ودعت العائلات القاطنة بالمناطق الجنوبية لولاية تيزي وزو أزمة منذ الخامس جويلية الجاري، ندرة الماء بصفة نهائية، حيث تم ربط هذه المناطق بسد تاكوديت أسرذون التابع لولاية البويرة، ومن المنتظر أن يشرع هذا السد في تموين مناطق أخرى بكل من البويرة، المدية، المسيلة، والمدينة الجديدة بوغزول، بما يعادل نحو 4 ملايين نسمة مجموع سكان المناطق المستفيدة. وحسب مصدر مقرب من مديرية الري للولاية، فإنه تم إجراء أول محاولة لإطلاق الماء في الأنابيب الناقلة للماء باتجاه ولاية تيزي وزو، وذلك بغية التأكد من عدم وجود أية مشاكل في الإيصال تفاديا لحدوث أية تسربات، وتبين من نجاح العملية أن الأشغال أنجزت بإتقان محكم. موضحا أن هذا المشروع الضخم الذي يعد الثاني على المستوى الوطني بعد سد بني هارون بولاية ميلة، رصد لإنجازه غلاف مالي بقيمة تقدر ب 22 مليار دج، حيث تكفلت بأشغال انجازه الشركة الفرنسية ''رازل'' بالمكان المسمى معالة التابع لولاية البويرة، فيما تكفلت بعملية توزيع ونقل مياهه إلى المناطق الجنوبية للولاية والمناطق الأخرى المستفيدة منه، الشركة الكندية (لافالان )، كما أن مدة التسيير ستسمح لإطارات المنطقة باكتساب الخبرة بالتكوين لضمان حماية مياه هذا السد، الذي تقدر سعتة ب640 مليون متر مكعب. وأشار ذات المتحدث إلى أن سعة هذا السد تجاوزت ب 3 مرات سعة سد تاقسبت بتيزي وزو، مما يضمن وصول الماء ل 4 ملايين و400 ألف مواطن طيلة 5 سنوات، وقدرت حصة تيزي وزو بأكثر من 21 مليون م3 سنويا لفائدة 184 قرية الموزعة على مستوى 10 بلديات منها تيزي غنيف، فريقات، بوغني، واضية وغيرها ما يضمن الماء على مدار أيام السنة لنحو 226 ألف مواطن، أي نفس الكمية التي يوفرها حاليا سد تاقسبت للولاية، وذلك عن طريق ثلاثة خزانات تقدر سعتها الإجمالية ب 29 ألف متر مكعب، هذا في حالة عدم تساقط المطر. وأضاف ذات المصدر انه سيتم موازاة مع ربط تيزي وزو باشبكة، إيصال هذه المادة الحيوية إلى ولاية البويرة، في انتظار أن تمس العملية جميع المناطق الأخرى المبرمجة استفادتها من مياه سد تاكوديت اوسرذون في آفاق .2012 وذكر ذات المصدر أن المشروع الهام الذي حظيت به ولاية البويرة والذي سمح للقاطنين بالناحية الجنوبية لتيزي وزو، بوضع حد لمشكلة ندرة الماء في بعض المناطق وافتقاره في البعض الآخر، انطلقت أشغال إنجازه في أوت ,2002 حيث كان مقررا استلامه بعد 35 شهرا، غير انه تم تسجيل بعض التأخر بسبب جملة من المشاكل صادفت المشروع، لاسيما مشكلة انزلاق الأتربة المحاذية للسد، جيث نطلب الأمر وضع إسمنت مسلح (خرسانة) على الهضبة المهددة بالانزلاق ضمانا لسلامة القاطنين بجوار السد. كما تدعم السد بعدة مشاريع من شأنها أن تساعد على ضمان وصول الماء إلى المناطق المبرمجة، منها محطة المعالجة والضخ الواقعة بالمكان المسمى جباحية والتي أسندت أشغال انجازها إلى الشركة الكندية ''لافالان''، حيث تم تجهيزها بأحدث العتاد، كما دعم السد بمخبر يضمن بصفة مستمرة إجراء التحاليل لمياهه وتفادي أية حالات تلوث، إضافة إلى انجاز محطتين لضخ المياه بكل من واضية وبوغني الواقعتين جنوب ولاية تيزي وزو واللتين يتم تمويلهما من محطة جباحية بنحو17الف و300 متر مكعب من الماء في الساعة، إضافة إلى خزانات للمياه وقنوات النقل التي تمول القرى المستفيدة. واستنادا إلى ذات المصدر، ينتظر مع مباشرة عملية تموين القرى الواقعة جنوب الولاية على غرار مشروع ذراع الميزان، بوغني، واضية، إضافة إلى مشروع سد نتلاثة الذي انطلقت أشغال انجازه مؤخرا، سيتمكن سكان ولاية تيزي وزو وقراها ال 1400 من إحداث القطيعة مع أزمة المياه وسيناريو اقتناء الصهاريج بأثمان خيالية تفتقر لأدنى شروط النظافة مع قدوم كل صيف، حيث ستساهم هذه المشاريع إلى جانب سد تاقسبت الذي يمون 417000 مواطن موزعين على مستوى 320 قرية من توفير الماء الشروب 24سا/24 بصورة منتظمة دون انقطاع، ما يشجع على جلب المستثمرين والسياح، على اعتبار أن وفرة الماء من بين الشروط المطلوبة لتحقيق التنمية وفتح الباب أمام الاستثمار.