شرعت وزارتا الأشغال العمومية والبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال في عمل تنسيقي بينهما لتجهيز الطريق السيار شرق - غرب بشبكات الخدمات الإعلامية والاتصالية، لضمان تغطية كاملة لمسار الطريق بشبكة الهاتف وتجهيز الفضاءات المخصصة للراحة بالمرافق الخاصة بخدمات البريد والهاتف والانترنيت، علاوة على تجهيز مراكز المراقبة الأمنية لمختلف منشآت المشروع بنظام معلوماتي امني ووقائي. وتمهيدا للعمل المشترك بين تقنيي القطاعين في هذا المجال، قام كل من وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول ووزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السيد موسى بن حمادي والوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي السيدة سعاد بن جاب الله أمس بزيارة ميدانية إلى شطر ولاية بومرداس من مقطع الوسط لمشروع الطريق السيار، والذي يمتد من منطقة الاربعطاش إلى غاية حدود الولاية مع ولاية البويرة على مسافة أصلية مقدرة ب17,5 كلم ومسافة إجمالية تصل إلى 21 كلم، حيث تم تسجيل التقدم المعتبر لنسبة أشغال هذا الشطر الأصعب من المشروع بالنظر إلى صعوبة تضاريس المنطقة المتميزة بصلابة الأرضيات الصخرية من جهة وهشاشة التربة التي انجزت بها الأنفاق الأربعة التي تخترق جبل بوزقزة باتجاه منطقة الاخضرية، من جهة ثانية. وحسب السيد غول فإن نسبة تقدم أشغال هذا الشطر الذي يضم 8 جسور كبيرة وأنفاق بطول 5 كلم، قاربت ال99 بالمائة، ولم يتبق منها سوى استكمال حفر 136 مترا من النفقين الغربيين اللذين يوصلان ولاية بومرداس بولاية البويرة وإنهاء تركيب آخر الجسور الثمانية والمقررة مع نهاية شهر اوت المقبل، ليشرع بعدها في وضع التجهيزات الأمنية والإشارات على طول الطريق ومنشآتها الفنية. وبالمناسبة كشف السيد غول بأن قطاعه يعمل رفقة وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال على تحضير عملية تغطية كل مسار الطريق السيار شرق - غرب من الحدود الغربية إلى الحدود الشرقية بشبكات الخدمات الهاتفية والمعلوماتية، من خلال وضع الألياف البصرية داخل الحوامل التي تمت تهيئتها على كل المسار، مع التحضير لتجهيز مراكز المراقبة الأمنية عن طريق الكاميرات لكل مقاطع الطريق وأنفاقه وذلك لتسهيل عملية تسييره التي ستشرف عليها الجزائرية للطرق السريعة. وأكد السيد موسى بن حمادي وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال من جهته أن قطاعه على أتم الاستعداد للمساهمة في تجهيز اكبر مشروع في الجزائر بشبكة جديدة للألياف البصرية، من اجل ضمان تغطية شاملة لخدمة الهاتف النقال على كل مسار الطريق وتجهيز فضاءات الراحة المقرر انجازها قريبا بمرافق خدمات الهاتف والبريد والانترنيت وخدمة التغطية بال''ويفي''، علاوة على تسهيل مهام تسيير الطريق ومراقبته الكترونيا من خلال إنشاء نظام معلوماتي مركزي للمراقبة الأمنية والوقائية. من جانب آخر، وقصد تعميم الفائدة العلمية والاستفادة من التقنيات الحديثة المعتمدة في أشغال انجاز مشروع القرن، اتفقت وزارة الأشغال العمومية مع الوزارة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي على جعل كل ورشات الطريق السيار جامعة مفتوحة للباحثين والأساتذة المتخصصين في البحث التطبيقي، حيث كشفت السيدة بن جاب الله الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي في هذا الإطار أن عملية التنسيق بين القطاعين تم الشروع فيها مع جامعتي بومرداس وتيزي وزو، حيث تم وضع برنامج لتنقل باحثين من الجامعتين إلى ورشات المشروع للتعرف عن قرب على التقنيات المتطورة التي تم استعمالها في أشغال الإنجاز. وفي هذا الصدد ذكر السيد غول أن تعقد تضاريس بعض أشطر مشروع الطريق السيار على غرار الشطر الرابط بين الاربعطاش وحدود ولاية بومرداس، استدعت استقدام خبراء دوليين متخصصين، واستعمال تقنيات فريدة من نوعها لمواصلة الأشغال ورفع التحديات التي اعترضت المشروع، معتبرا بأن استفادة الباحثين الجزائريين من هذه التقنيات تعد مكسبا آخر، اغتنمته المجموعة الوطنية من مشروع الطريق السيار. وحول المواعيد القريبة المتعلقة بفتح اشطر جديدة لهذا المشروع الإستراتيجي الكبير، ذكر الوزير بأنه سيتم في غضون الأسبوع القادم فتح مقطع جديد بولاية قسنطينة يمتد إلى غاية جبل الوحش إضافة الى فتح ال100 كلم المتبقية من المقطع الغربي، والتي تقطع كل ولاية تلمسان إلى غاية الحدود مع المملكة المغربية. للإشارة فإن الشطر الرابط بين منطقة الأربعطاش وحدود ولاية بومرداس، يعد آخر شطر متبقٍّ من مقطع الوسط للطريق السيار والذي يمتد بين برج بوعريريج والشلف على مسافة أصلية تقدر ب441 كلم ومسافة إجمالية تصل إلى 665 كلم.