في مشهد لم يتوقعه أحد لقن المنتخب الالماني درسا قاسيا في فنون الكرة والانضباط التكتيكي والواقعية لنظيره الارجنتيني، عندما فاز عليه امس على ملعب ''غرين بوينت'' بكاب تاون برباعية نظيفة لحساب الدور ربع النهائي من مونديال جنوب افريقيا، ليصبح زملاء بودولسكي ثالث المتأهلين الى المربع الذهبي بعد هولندا والاورغواي. انها نتيجة تاريخية، لم يحلم بها أكبر المتفائلين الألمان، لكنها جاءت لتؤكد تفوق ''المانشافت'' في هذا العرس الكروي العالمي بل وعلى راقصي ''التانغو'' بالذات الذين توعدوا بالثأر من هزيمة نهائي طبعة 1990 ومن خسارة ربع نهائي .2006 الألمان الذين راهن الكثير على سقوطهم امس كرروا سيناريو مباراة انكلترا حيث سيطروا منذ البداية وتمكنوا من تسجيل هدف مبكر بواسطة ميلر معلنا عن إعصار قادم سيطيح حتما بميسي ورفاقه الذين باتوا وكأنهم استيقظوا من حلم مرعب شلت على اثره أقدامهم وهم الذين اعتادوا العبث بخصومهم، وبدا ذلك واضحا من خلال تفككه فوق المستطيل الأخضر وعجزهم عن بناء هجومات منظمة رغم وجود نجوم كبار يهتز لسماع اسمها أي دفاع مهما بلغت درجة قوته وصلابته على غرار ميسي افضل لاعب في العالم، هيغوين هداف ريال مدريد وتيفز المتألق بامتياز مع مانشستر يونايتد قبل ان يحط الرحال بالجار مانشستر سيتي. هؤلاء العمالقة تحولوا امس الى أقزام دحستهم ماكينة المانية فتاكة تحت أنظار المستشارة انغيلا ميركل ورئيس جنوب أفريقيا ياكوب زوما والقائد الغائب عن النهائيات ميكايل بالاك والممثل كابريو صاحب رائعة ''تيتانيك''. وكان مارادونا يعتقد بأن الانطلاقة الكاسحة للألمان سرعان ما يزول مفعولها مع مرور الوقت لاسيما بعدما انتهى الشوط الأول بهدف نظيف، لكن هذا الاعتقاد الخاطئ كانت كانت نتائجه كارثية له ولأشباله الذين دفعوا ثمن قراءتهم السيئة لنوايا الخصم عندما تلقوا هدفا ثانيا في الدقيقة 68 عن طريق كلوزه. ولم يكد الأرجنتينيون يستفيقون من صدمة الإصابة حتى اهتزت شباكهم للمرة الثالثة حين توغل شفاينشتايغر على الجهة اليسرى وتلاعب بالمدافعين قبل أن يمرر الكرة على طبق من ذهب لفريدريتش الذي أودعها الشباك، قبل أن يطلق كلوزه رصاصة الرحمة على دييغيتو وتشكيلته بهدف رابع جميل عادل به رقم مواطنه غيرد مولر في عدد الاهداف المسجلة في نهائيات كأس العالم.