تلعب الكشافة الإسلامية الجزائرية دورا هاما في غرس قيم المواطنة في نفوس المنخرطين في صفوفها انطلاقا من مبادئها العامة، كما تخصص حصصا بحجم ساعي يقارب الثلاث ساعات يوميا لتدريس تاريخ الجزائر من خلال الدروس الوطنية. ويذكر مؤطرو الأشبال والبراعم والزهرات ان هؤلاء يتأثرون كثيرا وهم يستمعون ل''حكايات'' الثورة الجزائرية على لسان مدرسيهم لدرجة ذرف بعض أولئك الأطفال الدموع من شدة التأثر. ويقول لعلاوي نورالدين محافظ فوج محمد درويش لبوزريعة الذي حدثنا بالأمس على هامش إحياء جهاز الشرطة لمناسبة عيد الاستقلال أن التربية الوطنية في الكشافة تكتسي طابعا خاصا وهي تدرس كمادة أساسية ضمن المنهاج الكشفي. وتتضمن تلك الدروس وقفات خاصة عن حياة الرموز من الشهداء والمجاهدين وكذلك العلم والدولة والاهم على الإطلاق المواطنة. هذه الأخيرة يقول المحافظ أنها ''راسخة عندنا، فالمواطن الحقيقي هو الذي يتمسك بوطنه في كل الظروف وأعماله لا بد وأن تصب في خانة رد الجميل لوطنه وهي القيمة التي نسعى جاهدين لغرسها في نفوس الأطفال المنخرطين في صفوف الكشافة أو غير المنخرطين من خلال حملات تطوعية في مساعدة الغير في بعض الكوارث أو حتى تلقينهم الطاعات العامة كحب الوالدين وطاعتهما''. اما عن ابرز أعياد الجزائر الوطنية فإنه الى جانب تدريس معانيها وجوهرها للأشبال والبراعم والزهرات فإن الكشافة تقوم بخرجات ميدانية وزيارات لبعض المتاحف الوطنية والجهوية حتى يقف الطفل حقيقة على أهم محطات الثورة الجزائرية ويرى صور فرحة أجداده باستقلال بلدهم. من جهتها تقول الدليلة لبنى بريك (16 سنة) التي تؤطر 12 زهرة في سداسيتين و12 مرشدة في طليعتين أنها لاحظت تفاعل البراعم الكشفية أثناء سردها لمراحل الثورة الجزائرية التي تعمد الى استعمال الأسلوب القصصي حتى تبسط ايصالها وفهمها للأطفال، قد لاحظت أن أولئك الأطفال يبدون تعاطفا كبيرا مع كل ما يذكر لهم من قصص عن أبطال الثورة لدرجة البكاء. وتعتمد الدليلة على الكتب التاريخية المدرسية أو حتى على الانترنت لتتثقف شخصيا وتتمكن من ''إعطاء مزيدا من الشروحات للأطفال الذين يبدأون في طرح الأسئلة محاولين الوصول الى معرفة المزيد عن الثورة الجزائرية''. وتشير الدليلة أن الدروس الوطنية تبدأ من التسمية في حد ذاتها للجزائر الى الاستقلال عبر 3 حصص للتربية الوطنية أسبوعيا تتضمن كل حصة حوالي 3 ساعات وتعمد الدليلة على سرد التاريخ الجزائري بطريقة مبسطة أو على شكل قصة حتى يتمكن جميع الأطفال من الاستيعاب. وعن الخامس جويلية تقول الدليلة:''انه أكثر من عيد، انه وقفة استذكار للشهداء وإجلال للمجاهدين.. وتجسيدا للمواطنة. الجزائر بالنسبة لي منبع الحياة''. وترى المرشدة إيجار شهيناز (14 سنة) ان الخامس جويلية هو وقفة لاستخلاص العبر من تضحيات الشهداء وفرصة لحمل المشعل عن المجاهدين، ''ونحن نؤكد لهم أننا جديرون بهذه الثقة لأننا نحب الجزائر مثلما أحبوها فالوطن هو كل شيء''. هكذا كانت رؤية جيل الاستقلال من بعض الشباب حول الخامس جويلية وحول تضحيات الشهداء واستبسال المجاهدين. هم مدركون تماما لما قام به ذلك الجيل الذهبي للجزائر، في سبيل أن ينعم أولئك الشباب وغيرهم بنعمة الحرية ولسان حالهم يقول..وعقدنا العزم ان تحيا الجزائر،، دائما وأبدا.