نطقت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو مؤخرا، بخمس سنوات سجنا نافذا ضد المتهم (أ.أ) البالغ من العمر 29 سنة، طالب جامعي، لارتكابه جناية محاولة التزوير ِوتقليد أوراق نقدية ذات سعر قانوني في أراضي الجمهورية. حيثيات القضية حسب ما ورد في قرار الإحالة، تعود الى تاريخ 10 جويلية 2007، حيث قامت مصالح الامن بدورية عادية على مستوى المحطة البرية لنقل المسافرين بتيزي وزو، واثر ذلك اوقفت شخصا وبعد تفتيشه عثرت بحوزته على طرد يحوي قصاصات ورقية لونها أسود بحجم الأوراق النقدية من فئة ألف دج، بالإضافة الى قنينة تحوي سائلا أبيض اللون وباشرت بذلك مصالح الامن تحرياتها وخلال استجواب المتهم صرح أنه طالب جامعي يدرس بجامعة بومرداس، وأنه بتاريخ 01 جويلية 2007 التقى بصديقه (ك.د) من جنسية كاميرونية يدرس بجامعة (هواري بومدين) بباب الزوار، واقترح عليه مقايضته بقصاصات سوداء اللون من حجم الاوراق النقدية من فئة ألف دج مقابل مبلغ مبلغ مالي قدره 10 ملايين سنتيم، وفعلا تمت العملية بإحدى الغرف الجامعية الشاغرة بالإقامة الجامعية ببومرداس، بحضور رعية كاميرونية يدعى (ق.ب)، حيث قام هذا الاخير بغسل القصاصات التي تحولت الى أوراق نقدية وهي من فئة ألف دج. وسلم المتهم 10 ملايين سنتيم للرعيتين الكاميرونيتين، وبعد مدة عاود اللقاء بهما، حيث سلم له أحدهما قنينة بيضاء تحوي محلولا يستعمل لغسل القصاصات الورقية السوداء. كما اتفقا معه على موعد ليسلما له كل المواد المستعملة في استنساخ الأوراق النقدية المزورة، غير أنه مرت الأيام ولم يلتق بهما ليتم إيقافه من طرف مصالح الأمن وإحالته على العدالة ليحاكم طبقا للقانون. خلال جلسة المحاكمة صرح المتهم أنه تعرف على الرعية الكاميرونية المدعو ويلي واقترح عليه مشاركته في احضار أوراق نقدية جزائرية من دولة غانا من فئة ألف دج، كما طلب منه إحضار مبلغ 10 ملايين سنتيم لكونه بحاجة إلى هذا المبلغ. وأضاف ان الرعيتين قاما بشراء سائل ومسحوق لغسل تلك الأوراق النقدية وتحويلها الى اوراق نقدية "حقيقية". وكان اللقاء بإحدى الغرف الجامعية حيث أخرج الرعية الكاميرونية (ق.ب) حقيبة سوداء بها قصاصات سوداء على شكل اوراق نقدية وقارورة بها ماء أضافوا له مسحوق الغسيل »أومو« لغسل القصاصات، وبعد تطهير ورقة نقدية من فئة ألف دج استعملها الرعيتان مقابل اقتنائهما لبعض الحاجيات، فيما أنكر المتهم أنه سلم المبلغ للرعيتين بغرض اقتناء المسحوق. ممثل الحق العام خلال تدخله وبعد اعادة سرد وقائع القضية، أشار الى التناقض الذي وقع فيه المتهم، ذلك أنه خلال التحقيق اعترف أنه سلم المبلغ الذي اخذه من والدته ليقدمه للرعيتين بغية شراء السائل المستعمل في غسل القصاصات، ليتراجع أثناء المحاكمة بقوله أنه قدم لهما المبلغ نزولا عند رغبة صديقه الذي ابدى حاجته إلى هذا المال، ثم ان عثور مصالح الامن بحوزته على طرد من القصاصات دليل كاف على ثبوت التهمة في حقه وعليه التمس تسليط عقوبة 15 سنة سجنا نافذا وبعد المداولة خفضت المحكمة الحكم الى خمس سنوات.