بعد سلسلة الأخطاء التي سجّلت في عدد من المنشورات والكتب المدرسية خاصة فيما يتعلّق بقضية بتر المقطع الخامس من النشيد الوطني "قسما" وكذا إكساب التلاميذ في مختلف الأطوار ثقافة تاريخية خاطئة بغضّ النظر عن الأخطاء النحوية والإملائية وهي القضايا التي أثارتها مختلف وسائل الإعلام الوطنية، أكّدت وزارة التربية أوّل أمس أنّه تمّ تصحيح ومراجعة 99 بالمائة من هذه الكتب وإعادة طبع 40 كتابا مدرسيا· وأعلنت وزارة التربية الوطنية أنّ اللجنة الوطنية لمراجعة مضامين الكتب المدرسية، قامت لحد الآن بتصحيح ومراجعة 99 بالمائة من هذه الكتب، وفي هذا الشأن أوضح رئيس الديوان بوزراة التربية الوطنية السيد أحسن لاغا أنّ هذه اللجنة التي نصبها وزير القطاع السيد بوبكر بن بوزيد يوم 03 نوفمبر 2007 صحّحت معظم الكتب المدرسية كما وافقت على إعادة طبع 40 كتابا مدرسيا وإنّها ستنتهي من عملها مع نهاية شهر فيفري· وأكّد مدير الديوان خلال لقاء مع الصحافة الوطنية خصّص لتقييم عملية مراجعة الكتب المدرسية قبل إعادة طبعها أنّ مراجعة الكتب المبرمجة أضحت عملية إجبارية بعد إعداد كل كتاب بالنظر إلى أنّ العمل البشري "مهما بلغ من الإتقان لن يسلم من بعض الهفوات والأخطاء، إذ يحتاج دائما إلى تحسين وعليه تمّ وضع جهاز لمراجعة الكتب المدرسية يعمل بصفة دائمة لتكييف كل المناهج والكتب المدرسية"· وعلى هذا الأساس أضاف نفس المسؤول أنّ التقييم الشامل لما أنجز في مجال تصحيح النقائص والأخطاء الملاحظة على الكتب والمناهج يتم حاليا وأنّ الجهات المعنية تريد أن يكون لها متّسع من الوقت حتى الدخول المدرسي القادم لتصحيح ما ينبغي بمنأى عن الضغوطات التي تفرضها آجال الانجاز، وعليه -كما أشار إليه السيد لاغا في هذا اللقاء- فإنّ الكتب المدرسية التي ستوزّع لصالح الدخول المدرسي القادم في طبعتها 2008 -2009 ستكون كلها "مصحّحة" وخالية من الهفوات والأخطاء مضيفا انه في حالة وجود أي خطأ ما فإنّه لا يتعلّق حتما بالطبعة المصحّحة، ولدى استعراضه لمجال إعداد الكتب المدرسية في نطاق إصلاح المنظومة التربوية قال السد لاغا إن الجهات المعنية قامت خلال أربع سنوات من الإصلاح بإنجاز 151 كتابا و181 برنامجا تربويا خاصا بالأطوار التعليمية الثلاثة مما يعني توزيع 177 مليون كتاب ما بين سنتي 2003 و2007 على المستوى الوطني· واسترسل في نفس السياق قائلا إنّ إدراج المستجدات البيداغوجية للإصلاح في الكتب المدرسية تمّ بصفة متدرّجة ومتوازية في مختلف المراحل التعليمية· ومن جهته استعرض مدير المعهد الوطني للبحث في التربية السيد سمير بوبكر بالمناسبة مختلف مراحل عمل اللجنة حيث ذكر انه مباشرة بعد تنصيب هذه الأخيرة تمّ تشكيل 120 فوج عمل على مستوى القطر الوطني يرأس كل واحد منها مفتش المادة، وأضاف أنّه تمّ تحديد في المتوسط أربعة أفواج لتعمل على كل كتاب في كل سنوات التعليم بالأطوار الثلاثة وذلك بالتنسيق مع 12 قطاعا وزاريا ومنظمات ومجالس مختصة لها صلة بمضامين الكتب المدرسية حسب مجال اختصاصها· وعلى أساس هذا العمل جمعت اللجنة المكلفة بمراجعة الكتب المدرسية إلى 15 جانفي المنصرم 700 تقرير بمعدل 4 إلى 5 تقارير حول كل كتاب بما في ذلك تقارير القطاعات الأخرى، وقدّمت هذه التقارير -حسب السيد بوبكر- من المنفتشية العامة التي نصبت أفواج عمل مختصة لتقييم الكتب، بعد هذا العمل شرعت أربع ورشات عملية في حوصلة التقارير حول الملاحظات المدونة وإدماجها في الكتاب المدرسي المراجع، حيث بدأت في مسح 151 كتابا ابتداء من 19 جانفي 2008 · وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنّ المجموعة الأولى أخذت على عاتقها مهمة جمع التقارير حول 64 كتابا خاصا في مواد أدبية وأخرى والمجموعة الثانية تكفّلت ب10 كتب حول اللغة الفرنسية، فيما نظرت المجموعة الثالثة في تقارير 35 كتابا في الرياضيات والعلوم الفيزيائية والمجموعة الرابعة في 43 كتابا يخص بعض المواد العلمية والهندسية واللغات الانجليزية والاسبانية والألمانية· وتأتي بعد هذه -حسب نفس المسؤول- مرحلة التصحيح والسحب حيث تسلم كل ورشة في آخر أعمالها للمؤلف نسخة من التقرير الخاص بكشف الأخطاء المطلوب تصويبها ليتكفل بمتابعة تصحيحها على مستوى الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، واستطرد السيد بوبكر قائلا انه يطلب من المؤلف بعد الانتهاء من مراجعة كل كتاب على حدة سحب نسختين لتسليمهما للجنة المكلفة بالمراجعة التي تعمل على تفقد مدى تصحيح الأخطاء لتتم بعدها المصادقة على النسخة النهائية المنقحة وترخص سحب العدد الضروري من الكتب المدرسية تحضيرا للدخول المدرسي 2008 - 2009 · وبخصوص نوعية الأخطاء التي أحصتها اللجنة على الكتب المدرسية عموما، فتتعلق - حسب السيد - لاغا في معظمها بالشكل والنحو والطبع في حين تشكّل الأخطاء العلمية نسبة 1 بالمائة فقط، وأكّد في رده على سؤال أنه من المستحيل عدّ كل الأخطاء التي تشملها الكتب المدرسية وأن قطاع التربية كباقي القطاعات يتطور عن طريق الخطأ والصواب· وفيما يتعلق بعدد الكتب المقرر طبعها خلال الدخول المدرسي القادم قال السيد عبد الفتاح حماني مدير الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية أن الطبع سيكون حسب احتياجات التلاميذ، مشيرا إلى أنّ الدولة تخصّص كل عام ما قيمته 5 ملايير دج لهذه العملية، وذكر في هذا الشأن أنّ الديوان طبع لهذه السنة 58 مليون كتاب استرجع منها أكثر من 19 مليون كتاب، مرجعا أسباب ذلك إلى عدّة عوامل كاسترجاع بعض التلاميذ للكتب القديمة واستفادة 3 ملايين آخرين من هذه الكتب مجانا·