أصبحت بلدية حمام ملوان بالبليدة وجهة العائلات التي تفضل الهروب الى احضان الطبيعة والتمتع بالمناظر الطبيعية العذراء بعيدا عن صخب المدينة وضجيج الشواطئ، فمنطقة حمام ملوان تضمن لهم ذلك وهي اليوم في كامل استعدادها لاستقبال محبيها خلال هذه الصائفة. قامت بلدية حمام ملوان بعدة تحضيرات لاستقبال موسم الاصطياف الجديد، باعتبارها منطقة سياحية تستقبل عددا هائلا من الزوار على مدار السنة، خاصة في فصل الصيف، ولذلك أرادت المنطقة أن تظهر بحلة جديدة، حيث قامت البلدية حسب ما صرح به السيد ساحلي علي، رئيس المجلس الشعبي لحمام ملوان، بعمليات تنظيف واسعة شملت كل المحيط وضفاف الوديان والمناطق الجبلية، وذلك بإشراك الجمعيات والمجتمع المدني، كما تم وضع لافتات لحماية البيئة تمنع رمي النفايات بطريقة عشوائية وغسل السيارات على ضفاف الوادي، بالإضافة الى تكثيف عمليات مراقبة النوعية والنظافة على مستوى المطاعم والمقاهي. ولم تهمل البلدية المجالين الثقافي والترفيهي، حيث برمجت عدة نشاطات في هذا الإطار، وسطرت برنامجا مكثفا تحضيرا لمهرجان الصناعات التقليدية وإحياء التراث بمشاركة عدة جمعيات من مختلف الولايات، بالإضافة الى فرق فولكلورية ومعارض قبل أن ينطلق الاسبوع الثقافي المتنوع الذي تميزه الحفلات والنشاطات الترفيهية، اضافة الى معرض العسل الذي تنظمه البلدية كل سنة للتعريف بالمنتوج المحلي للمنطقة، والمهرجان الثقافي كنشاط جديد على خلاف السنوات الماضية، واصدار دليل سياحي خاص ببلدية حمام ملوان لأول مرة على مستوى الولاية، يهدف الى التعريف بمرافقها السياحية وبثرواتها الطبيعية، كما قامت بعدة ترميمات على مستوى المرقد الجواري لاستقبال الوافدين في ظروف أحسن. إمكانيات البلدية تبقى محدودة، إلا أنها تسعى الى تحسين الخدمات وتعمل على الرفع من القيمة الحقيقة التي تزخر بها المنطقة، حيث قامت هذه السنة بتخصيص مساحات لركن السيارات، وهي تعمل على تشجيع مبيعات منتوج الصناعات التقليدية لبعض العائلات بالمنطقة التي تعمل على تكثيف نشاطها خلال الصيف. ومن بين أبرز النقائص التي تعرفها المنطقة افتقارها إلى المرافق السياحية، ولذلك تسعى البلدية الى استقطاب المستثمرين وتشجيع أصحاب الاراضي على تجسيد مشاريع استثمارية في المجال السياحي، كإنشاء الفنادق، خاصة بعد الزيارة الأخيرة لوزير السياحة والبيئة التي تمخض عنها تخصيص محمية سياحية وتشجيع الوزارة الاستثمار بمنطقة حمام ملوان، والبلدية مستعدة لتقديم كل التسهيلات للمستثمرين. كما جدد محدثنا نداءه إلى المستثمرين. مشيرا الى أن البلدية توفر كل التسهيلات. ومن بين المشاريع الجديدة التي تعمل البلدية على تجسيدها نذكر محطة المياه المعدنية الجديدة التي هي في طور الإنجاز، وهو مشروع لمستثمر خاص بعد أن تم تهديمها وترميمها ووصلت نسبة الإنجاز 70، إضافة إلى إنجاز فندق من درجة أربع نجمات. كما قامت البلدية بدراسة شغل الأراضي بحمام ملوان، حيث هناك مشروع تهديم المحلات القديمة التابعة للبلدية وإعادة بناء محلات جديدة لائقة، والتوزيع سيكون وفق دفتر شروط يلزم المستأجر باحترام نوعية النشاط، لأن إنجاز محلات سيكون بالحجارة والخشب لاعطاء طابع سياحي للمنطقة، كما أنها ستكون من طابقين يخصص الطابق العلوي كغرف للإيجار للعائلات ذات الدخل المحدود. وتفكر البلدية في تخصيص أماكن خاصة تليق بكل مستويات الأعمار كحديقة ومساحة لعب للأطفال، وقد تم تسجيل المشروع وتخصيص المبلغ المالي لإنجازه. وأشار رئيس البلدية الى مشروع توسيع الطريق الذي لا يزال يشهد ازدحاما كبيرا، حيث تم تسجيل المشروع القطاعي لتوسيع الطريق من بوقرة الى مقطع لرزق وتم تعيين المؤسسة المكلفة بإنجاز المشروع إلا أنه لم ينطلق بعد. مشاريع سكنية هامة لعل أهم ما يميز بلدية حمام ملوان هو طابعها العمراني، حيث أن 90 من سكناتها هشة لم تعد قادرة على الصمود، ورغم أن البلدية استفادت من برنامج سكني إلا أنه يبقى غير كاف بالنظر الى الوضعية الخاصة للسكان، حيث استفادت البلدية من برنامج سكني بمقطع لزرق واستفادت من التنازل عن الاراضي وأوكلت المهمة للوكالة العقارية التي انجزت الدراسة في انتظار تحرير دفاتر الملكية وتسوية عقود الملكية من قبل البلدية، ليتم بعد ذلك تجسيد المشروع الذي سينجز بمخطط موحد ليكون قرية سياحية بنفس مكان البناءات القديمة ولنفس العائلات، وتوزيع العقود سيكون - حسب رئيس البلدية - قبل نهاية هذه السنة.وعن قرية يما حليمة التي تسعى البليدة لدى الجهات المعنية إلى تقديم كل التسهيلات والإعانات لها من أجل اعادة اعمارها عن طريق تقديم اعانات هامة في اطار البناءات الريفية. ويبدو في الأخير أن النهوض بمنطقة حمام ملوان لن يكون بالإمكانيات البلدية وحدها، وانما لابد من الحضور القوي للمستثمرين والجمعيات من أجل تطوير السياحة، وبعث التنمية الشاملة بالمنطقة.