أجمع مسؤولو وممثلو مؤسسات المجتمع المدني ونخبة من الإعلاميين الجزائريين المتعاونين مع الشبكة الجزائرية للإعلام والتضامن بالعاصمة أمس على ضرورة ترقية وتكييف ثقافة التضامن بمختلف جوانبها مع التوجهات الكبرى للساحة الإعلامية الوطنية والدولية بما يخدم العمل الخيري وتحقيق الانسجام الاجتماعي. وأكد المنسق العام للشبكة السيد حميد بوشارف في هذا الاطار، في الندوة التي نظمت بالمركز الدولي للصحافة حول موضوع ''الاعلام والتضامن في الجزائر'' أن التضامن بكل ما يحمله من معان يرمي الى إبراز أهداف اجتماعية تخدم الصالح العام، موضحا أن التوصل الى ذلك يكون من خلال قناة الاعلام التي تعد العامل الأساسي في التعبير عن هذه الخصلة الإنسانية. وأشار في هذا المنحى الى وجوب الاعتماد على الاعلام البناء لا الهدام في اشاعة ثقافة التضامن في اوساط الجمهور العريض والتعبير عن روح التآزر مع طالبي المساعدة، والحرص الكبير على تقديم أحسن أوجه أشكال التضامن الاجتماعي. وأوضح أنه يتعين على بعض وسائل الاعلام أن تعود إلى جادة الصواب في ممارسة وظائفها الأصلية لاسيما التهذيب والتربية، مؤكدا على أن الاعلام رسالة وأمانة. ومن جهته أبرز القائد العام للكشافة الاسلامية الجزائرية السيد نور الدين بن براهم في تدخله العلاقة الوطيدة بين الاعلام والانسجام الاجتماعي، من خلال اشتراكهما في تقديم الخدمات في شتى الميادين والتخصصات، مشيرا الى أهمية دور المرافقة الدائمة لمختلف أطياف الحركة الجمعوية لمسيرة الإعلام قصد الارتقاء به وجعله في خدمة البرامج المجتمعية. كما دعا السيد بن براهم الى إعداد دراسات تحليلية تعتمد مباشرة على ما يروج من عمل خيري بهدف احداث التناغم اللازم بين مفهومي الاعلام والتضامن وجعلهما يستجيبان للتحولات الاجتماعية المحلية والدولية. وأكثر من ذلك القضاء على أشكال الجهوية الضيقة واحتكار المعلومة. وتطرق القائد العام للكشافة الى درجة تأثير التضامن في الاعلام الجزائري من خلال ترقية الممارسة الديمقراطية، لاسيما من جانب اختزالهما للفوارق الاجتماعية وارساء مبدأ تكافؤ الفرص، ومن ناحية أخرى الارتقاء بالمستوى الديمقراطي. وفي الأخير دعا بن براهم الى فتح فضاءات للتعايش وتخصيص دراسات أكاديمية حول هذه المفاهيم التي تعمل عل تحفيز الاعلام والارتقاء به الى المستويات الحديثة التي أفرزتها الثورة التكنولوجية. وبدوره، أشار الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء السيد الطيب الهواري الى الدور الكبير الذي لعبه الاعلام في قهر مرحلة العنف أثناء الثورة من خلال تسليط الضوء على من يحتاجون المساعدة من أبناء الشعب ومن ينتظرون تغيير الأوضاع في سبيل تحقيق الاستقلال. كما ذكر بما جاء في الفصل الرابع من بيان أول نوفمبر والذي يصب في هذا السياق، لاسيما الحث على مبدأ التضامن كمعيار لتغيير الأوضاع الاجتماعية التي كان يحياها الشعب الجزائري تحت وطأة الاستعمار الفرنسي، معربا عن ارتياحه لتلاحم جيل الثورة وجيل الاستقلال. ومن جهة أخرى، أكد المدير العام ل''الشروق'' اليومي السيد علي فضيل في تدخله على ضرورة ايلاء العناية القصوى ليقيم التضامن بين أبناء الشعب الجزائري وخارج القطر، ليشمل التآزر سكان غزة والصحراء الغربية، داعيا الى الارتقاء بهذا السلوك الحضاري الى مجالات أخرى اجتماعية، ثقافية، فنية...وغيرها. قصد إعادة بعث هذا المفهوم من جديد. وأبدى السيد علي فضيل استعداده للمشاركة في دعم هذه النشاطات الداعية للتكافل والتضامن، وقال ''أننا مستعدون لتكريس مبدأ التضامن ميدانيا عبر النشاطات الخيرية المتنوعة لاسيما دعم كل ما يعطي بعثا إنسانيا لذلك''. وفي الختام، وفي إطار المحافظة على قيم التضامن في سلوكات المجتمع عن طريق الاعلام ذكر الأمين العام لنقابة الصحافيين الجزائريين نور الدين بوخمخم بعدة نقاط منها العمل على انشاء بنك معطيات بالنسبة للمؤسسات الفاعلة في نشر الثقافة التضامنية، اضافة الى نشر هذه الثقافة عبر وسائل الاعلام، وتوظيف الاعلام في مناهج التعليم الوطنية للارتقاء بالسلوك التضامني. للاشارة، تعد الشبكة الجزائرية للاعلام والتضامن خلية منضوية تحت لواء الاتحادية الوطنية للصحافيين الجزائريين تضم إطارات جزائرية من مختلف التخصصات العلمية والعلوم الانسانية. وتهدف الشبكة إلى إثراء عدة مجالات بتنظيم عدة ندوات اعلامية فكرية ثقافية واجتماعية تضامنية مع وبين الأسرة الإعلامية، وكذا التحسيس بأهمية ودور الاعلاميين في تأدية هذه الرسالة النبيلة.