المرحلة الأولى من مشروع التنوع البيولوجي بحظيرتي الطاسيلي والأهقار ناجحة مائة بالمائة لمس المشاركون في الرحلة السياحية التي نظمتها بحر الأسبوع الفارط وزارة الثقافة إلى حظيرة الأهقار سحر وجمال الجنوب الجزائري، من خلال التنوع البيولوجي المتمثل في تنوع الحياة النباتية والحيوانية وتنوع البقايا التاريخية والأشكال والرسومات الصخرية، وعاشوا أجمل غروب للشمس بزيارتهم لمنطقة الأسكرام، كما عرجوا في طريق العودة على منبع المياه الطبيعية التي تطلق عليه تسمية تهابورت المتميز بمياهه الصحية وتاريخه العريق، وتعطي مناظر الكثبان الرملية والصخور ذات الأشكال الغريبة صورا مغرية خاصة عند شروق وغروب الشمس، بما يوقع الزائر في أسره للأبد. وتشتهر بأشكالها الجيولوجية وملاجئها الناشئة عن تآكل الصخور بجمال باهر، فهي تتوفر على مجموعة فريدة من الصخور تعود إلى ما قبل التاريخ، وتحتوي على 15 ألف نقش ورسم على الصخور، وتسمح لدارسيها بمتابعة التغيرات المناخية وهجرة الحيوانات وتطور الحياة البشرية في أقصى الصحراء منذ ستة آلاف سنة. وقد كان الهدف من الجولة تعريف الوافدين على ماهية التنوع البيولوجي في الواقع ويشهدون ما تزخر به الحظيرة حتى يتمكنوا من توصيل المعلومة بأحسن الصور وتوضيح الرؤية بالنسبة للمواطنين حول الموضوع. وقد شرع في مشروع الحفاظ على التنوع البيولوجي بحظيرتي الأهقار والطاسيلي في سنة 2005، يقوم على تهيئة المنطقة والحفاظ على الموروث التاريخي والطبيعي الذان تزخر بهما المنطقة، وقد سطر المشروع ضمن أولوياته الحفاظ على الحيوانات الموجودة وحمايتها من الانقراض ضمن مخطط عمل يحدد فيما بعد الجوانب الإدارية والتقنية التي تسمح بتوسيع نطاق الحماية، والتأقلم مع الضغوطات والصعوبات التي تواجه القائمين على المشروع والخبراء في التهيئة والتنفيذ بالتنسيق مع مختلف الهيئات بعد التوعية اللازمة. ممثلة الأممالمتحدة ل"السياسي": "الجزائر خطت خطوة جبارة'' أشادت ممثلة منظمة الأممالمتحدة للتنمية أيشاني لاب في تصريح ل"السياسي" بالجزائر بالجهود التي تبدلها الدولة الجزائرية في سبيل حماية تراثها وثقافتها، وعرفت بطرق تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع الأهقار الطاسلي وطرق التسيير الإداري والمالي وشرحت من خلال مداخلاتها الهدف المتوخى الذي تعمل منظمة الأممالمتحدة على ترسيخه وتجسيده على أرضية الواقع، وذلك من خلال إسهاماتها المتعددة عبر العالم وصولا إلى حضيرتي الأهقار والطاسيلي، حيث قدمت المنظمة حسب المتحدثة 8.74 مليار دولار كمساهمة مالية في المشاريع الموازية عبر العالم، وذلك بهدف تسهيل المشاريع ومنحها السيولة اللازمة للتقدم دون معيقات تتعلق بالميزانية، وتقدر هذه الأخيرة ب 570 مشروع، خصص للجزائر مبلغ 3.700 مليون دولار، كما أشرفت على بعث جملة من المشاريع بالجزائر تم إنجاز ستة منها بغلاف مالي قدر ب 14 مليون دولار، وقد عرفت بالمنظمة ونظرتها للمشاريع والطرق التي يمكن تنفيذها وإطلاقها بالتنسيق مع الدول المعنية، وأضافت أن منظمة الأممالمتحدة استقرت في الجزائر سنة 1998 بموجب مرسوم وقعه رئيس الجمهورية آنذاك اعتمادا على عوامل تثبت قاعدة " بنود"، ثم برنامج البلد ومشروع العمل وبرنامج البلد ووثائق المشروع، وكلفت المرحلة الأولى من المشروع 875.720 مليون دولار بإسهام 5 بالمائة من طرف الأممالمتحدة و95 بالمائة من تمويل الجزائر، ودعت إلى تحسين الأمور الإدارية والمتابعة المنظمة بالاعتماد على كل الشركاء. ماما دومباي: "تدعيم هذا المشروع من أولويات الدولة الجزائرية" أراد الممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في الجزائر، أن ينقل من خلال "المشوار السياسي" تأكيداته على ضرورة تدعيم مشروع التنوع البيولوجي ووضعه في حيز هام ضمن أولويات خصوصا أن الفلاحة والسياحة ستخلف المحروقات حسبه في الألفية الثالثة، واستند في ذلك لبرنامج الدولة الجزائرية وتصورها لمستقبل البلاد في 2030، وأضاف أن المشروع ليس وطني فقط بل هو جهوي مع الدول المجاورة، مثل مالي والنيجر..، واعتبره وجها للعالم الثالث والدول الإفريقية من خلال ما يكتسيه من طابع سياحي إفريقي مميز، من شأنه أن يرقى بالقارة الإفريقية والجزائر كبلد مهم في المرحلة الحالية والمستقبلية، وبما أن الجزائر حسبه هي الرائدة والناطق الممثل لإفريقيا والعالم في هذا المشروع العالمي، فللدول الأخرى حقوق في المشاركة والحفاظ على الحظيرتين مثلهم في ذلك مثل المواطن الجزائري، ووضح أن الحضيرتين مصنفتين من طرف اليونيسكو، ولهذا يتوجب مشاركتها أيضا في دعم المشروع سواء ماديا، أو بإمكاناتها المالية، وأكد أن الحضيرتين أصبحتا تحت السيادة المشتركة، بحيث دخلتا نظاما عالميا يتوجب احترامه. سيد علي رمضان ل"السياسي": الأهداف المسطرة في وثيقة المشروع تجسدت نوّه المنسق الوطني للمشروع سيد علي رمضان بنجاح المرحلة الأولى من المشروع وعبّر على فرحته بوصول هذه الأيام الإعلامية إلى أهدافها الحقيقية المتوخاة، وأكّد أن أهداف المشروع تجسدت في الدعم البشري والهيكلي والتكويني، حتى من جانب وسائل الإعلام الآلي، والجهاز الإعلامي الجغرافي، وهذا هو الاتجاه الذي تسلكه ديوان الحظيرة الوطنية للأهقار، وديوان الحظيرة الوطنية للطاسيلي، وأكّد على خروج هذه الأيام بمجموعة من التوصيات تضمن نجاح المشروع، ومنها إنجاز نظام متابعة التنوع البيولوجي في الحظيرتين مع تكوين الأعوان المكلفين بهذه المهمة، وإنجاز دفتر متابعة التنوع البيولوجي يرتكزون عليه ويتمكنون بذلك من إدماج كل المعلومات في الجهاز الإعلامي الجغرافي للمساعدة في أخد القرار، وأكّد أن هذه الخطوات تسمح بتشخيص مشاريع صغيرة في المناطق المعنية بالمشروع بعد الحوار والمناقشة مع المواطنين وأخذ موافقتهم بكل شفافية في كل ما ينجز في المشروع، بالإضافة للحرص الكبير الذي أبدته الدولة الجزائرية على تواصل التراث الثقافي وتقليل مشاق العمل الذي تقوم به النساء في سبيل الحفاظ على التنوع الثقافي، حيث وفرت للنساء الترقيات، آلات الخياطة والنسج وطاحونات عصر التمر لتسهيل أعمالهم، وشدد في سياق حديثه على ضرورة إنجاز إستراتيجية في ميدان الإعلام والاتصال، والتربية والتحسيس موجهة بالخصوص إلى تلاميذ المدارس، لذا يتوجب حسبه تدعيم المكتبات بالكتب العلمية والتكنولوجيات الحديثة، وكذا إستراتيجية في مجال السياحة الايكولوجية المحترمة للطبيعة موجهة إلى الوكالات السياحية للمنطقة، حيث أكد المنسق الوطني للمشروع سيد علي رمضان على وجود مشروع ميثاق "إيكوسياحي" ستوافق علية الوكالات المذكورة أعلاه بهدف التعامل الأمثل مع الطبيعة دون الإخلال بتنوعاتها وثرواتها، وعبّر على سروره البالغ لكون الفريق الذي سهر على المشروع عمل منذ خمسة سنوات بكل رزانة وراحة بال رغم تنوع الاختصاصات وصعوبة المناخ وشساعة المساحات وخصوصية أهالي المنطقة والبعد الكبير الموجود بين العاصمة وجنات وتمنراست، وحتى بين المناطق والقرى ومراكز الحياة بينهم. مراد بتروني يؤكد: المرحلة القادمة هي الأصعب وقد أكّد مراد بتروني مدير الحماية القانونية للممتلكات الثقافية وتثمين التراث الثقافي بوزارة الثقافة، أنه تم التوصل خلال هذه الأيام للأهداف المرجوة بالتطرق لمختلف المواضيع التي تخص المشروع، انطلاقا بالتمويل والإمكانيات المستعملة والصعوبات المتوقعة، ووضح أنه سيتم بعد هذه المرحلة الانطلاق في إثراء مشروع المرحلة الثانية التي تعتبر مرحلة تطبيقية ممتدة على مدى خمسة سنوات وهي المرحلة الأصعب حسبه كونها تضم كل الأطراف المعنية بالحماية والحفظ التراثي الطبيعي والثقافي ولا بد لها أن تتدخل فعليا في كل برامج الحكومة الخاصة بوزارة الثقافة والبيئة والسكن ولا بد لهم من الاندماج في الموضوع بغرض الوصول إلى منهجية وطريقة تسمح لهم بتبنيه، كونه يحوز على تمويل خارجي من طرف الصندوق الدولي للبيئة، وهذا الصندوق يدعم الدول التي تحافظ خصوصا على التنوع البيولوجي ذو الأهمية العالمية المتواجدة بالطاسيلي والأهقار، ولذا لابد من المساهمة عالميا في الحفاظ على التنوع البيولوجي، ويجب حسبه سلوك منهجية فعالة ومؤسسة على معايير علمية، توفر بروتوكولات ومواد توضح كيفية المحافظة حسب طبيعة كل ممتلك طبيعي، وذلك للتعود على كيفية التعامل مع البيئة، كموضوع ثقافي من زاوية وجود ثقافة خاصة لكل نوع بيولوجي، وشدد في هذا الإطار على ضرورة التعامل مع الأهالي الذين يملكون مفاتيح بيداغوجية التي تمكنهم من تلقين الخبراء السلوك المناسب في هذا الوسط، وتبادل العلوم في هذا الإطار، وهي مرحلة ثانية من ناحية المنهج لمشروع يبلغ مداه الثمانية سنوات، والتي يمكنهم حسب المتحدث من المتابعة إذا توفرت الإمكانية والنية التي تسمح لنا بالمشاركة في الحفاظ على هذا التنوع البيولوجي، وأكد أن وزيرة الثقافة خليدة تومي حرصت على تناسب الخطط التنموية للمنطقة والتي تهدف لتطوير حياة السكان بالدرجة الأولى مع طبيعة الحظيرتين. وأضاف أن العراقيل دائما موجودة نظرا لطبيعة الموضوع ذو الاختصاص الذي يحمل مفاهيم لابد على الخبراء من التوصل إليها وابستيمولوجيات مختلفة التي تجعل الخبراء يجمعونه في التعامل بنفس الطريقة مع الموضوع رغم اختلاف العلوم والمنهجيات، وهو الأمر الذي يسمح لهم بالانطلاقة المباشرة في الموضوع، وصرح مراد بطروني ل"السياسي" أن هذه العراقيل تكمن في التعامل مع الموضوع الذي كان يقتصر على المختصين بحيث لم يتبناه المجتمع بصفة مباشرة، فكان يمر بفترة رصد وحذر تام من قبل المواطنين، وحاولنا تدعيم جانب الاتصالات البيداغوجية حتى يتمكن المجتمع والأهالي من فهم المشروع وتبنيه، ويدخلون بذلك كفاعلين فيه"، وأكد على دور الإعلام في توعية الأهالي بأهمية المشروع وضرورة رقي مواطني المنطقة لنفس المستوى المعيشي الذي يحظى به السكان في المدن الجزائرية. الطيب بلولي: التنوع البيولوجي حق للأجيال القادمة نوه مدير البيئة لولاية إليزي بالحضور المكثف لعائلة الإعلام وأكد أن هذه المبادرة من شأنها أن تفتح نافذة على موضوع مهم، واعتبر التنوع البيولوجي بحظيرتي الأهقار والطاسيلي حقا للأجيال القادمة، فيما يخص فضولهم وضرورة تعرفهم على الحياة بمنطقتهم من ناحية تاريخ الإنسانية واحترام الطبيعة، ومنبعا هاما لموادهم الغذائية من خلال عمليات إعادة التشجير التي ينظمها المعنيون، حيث تم تشجير منطقة أينامان بجنات بشجرة السرو بعد ثبوت نجاحها والمقدرة ب 40 شجرة هذا العام إضافة إلى 232 أخرى زرعت من قبل، ووضح أن الملتقى خرج بنظرية هامة يجب أن تطبق، حيث أبرز حسبه عدة أطراف فاعلة منها أسرة الإعلام الذي يتوجب أن ترافق المشروع في كامل محطاته وتطوراته وليس في الأيام الدراسية فقط. صالح أمقران وفريد إيغيل أحريز: النتائج المتحصل عليها خير برهان على نجاح المرحلة الأولى من المشروع أجمع مديري الحظيرتين الوطنيتين للطاسيلي والأهقار على نجاح المشروع الذي تم اقتراحه من طرف الدولة الجزائرية، التي حظيت بمساهمة صندوق البيئة العالمي وذلك للأهمية التي يكتسيها، ووضح أنه تم هيكلة المشروع من خلال عدة لجنات تسير بين القطاعات الوزارية وتحوز على العديد من وزارة الثقافة، والبيئة والسياحة مهامها المصادقة على برامج المشروع وعلى الحصيلة السنوي له، مجموعة من الخبراء والمختصين في علم البيئة و النبات والحيوان، وهم يقومون بتسيير وثيقة المشروع تعاونا مع التنسيقية والوحدات والقيام بانجاز المشروع، وأكدا أن وأشغال المرحلة الأولى من المشروع متميزة بالتكامل بين مختلف الفاعلين، وذلك استنادا إلى النتائج المتحصل عليها ودرجة الوصول إلى الهدف، الذي يوضح جانب من محاولات الدولة الجزائرية والجهات المختصة للحفاظ على التنوع البيولوجي وقدما مثالا عن ذلك بقدرة الأطفال على كتابة لغة الأفناغ القديمة، وأكدا على الدور الفعال للمرأة في مثل هذه المجتمعات بكونها الحاملة الرئيسية للعادات والتقاليد، وهو الأمر الذي دفع المعنيين حسبهما إلى التنسيق بين مختلف الجمعيات، ونبعت بذلك دراساتهم الأولى من النساء، حيث قاموا ببعض النشاطات استجابة للمواطنين، وهو الأمر الذي يوضح الحرص الكبير على تسهيل عمل المرأة في الوسط البدوي، ووضحا أنهما بصدد إنجاز ورشة للكتابة الجماعية بمشاركة الأطفال يحرصون من خلالها على حماية التنوع البيولوجي المعنوي وثقافة سكان المنطقة، وعلى إعلامهم بالتنوع الحاصل في محيطهم وأهميته، وإحاطتهم بالاكتشافات الجديدة. السعيد تريعة: علينا التجند لتجنب انقراض أنواع طبيعية أخرى يساهم مشروع حماية التنوع البيولوجي الذي اختتمت مرحلته الأولى ويرتقب دخوله المرحلة الثانية في حماية التنوع البيولوجي حسب باحث الآثار سعيد تريعة، وذلك فيما تم الاستفادة من نتائج التجربة الأولى في حماية التنوع الطبيعي والثقافي في الحظيرتين، وذلك من خلال حفظ بعض الأنواع النباتية والحيوانية من خطر الانقراض والزوال، بتوفير الوسائل اللازمة للحماية والاستفادة من الخبرات الأجنبية في الميدان، وكذا تثمين هذه الموارد الطبيعية باعتبارها جزء هام من السيسيولوجية الثقافية لإنسان المنطقة، والتي تظم آثارا ثقافية وتاريخية تعود لآلاف السنين من نقوش صخرية تصور الحيوانات، وإذا كانت العوامل الطبيعية حسبه ساهمت في انقراض بعض الحيوانات الموجودة في هذه الرسوم، فقد حان الوقت لحماية الأنواع الطبيعية الموجودة حاليا، حتى لا تصبح مجرد صور تحتفظ بها المتاحف هي الأخرى، ولذا أكد على ضرورة الإسراع في المعاملات القانونية وتسهيل الإجراءات الإدارية حتى لا تكون حجرة العثرة لهذا المكسب الهام للجزائر. حمودي محمد: نتائج المرحلة الأولى ممتازة أكّد مدير الحظيرة الثقافية لتوات قورارة بتدكلت على النظرة الحديثة التي أتى بها المشروع والتي ضمت للموروث الثقافي كوحدة بين الطبيعة والإنسان والحيوان، وهي قضية ميول ثقافية تدخل في إطار التاريخ القديم، ووضح العمق الذي تتسم به حظيرة تندوف، التي تعتبر من أهم المناطق التي تعبر عن الفن الصحراوي، أين تتميز بغناها بالموروث الثقافي والتاريخي والحرص على تداخل النمط العمراني والطبيعي، حيث يتوجب حسبه احترام التكوينات الجيولوجية انطلاقا من أرضية القارة الإفريقية، وتعتبر الحظائر بالجزائر متاحف جيولوجية على الهواء الطلق، حيث تزخر بتسلسل التكوينات الجيولوجية حتى فترات ما قبل التاريخ، والتكوينات الرسوبية والجيولوجية تؤكد ذلك، وأشار إلى الدراسات التي يقومون بها من خلال مسح التكوينات البحرية التي تطلعنا على نشاط المنطقة قبل ملايين السنوات، وشدد على ضرورة التوضيح بالنسبة للمواطن الامتيازات التي يملكها، وتأطير مختلف الميادين التي تمس المشروع وتحديد العلاقات والميكانيزمات الميكانيكية التي تتحكم به، وقد أعرب العمل المنجز حسبه عن دراسة أنثروبولوجية تحتاج إلى التواصل مع الشخصيات والتقاليد والأعراف الفعلية للسكان، وهذا ما يمنحهم صلاحيات لتقديم معلومات أكثر دقة ووضوح، وبالتالي يتسنى للمواطنين والقائمين على المشروع فهم كيفية العمل في المواقع الخمسة الأخرى، وأكد أن الدراسات السوسيواقتصادية جد هامة في تحديد مصير المشروع، وأعلن عن وجود مخططات سكنية تنموية بالحظيرة، يبحثون طرق تأسيسها بحيث تتوافق مع طبيعة المنطقة، وأكد أنه ينبغي مواصلة المشروع على نفس نمط الانطلاقة، والقيام بنفس العمل المدروس والمسطر، وهو ما يحث السكان حسبه على الحماية التلقائية للحظيرتين، ووضح أن أهمية المرحلة الأولى من المشروع وأهمية هذه الأيام التحسيسية تنبع أساسا من أهمية المنطقة. بوتي غطاس: نجاح المرحلة الأولى كان عملا جماعيا قال رئيس مصلحة مديرية الري بإيليزي: "لأول مرة لا حظنا هذا العمل الجماعي الذي جمع كل الخبراء من مختلف الميادين" ولفت انتباه الحضور إلى الجانب الإنساني، حيث طرح جملة من الأسئلة مفادها: "هل هناك إمكانية لتوفير خبراء اجتماعيين ونفسانيين يقومون بدراسة الفرد وطرق عيشه، وفهمه للواقع والأفكار، وتسخيرهم كفاعلين أساسيين في المشروع؟ وشدد على ضرورة وجود دراسات اجتماعية وإشراك خبراء اجتماعيين، تمنح الخبراء والمواطنين فهما أكبر للتمكن من المرور إلى المرحلة الثانية. شنوف نادية: ضرورة تكوين أعوان من المنطقة شددت نائبة مدير وزارة البيئة والتهيئة العمرانية والسياحية على ضرورة معرفة الهدف المتوخى من تكوين أعوان درك وحماية في الحظيرتين وأعمالهما، وحددت مراحل المشروع المتمثلة في مرحلتي إدماج المواطنين وإضفاء الانتعاش على النشاط السياحي بتسليط الرقابة على الوافدين السياحيين حرصا على استمرارية التنوع الأثري والبيولوجي بالمنطقة وهي مرحلة السياحة المستديمة، كما تم الإعلان عن المحاور الأساسية في المشروع انطلاقا من دراسة البنية التحتية إلى دراسة إجراء متحف خاص للحظيرة يتم فيها تنصيب مواقع المراقبة بالطاقة الشمسية، إلى جانب خريطة الطريق لحفظ البيئة وعملية المتابعة التي يحرص عليها الأعوان وعمال الحماية والحفظ في الحظيرتين الذين يملكون دراية واسعة بالمنطقة ويعرفون مفاتيح هذه المواقع ولذا تم تعيينهم بغرض العمل على حمايتها، بالإضافة إلى الأعوان الإداريين والتقنيين الذين يخضعون لدورات تكوينية بغرض تمكنهم من ممارسة مهامهم باحترافية ودراية كبيرين، وأكدت أن الاختبار السابق للشخصيات تم بحكم حيازتهم على دراية واسعة بالمنطقة بحيث يعرفون خبايا الحظيرتين، وأكدت على ضرورة ترسيخ حب الحفاظ على التنوعات البيولوجية بالمنطقة لدى السكان، فيصبح بذلك كل مواطن مشارك في الموضوع. شادر سميرة: على الخواص المساهمة أكثر في المشروع أكّدت شادر سميرة على تصنيف الصحراء الجزائرية ضمن المناطق التي تحتوي على أهم الثروات والمؤهلات الطبيعية عبر العالم، والتي تمكنها من الرقي إلى مصافي الدول المتطورة، فيما إذا أحسنت استغلالها في هذا المجال، وقد أكدت بالإضافة لما سبق أن الهدف من المشروع هو إيجاد آليات تسمح بالاستغلال الحسن للطاقة المتجددة في فائدة المواطن والدولة، وعرجت على نسبة الجزائر من الطاقة والموارد الطبيعية عبر الصحاري في العالم المقدرة ب 27 بالمائة وهي نسبة معتبرة حسبها تزخر فيها الجزائر بمناطق شاسعة يمكن وضع أنظمة الطاقة الشمسية بها لذا يتوجب القيام بعدة بحوث ودراسات حسبها من أجل توصيل المناطق بالطاقة الحيوية في المدن الصحراوية، ووضحت أنه بحلول 2050 سيتم توصيل 30بالمائة من المناطق بالطاقة الكهربائية، وقد لفتتت الانتباه إلى ضعف مشاركة الخواص في هذا المشروع وأكدت أن على الإعلاميين التنويه بضرورة الحفاظ على الطاقة المتجددة، والإسهام في الاستعمال العقلاني والحفاظ على الطاقة المتجددة من طرف المواطنين ". مبعوثة المشوار السياسي لتمنراست: شرايطية مريم