يعد الرياضيون الجزائريون في الكرة الحديدية المتوجون عالميا على أصابع اليد الواحدة وكان لهم الفضل في فتح الطريق للرياضة الجزائرية بصفة عامة نحو الظفر بالألقاب العالمية، حيث كان الراحل السيد محمد جدال ضمن المنتخب الوطني للعب الطويل بجانب كل من أوهيب عبد الرحمان، بن حليمة يحيى وبن حليمة حمدان الذين تمنكوا من رفع راية الجزائر المستقلة في مدينة ''لوزان'' السويسرية بافتكاكهم بكل جدارة واستحقاق كأس الأمم سنة 1964 . وبهذا الخصوص ارتأت ''المساء''، الاقتراب من ابن جدال محمد السيد كمال جدال للحديث عن مسيرة أبيه الرياضية والذي تألق بامتياز. يقول محدثنا أن الوالد موهوب بالفطرة مشواره الرياضي متنوع مس كل التخصصات الرياضية التي كانت تمارس في وقت الاستعمار حيث لعب كرة القدم مع فريق شباب الابيار مدة ثلاث سنوات بعدها الملاكمة التي لم يمكث بها سوى أربعة اشهر فقط ليتحول بعدها إلى مناجير ابن عمه الملاكم الشهير جدال رابح صاحب اللقب الإفريقي ليدخل عالم الكرة الحديدية عام 1941 مع فريق شباب الابيارBEB آنذاك. وأضاف السيد كمال كلامه بكل افتخار أن الوالد اظهر قوته البدنية وسيطرته المطلقة في بطولة فرنسا التي احتضنتها فرنسا عام 1956 ليتوج بلقبها مما ابهر الكثير من المدربين الفرنسيين الذين قدموا له دعوة الانضمام إلى المنتخب الفرنسي وظلت العروض تتهاطل عليه في كل سنة من منافسات البطولة حيث اصبح مرتين نائب بطل فرنسا في 1958 و1959 بتولوز وفارسليبان على التوالي وبطل فرنسا عام1961 بموناكو لكن العروض قوبلت كلها بالرفض كون الجزائري للجزائر وحب الوطن قبل كل شيء. وأشار الابن أن السيد جدال محمد يعد من بين مؤسسي كرة الحديد في الحقل الرياضي، مؤكدا ذلك أن بعد الاستقلال توجه الأب إلى جريدة ''المجاهد'' لإعطاء دفع حقيقي لانطلاقتها من خلال جلب عدد ممكن من الممارسين والمهتمين بهذا التخصص الرياضي الذي أثمر بتأسيس اتحادية جزائرية للعبة وكذا انطلاقة بعض الرابطات المتواجدة آنذاك عملها في حيز منظم وقانوني هذا الذي يعني إنشاء منتخب وطني عام 1963 . وفي 1964 شاركت التشكيلة الوطنية بالرباعي أوهيب عبد الرحمان، بن حليمة يحيا، بن حليمة حمدان وجدال محمد في أول خرجة دولية لها في كأس الأمم التي استضافتها المدينة السويسرية ''لوزان'' عام 1964 التي تحصل فيها ممثلو الجزائر على الميدالية الذهبية التي تعد أول ذهبية تتوج بها الجزائر مباشرة بعد الاستقلال التي فتحت شهية المنتخب الوطني في افتكاك مثلها وكان له ذلك بعد شهرين فقط في منافسات كأس العالم التي استضافتها مدينة ''جنيف'' السويسرية في اختصاص اللعب القصير بفضل الثلاثي سيد احمد سينيا، غوراب بوعلام وفراح احمد ومن ثم أصبحت الكرة الحديدية الجزائرية تحتكر كل الألقاب التي تلتها حسب ما أفاد به محدثنا. ووضع محمد جدال في سنة 1966 حدا لمسيرته الطويلة كلاعب ليقتحم بعدها أبواب التدريب محققا إنجازات رائعة، حيث فاز مع المنتخب الوطني في 1967 بالمرتبة الثالثة في كأس الأمير ''ريني'' لموناكو، وفي العام الموالي نال المركز الخامس في البطولة العالمية التي جرت في مدينة توال الإيطالية، ثم توج في 1970 ببرونزية مونديال ''ديجون'' الفرنسية بعد فوزه على ممثل البلد المنظم القوي. وكان مسك الختام عندما أحرز لقب دورة ''غرونوبل'' في ,1974 وهو التاريخ الذي اعتزل فيه اللعبة نهائيا. وطبق ابن كمال المثل الذي يقول ''خير خلف لخير سلف'' حيث حمل هذا الأخير مشعل والده واستطاع أن يتألق بضمنه البوديوم في كل تظاهرة كلاعب في صفوف الخضر بقيادة الوالد وكانت ألقابه المرتبة الرابعة في البطولة العالمية التي احتضنتها ''سبليت'' اليوغسلافية عام 1984 أين عرفت مشاركة 19 دولة رائدة في هذه اللعبة عالميا أوكمدرب وطني الذي يشرف حاليا على العارضة الفنية للخضر (أكابر، أمال، واقل من 19 سنة) حيث يقول بشأن مستوى الكرة الحديدية هي الوحيدة التي حافظت على مستواها ومكانتها دوليا الدليل على ذلك استحقاقاتنا نتائجنا المشرفة التي أحرزناها في الدورة الدولية الأخيرة التي استضافتها تونس ذهبية، ثلاثة فضيات، برونزيتين ومركزين في المرتبة الرابعة.