صدر كتاب جديد حول كفاح الشعب الجزائري بعنوان »صفحات تاريخية خالدة من الكفاح الجزائري المسلح ضد جبروت الاستعمار الفرنسي الاستيطاني- 1830-1962م«، بقلم الكاتب الصحفي الليبي المخضرم أحمد محمد عاشوراكس، الصادر عن المؤسسة للثقافة الليبية العامة. الكتاب الذي جاء في 271 صفحة من الحجم الكبير، عبارة عن سرد تاريخي مختصر يتناول فيه الدول الأوروبية التي فرضت هيمنتها على الجزائر بدءا من القرن التاسع عشر حتى قيام الثورة الجزائرية عام 1954م الأمر الذي جعلها تنال حريتها بالقوة عام ,1962 وينقلنا الكاتب عبر سرده التاريخي من موضوع الى آخر، حيث يبدأ من الماضي وينطلق الى الحاضر مستعرضا رحلة الجزائر اعتبارا من القرون الوسطى وحتى ثورتها في بداية الستينيات من القرن العشرين، منوها بعدة تجليات وفواصل عاشتها البلاد، فيتحدث عن علماء المسلمين ونصرتهم للجزائر ويوضح موقف الاستعمار الغربي من الجزائر. كذلك يلقي نظرة موضوعية على أحوال العرب والمسلمين عام ,1830 عن الأتراك وعن نابليون بونابرت وعلاقة اليهود به، وعن نص الوعد النابليوني لليهود، كما يتحدث بحب واستفاضة عن تصدي الشعب الجزائري للاستعمار الفرنسي بقيادة الأمير عبد القادر الجزائري وعن أعلام جزائرية مناضلة وذات تأثير، كذلك يفضح مزاعم وأكاذيب الجنرال جاك ماسو الذي حاول طمس حقيقة ثورة الجزائر الخالدة. الكتاب تسلح بالعديد من المصادر التاريخية بلغت 35 كتابا ومجلة، ودعم مواضيعه بصور تاريخية مهمة وخرائط جغرافية توضيحية، والحقيقة ان الكتاب بذل فيه جهد بحثي كبير، حيث استغرق المؤلف في تأليفه حوالي 18 عاما ويعتبر إضافة مهمة لمكتبة النضال العالمي ضد الاستعمار وجرائمه. ويهدي المؤلف كتابه إلى من صنعوا الحياة في العصر الحديث والى جميع شهداء الجزائر الأبرار وإلى جميع المناضلين الجزائريين الذين صمدوا صمود الأبطال في وجه همجية الجيش الفرنسي الاستعماري، ولم ينس أيضا أن يهدي الكتاب الى كافة الفدائيات الجزائريات الحرائر اللائي ضحين بأنفسهن لأجل نصرة وعزة الجزائر. أحمد محمد عاشوراكس ولد في بنغازي عام 1918م، ويجيد عدة لغات ألف بها كتبا وترجم عنها، منها الإيطالية والإنكليزية، وقد عايش فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر وهو في عز شبابه وتفاعل مع كفاحها المشروع، وقد مارس في حياته العملية عدة مناصب إدارية في عدة دول عربية وأجنبية، وألف وأصدر حوالي 40 كتابا في عدة مجالات صحفية وأدبية وتاريخية وتعليمية وترجمة وغيرها، وتحصل على العديد من الجوائز والأوسمة وكان عنصرا ثقافيا فاعلا في الحراك الإبداعي الذي عاشته البلاد خلال القرن العشرين وحتى الآن.