اعتمدت مصالح الجمارك إجراءات استثنائية لفائدة المسافرين والوافدين إلى الجزائر عبر الموانئ والمطارات وحتى عبر نقاط العبور البرية بهدف تقديم تسهيلات في عملية التسجيل ومراقبة الأمتعة وهو الأمر الذي سمح بتقليص مدة عبور المسافرين إلى أقل من 15 دقيقة. وشرعت الجمارك الجزائرية منذ بداية موسم الاصطياف الحالي في اعتماد طريقة عمل خاصة بهذا الموسم، تهدف أساسا إلى ضمان معاملة تريح المسافرين الوافدين إلى الجزائر وحتى عند مغادرتهم لها، وفي هذا السياق كشف السيد الطاهر غرزوم المفتش الرئيسي للجمارك أمس انه تم توفير العديد من الوسائل المادية والتكنولوجية كأجهزة سكانير واستخدام الإعلام الآلي لاستخراج بعض الوثائق الخاصة بالمسافرين والمركبات التي يستقدمونها. ومن ضمن الإجراءات التي راهنت عليها الجمارك الجزائرية للتخفيف من المدة اللازمة لتفتيش أمتعة المسافرين، تخصيص رواق أخضر للمغتربين يحصلون فيه على كل التسهيلات، وحسب السيد غرزوم الذي نزل أمس ضيفا على القناة الاولى للإذاعة الوطنية، فان ما بين 40 الى 50 بالمائة من المسافرين القادمين الى الجزائر يستخدمون هذا الخط وتوقع ان يتزايد عددهم مع مرور الوقت، كون مستخدمي الرواق يستفيدون من إجراء مبسط يدخل في عملية الرقابة والفعالية والحذر واليقظة، بما في ذلك تخصيص أعوان يتم نشرهم على كل البواخر لتقليص الوقت في التعامل مع المسافر، حيث يتكفل هؤلاء باستصدار وثائقهم وتصريحاتهم بالعملة الصعبة وهو ما يساهم في تقليص وقت العبور. وحول إمكانية توسيع استعمال الرواق الأخضر لجميع المسافرين، أوضح مسؤول الجمارك ان المسألة متعلقة بالوقت لأنها مرتبطة أساسا بتحقيق مقاربة تتمثل في التوفيق بين تسيير المخاطر وهي مهمة الرقابة وكذا تسهيل وتقليص آجال التعامل مع المواطن وهو ما يتطلب التعامل معها بإحكام. ويذكر أن الرواق الأخضر موجود على مستوى المطارات والموانئ وفي كل نقاط العبور الحدودية وقد سطرت هذه الإجراءات عشية انطلاق موسم الاصطياف. وبخصوص كيفية التعامل مع المسافرين والعراقيل التي تواجه أعوان الجمارك في أداء مهامهم خاصة في مجال الرقابة مع تزايد حالات الغش التي يرتكبها بعض المسافرين، أشار السيد غرزوم إلى أن هناك مسافرين يتصرفون في إطار قانوني واضح ومعلوم وهم على إطلاع دائم بالتشريعات والتنظيمات المعمول بها ومستجداتها فيستفيدون من التبسيطات، وبالمقابل فإن هناك تصرفات استثنائية لكن نسبتها تبقى محدودة. وأوضح ان تسخير الجمارك لكافة الوسائل البشرية والمادية اللازمة كالرقمنة، حيث يمتلك ميناء الجزائر جهاز كشف سكانير حديث موجه للسيارات وآخر خاص بالمسافرين وأمتعتهم قد ساهم في تحسين أداء الأعوان والتفريق بين المسافرين العاديين والمحتالين. ومن جهة أخرى كشف مسؤول الجمارك الجزائرية ان هذه السنة عرفت تزايدا في عودة الجالية الجزائرية بالخارج دون ان يقدم حصيلة بالأرقام كون من السابق لأوانه إجراء تقييم شامل. وتوقع ان يتواصل توافد الرعايا الجزائريين المقيمين بالخارج خلال شهر رمضان وذلك بالنظر الى خصوصية الشهر الفضيل، مؤكدا ان جميع التسهيلات ستقدم لهم في إطار البرنامج الخاص الذي تم تحضيره بالتنسيق مع القطاعات الأخرى. ومن جهة أخرى دعا المفتش العام للجمارك المسافرين الى التقيد بالحمولة المرخصة لها والاكتفاء بجلب الأمتعة الشخصية فقط وعدم قبول نقل إلا الأمتعة الخاصة بهم لتفادي الوقوع في حالات نقل سلع محظورة وذكر في هذا السياق بمحاولات تهريب أسلحة ومخدرات عبر المناطق الحدودية البرية والبحرية وحتى في المطارات. وأوضح مسؤول الجمارك ان كل أمتعة تتجاوز الوزن المسموح به تسجل في خانة ''الطابع التجاري'' ويتعين على المسافر دفع حقوق جمركية. كما اعترف مسوؤل الجمارك ببروز حركة عكسية ووضع جديد لدى المسافرين يتعلق باقتنائهم للسلع من الجزائر بغرض حملها في طريق عودتهم الى ديار الغربة، ودعا هؤلاء كذلك الى الالتزام بحمل الأمتعة الشخصية فقط.