بالوضع الإنساني والصحي للصحراويين. ومن المنتظر أن يكتمل وصول العدد الإجمالي للشاحنات المكونة للقافلة التضامنية إلى مخيمات اللاجئين لتسلم إلى الوفد الجزائري المكون من الهلال الأحمر برئاسة زقريني، واللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي ممثلة في رئيسها محرز العماري، بمشاركة اتحاد النساء الجزائريات الذي تمثله أمينته العامة نورية حفصي بغرض الوقوف على عملية توزيع المساعدات على الصحراويين. مبعوث ''المساء'' الى مخيمات اللاجئين: م.أجاوت