أكد وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بصالح حميد،أمس، الشروع في عملية تقييم مشروع"أسرتك"، ودعا إلى تأهيل الموارد البشرية بعدما كشف أن عدد الباحثين المتخصصين في هذا القطاع يقدرب35 آلاف منهم ثلاثة آلاف هاجروا إلى دول أجنبية، مفضلا أن تمنح رخصة الجيل الثالث للمتعاملين الثلاث في الهاتف النقال المتواجدين حاليا في السوق الجزائرية. أبرز حميد بصالح المعين مؤخرا على رأس وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال في أعقاب التعديل الحكومي الذي أجراه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة منتصف الأسبوع الفارط وفي أول ظهور له خلال المؤتمر الدولي حول استراتيجيات تكنولوجيات الإعلام والاتصال بمقر "سيريست" المحاور الرئيسية لإستراتيجية تطوير مجتمع المعلومات في الجزائر والتي تتركز أساسا حسبه في التعجيل بتعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال. في هذا السياق، كشف بصالح أن الوزارة بصدد إعداد عملية تقييم لمشروع "أسرتك" الهادف إلى تجهيز 6 ملايين عائلة بحاسوب موصول بالربط السريع بشبكة الأنترنت، مبديا التزامه بتنفيذ هذه العملية في آجالها المحددة. كماقال الوزير أن الأمر يتعلق أيضا بإدخال تكنولوجيات الإعلام والاتصال خاصة في قطاعات العدالة والصحة والتربية والتعليم العالي والتشغيل والمؤسسات المالية ومفتشيات الضرائب والحالة المدنية والعقار والنقل وكذا في النشاط الاقتصادي: التجارة والأعمال والفلاحة والسياحة والصناعة، وأضاف أن مشروع الحكومة الالكترونية الذي أطلق في أفريل سنة 2004 في طريق الانجاز، قائلا إن الهدف من الإسراع باستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال يتمثل في تطوير الاقتصاد الوطني الذي يقوم كذلك على مرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مجال صناعة البرمجيات والتجهيزات و الخدمات إلى جانب بث المضامين. وأكد الوزير من جهة أخرى على ضرورة تعجيل تغطية التراب الوطني فيما يخص شبكات الهاتف الثابت والنقال ذات السرعة الفائقة وكشف أن نسبة الكثافة الهاتفية بلغت 82 بالمئة، حيث أوضح أن من كل 10 مواطنين يملك 9 منهم خط هاتفي ثابت، مشيرا إلى أن شبكات الهاتف الثابت واللاسلكي ذات السرعة الفائقة تلعب دورا "هاما" في التهيئة العمرانية، مضيفا أنه سيتم اتخاذ إجراءات أخرى لتمكين المواطنين من استخدام الأنترنت. ومن أجل تطوير هذه الشبكات طالب الوزير بالإسراع في مباشرة عملية منح رخص الهواتف النقالة من الجيل الثالث،وقال في هذا الشأن أنه يفضل أن تمنح للمتعاملين الثلاث المتواجدين حاليا في السوق الجزائرية وإعطاء ديناميكية جديدة لتعزيز شبكات الهاتف الثابت بالسرعة الفائقة باللجوء إلى التكنولوجيات المتقدمة "أ دي أس أل" "أف تي تي أيكس" و"ويماكس" وغيرها من التقنيات المتطورة. وقصد تشييد مجتمع المعلومات، دعا بصالح إلى تنمية القدرات البشرية وتأهيلها، إضافة إلى تحسين وتكييف برامج مؤسسات التعليم العالي والتكوين المهني وفق متطلبات المؤسسات، وكشف أن عدد الخبراء الجزائريين في هذا القطاع يقدر ب35 ألف باحث منهم 3 آلاف غادروا الجزائر للعمل في الخارج، مطالبا بإطلاق شبكة وطنية لتكنولوجيات الإعلام والاتصال تتكون خصوصا من مراكز و مخابر البحث و المؤسسات الاقتصادية. و لم يغفل الوزير في المؤتمر الذي جاء تحت شعار "تشييد مجتمع المعلومات" والمنظم من قبل الإتحاد الوطني للعلميين والمختصين في التكنولوجيا ضرورة مواكبة القوانين المنظمة للقطاع مع التحولات التي يعيشها بصورة متسارعة خاصة في مجال مكافحة الإجرام الالكتروني، معتبرا إنشاء مركز وطني لتكنولوجيات الإعلام والاتصال أولوية. يذكر أن المؤتمر ستتواصل أشغاله إلى غاية يوم غد، حيث سيتم عرض أهم الاستراتيجيات المطبقة في عديد من الدول الأجنبية.