لا يزال اللاعب والمدرب السابق، عبد القادر زرار، يعاني في صمت، حسب ما أكده صهره السيد محمد علاق خلال زيارته ''المساء''، حيث روى لنا المتاعب الصحية لهذا الرياضي الكبير الذي كان قد تعرض لحادث مرور خطير مع فريق رائد القبة سنة 1983 بين بوسعادة والمسيلة وأصيب بعدة كسور على مستوى الحوض تسببت له في عجز دائم، إلى درجة أنه لم يعد بوسعه السير وهو الآن طريح الفراش ومعوق بنسبة مائة في المائة. ولمن لا يعرف زرار، فهو لاعب سابق ضمن فريق جيش التحرير الوطني ويعد من بين مؤسسيه سنة 1957 بتونس، حيث كان ينتمي في تلك الفترة إلى نادي حمام الأنف، ومع بداية الاستقلال لعب زرار في البطولة الوطنية مع شباب بلوزداد رفقة لالماس وكالام وأحمد أعراب وعاشور وناسو ومدهبي، وغيرهم من اللاعبين الذين صنعوا تاريخ ومجد هذا النادي العريق الذي تعدت سمعته حدود الوطن. ودرب زرار عدة فرق، من بينها رائد القبة الذي نال معه سنة 1981 لقب بطولة القسم الأول، وكان يقود آنذاك شلة من اللاعبين الممتازين منهم بشكل خاص عصاد وصفصافي وسرباح، إلا أن سوء الحظ لم يمكنه من الاستمرار في التدريب بعد حادث المرور الذي تعرض له، لتبدأ معاناته مع المرض الذي ازداد حدة من سنة لأخرى إذ توقف نهائيا عن المشي منذ ثماني سنوات. وحسب أقوال صهره، فقد تطورت الحالة الصحية لزرار من سيء إلى أسوأ، فأصبح فاقدا للذاكرة ويتناول يوميا دواء أريسابت (Aricepte) المساعد على استرجاع نسبة قليلة من الذاكرة. وتحدث السيد علاق بمرارة كبيرة عن الوضع المأساوي الذي يعيشه زرار، حيث قال :'' زرار يبكي من حين لآخر لشعوره بالوحدانية والعزلة، فقد تقلصت الزيارات التي كان يحظى بها من الرياضيين القدامى وهو مستاء بشكل خاص من مسيري رائد القبة الذين لم يتفقدوه منذ عدة سنوات ولم يقدموا له ما كان ينتظر منهم من أجل مساعدته على العيش في حياة كريمة.. وكانت بلدية المحمدية الجهة الوحيدة التي كرمته بتنظيم دورة كروية على شرفه.. والسؤال المطروح أمام هذه المأساة: ألا يستحق زرار تكريما يليق بسمعته وبماضيه الكروي المشرف بعد أن وضع نفسه في خدمة الثورة التحريرية من خلال انضمامه إلى فريق جيش التحرير الوطني، فضلا عن مساهمته في تطوير الكرة الجزائرية بعد الاستقلال''. وأضاف علاق، أن زرار أصبح يجد صعوبة في التكفل بعائلته المتكونة من ستة أفراد بسبب دخله الضعيف الذي يتقاضاه من المعاش، وكلفه بتوجيه نداء إلى وزارة المجاهدين لكي تعيد النظر في المنحة التي يتقاضاها.