استعرضت محكمة جنايات العاصمة قضية شاب لا يتعدى سنه 18 عاما تورط مع رعية إفريقي من مالي في قضية جناية تقليد أوراق نقدية ذات سعر قانوني في أراضي الجمهورية، حيث التمس ممثل النيابة العامة تسليط عقوبة 20 سنة سجنا في حقهما. مجريات الواقعة تعود إلى شهر أفريل 2009 بعدما أوهم الرعية الإفريقي ابن الصحية أنه بإمكانه أن يحوله إلى ملياردير مقابل 100 مليون سنتيم، ليجد نفسه في الأخير متورطا في قضية تزوير تحول فيها إلى شريك له بعد أن تستر عليه، حيث لم يقم بإبلاغ المصالح المعنية بهذا العرض لأنه كان قد أخذ منه نصف المبلغ، و كان من المتوقع أن يسلمه باقي المبلغ بعد أن سلم له المحل من أجل تسليمه حقيبة سوداء اللون تحتوي على أوراق مقطعة على شكل أوراق نقدية سوداء اللون مع محلول أخضر اللون، وبناء على هذا الادعاء قامت مصالح الأمن بنصب كمين تم بموجبه ضبط المتهمين وبحوزتهما الحقيبة المحملة بالأوراق بالإضافة إلى المحلول. من جهته أنكر الرعية الإفريقي (م.ف) تهمة التزوير المتابع على إثرها من قبل المحكمة الجنائية، كما أكد أنه تعرف على المدعو (ب.ف) على مستوى الحافلة ببرج الكيفان و تبادلا أطراف الحديث، حيث طلب منه هذا الأخير تأمين المحلول السري من بعض الأفارقة الناشطين في مجال تقليد الأوراق النقدية، وهي التصريحات التي جاءت متناقضة مقارنة بما أدلى به الشاب البالغ من العمر 18 سنة، الذي ذكر أن الرعية تعرف عليه بعدما تقدم منه عندما كان على مستوى محل أبيه ببرج الكيفان أين يعمل، حيث عرض عليه الدخول معه كشريك في عملية تزوير مبالغ مالية معتبرة، وأنه صدقه طمعا في زيادة ثروته بدليل أن طمعه وجشعه حوله إلى متهم، وخلال تدخل وكيل الجمهورية أكد أن التهمة ثابتة في حقهما مطالبا بتسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حقهما لارتكابهما جناية النصب والاحتيال والتزوير وتقليد أوراق نقدية مع الإقامة غير الشرعية بالنسبة للرعية الإفريقي. الجدير بالذكر أن أقوالهما أثناء مثولهما للمحاكمة جاءت متضاربة، حيث تبين أن الرعية الإفريقي كان يقيم في الجزائر بطريقة غير شرعية باعتبار أنه لا يملك وثائق تثبت هويته، حيث كشفت التحريات أنه قام باستغلال جواز سفر أخيه إضافة إلى أنه مسبوق قضائيا.