دافع المؤرخ الليبي الشهير أحمد محمد عاشوراكس عن حق الجزائر في مطالبة فرنسا ب''التعويضات المعنوية والمادية'' عن الجرائم التي ارتكبتها أثناء فترة الاحتلال والاعتراف بها، وذلك في كتابه الصادر هذا الأسبوع عن المؤسسة الثقافية الليبية العامة تحت عنوان ''صفحات تاريخية خالدة من الكفاح الجزائري المسلح ضد الجبروت الاستعماري الاستيطاني'' حيث عالج فيه هيمنة الاستعمار الفرنسي على الجزائر بدءا من القرن الخامس عشر إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية في نوفمبر ,1954 مبرزا بالصور ووثائق وشهادات حية، بشاعة المجازر التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية، مشبها تلك المجازر بجرائم الحرب التي ارتكبتها إيطاليا في احتلالها لليبيا، حيث قال إن بلاده نجحت في دفع روما إلى الاعتراف بجرائمها في حين لاتزال باريس تتنكر لما اقترفته في الجزائر. ويستعرض الكتاب في هذا الإطار مختلف محطات الاحتلال الفرنسي ويتحدث عن علماء المسلمين ونصرتهم للقضية الجزائرية، موضحا موقف الاستعمار الغربي من الجزائر، كما يتحدث عن الأتراك و''نابليون بونابرت'' وعلاقة اليهود بنابليون ونص ''الوعد النابليوني'' لليهود والمقاومة الشعبية التي قادها الأمير عبد القادر، ودور العديد من الرموز الثورية والتاريخية على غرار جميلة بوحيرد وخير الدين برباروس الذي يقول إنه لعب دورا مؤثرا في البحر المتوسط ضد الأساطيل الأجنبية التي غزت مياه المغرب العربي. وفي السياق ذاته، قال المؤرخ أحمد محمد عاشوراكس في كتابه، إن كافة الدول التي استعمرتها فرنسا خاضت نضالا طويلا في سبيل التعويض عن سنوات الاحتلال، مؤكدا أن الجزائر التي قدمت أكثر من مليون ونصف من الشهداء، لم تتمكن إلى غاية الآن من إجبار فرنسا على الاعتراف والتعويض وهو ما وقف ''حجر عثرة'' أمام الكثير من المشاريع والاتفاقيات الاقتصادية والسياسية المقرر عقدها بين البلدين. ويعتقد المؤرخ أحمد عاشوراكس أن تعنت فرنسا ومماطلتها؛ يرجع أساسا إلى أن المسؤولين السياسيين في باريس يعتبرون أن القيادة الفرنسية الحالية بزعامة ساركوزي غير مسؤولة عن ''مشاكل الأجداد مع الجزائر''. من ناحية أخرى، اعتمد المؤرخ أحمد محمد عاشوراكس في كتابه، على العديد من المصادر التاريخية بلغت 35 كتابا ومجلة، إضافة إلى صور تاريخية مهمة وخرائط جغرافية توضيحية، ويكشف المؤرخ أنه استغرق في تحضير هذا الكتاب أكثر من 18 عاما من البحث