تتفق عدة هيئات ناشطة في تسيير تنقل الأشخاص عبر المرافق الحدودية على أن التدابير المتخدة في مجال تسهيل عبور المسافرين و الرعايا الجزائريين المقيمين في الخارج و تحسين ظروف استقبالهم في فترة الصيف تتم وفق ملاحظات هذه الشريحة التي تقضي أوقات عطلها في بلدها الأصلي كل سنة. و أشاروا الى أن ما ينبغي التكفل به هومشكل الضغط المسجل في فترة محددة مع مرحلة نهاية موسم الصيف بالاضافة الى هاجس تذاكر السفر المفتوحة و قوائم الانتظار. و ذكر المدير العام لميناء وهران شمسة محمد الذي ترأس اللجنة المحلية لتسهيل ظروف استقبال الوافدين على ميناء وهران من الخارج و التي نصبت مع بداية السنة أن معظم الاظطرابات التي تحدث خلال موسم الصيف على مستوى المحطات البحرية الأربع التي يتوفر عليها جناح نقل المسافرين بميناء وهران يتم تسجيلها في فترة الرجوع لأفراد الجالية خاصة في الأسبوعين اللذين يسبقا الدخول المدرسي و الاجتماعي. و أوضح شمسة أن العديد من المسافرين القادمين من أوروبا يفضلون القدوم بتذاكر مفتوحة للعودة خاصة بعد نفاذ أماكن الركوب في البواخر خلال الأيام الأخيرة لموسم الصيف و التي يرغب السواد الأعظم من الرعايا الجزائريين الظفر بها لقضاء أطول فترة من هذا الموسم وسط عائلاتهم و للاستمتاع أيضا بمزايا هذا الفصل في السواحل الجزائرية. و أضاف نفس المسؤول أن استقبال هؤلاء المسافرين يتم بوتيرة حسنة على ضوء توازن حلول الوافدين عبر الميناء و التي تتطلب مضاعفة الأعوان المكلفين باستقبالهم و توجيههم و تحديث الوسائل المرتبطة بتيسير مسار خروجهم من الميناء في زمن قصير بالرغم من عدم كفاية الوسائل البشرية و بعض الامكانيات لتسيير الحجم الكبير من حركة المسافرين من جوان الى غاية الأسبوع الأول من سبتمبر. و نبه المتحدث الى أن عملية استقبال الوافدين على مستوى المحطات البحرية تعد أمرا شاقا للغاية حيث قال أن عدد حركة نقل المسافرين يرتفع من معالجة حركة باخرتين أو أقل من ذلك في اليوم الواحد بالنسبة لباقي مواسم السنة الى 5 بواخر يوميا خلال فصل الصيف مع الاشارة الى أن البواخر الوافدة و العائدة من هذا الميناء خلال هذا الموسم تحتوي على عدد من المسافرين و السيارات يفوق طاقتها الأمر الذي ينعكس على مستوى تدابير المرور و اجراءات الاستقبال و ظروف التكفل بهؤلاء الرعايا التي و ان اجتهدنا في تحسينها باستمرار فانها تبقى دون تطلعات المسافرين و الأعوان المكلفين باستقبالهم على حد سواء. و يأتي النقاش الدائر حول هذا الموضوع الذي سبق و أن شكل محور أيام دراسية و ندوات برلمانية تناولت ملاحظات و توصيات ممثلي الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج موازاة مع التدابير الجديدة التي تهدف الى تحسين مختلف الشروط الخاصة باستقبال هذه الفئة بمبادرة من وزارة التضامن الوطني و الجالية حيث دفعت الكثير من الهيئات المعنية حسب ممثليها الى تكييف هياكل الاستقبال مع الأهداف المرجو بلوغها في هذا الميدان. و في هذا الصدد شرعت مؤسسة ميناء وهران مع بداية جوان في اعادة تهيئة محطاتها البحرية الأربع حتى تنسجم مع متطلبات الاستقبال المرجوة لأفراد الجالية الجزائرية على غرار باقي الوافدين من الخارج حيث رصدت هذه الهيئة غلافا ماليا أوليا للعملية تقدر قيمته بنحو 200 مليون دج و ذلك بهدف توفير جميع شروط راحة المسافرين أثناء حلولهم بالميناء و كدا خلال اجراءات عودتهم. و أشار نفس المسؤول الى أن هذا المشروع تم بناءا على توصيات و رغبات المسافرين و تطلعاتهم خاصة أولئك الذين يتوافدون خلال صائفة كل سنة. و يندرج كذلك مشروع تطهير أعماق أرصفة الميناء من الشوائب الناتجة عن حركة السفن و الذي يوشك على الانتهاء في اطار تحسين شروط الاستقبال حيث مكن ذلك من الشروع في استغلال بواخر من الحجم الكبير و التي بوسعها حاليا الرسو بأرصفة ميناء وهران حيث تتيح نقل حجم كبير من المسافرين زيادة على أن صنفها يوفر مجالا واسعا من الخدمات لفائدة المسافرين و فرصة لجلب سياراتهم أكثر من البواخر الصغيرة أو ذات الحجم المتوسط. و في هذا الاطار ذكر المدير الجهوي لمؤسسة النقل البحري للمسافرين نور الدين عبد اللطيف أنه تم منذ أسابيع الشروع في استغلال باخرة كبيرة تابعة لمجموعة بحرية أوروبية حيث تضمن نقل ألفي مسافر و 750 سيارة في الرحلة. و كان ذات المسؤول قد سلط الضوء على مشكل الحجز و الضغط الذي تواجهه مصالح هيئته للتكفل بنقل المسافرين خاصة في احدى مراحل الاياب و التي تستقطب نسبة 80 بالمائة من مجموع الوافدين الذين يلجأون غالبا الى التسجيل ضمن قوائم الانتظار التي يقارب عددها أحيانا الحجم الذي توفره السفن لنقل المسافرين. و تقدر نسبة نشاط حركة المسافرين خلال فصل الصيف ب 60 بالمائة من مجموع هذا النشاط طيلة السنة و الذي يقدر بمعالجة تنقل 350 ألف مسافر ذهابا و ايابا حيث يشهد ميناء وهران حركة قرابة 180 ألف مسافر و أزيد من 40 ألف سيارة خلال الأشهر الثلاثة للصيف حسبما تشير اليه احصائيات السنة المنصرمة 2008. و قد ثمن الكثير من الرعايا الجزائريين المقيمين بالخارج في حديث له لدى حلوله بميناء و مطار وهران مع انطلاقة حركة موسم الاصطياف لهذه السنة الاجراءات التي وضعتها مصالح الجمارك الوطنية لفائدة هذه الشريحة و المتعلقة بتخصيص الرواق الأخضر لتسهيل اجراءات مرور العائلات حتى يتمكنوا من مغادرة هذه المرافق الحدودية في وقت قصير. و ترى ابتسام 39 سنة مقيمة بميدنة غرونوبل بفرنسا و التي حلت بمطار السانية قادمة من باريس مصحوبة بطفلين أن هذا الاجراء قلص كثيرا من معاناتنا خاصة نحن الأمهات المظطرات لجلب أطفالنا في هذه الرحلة و أمام مختلف الاجراءات يبقى الرواق الأخضر المخصص للعائلات أمرا يبعث على الارتياح. و نفس الشأن تم العمل به بالنسبة لاستقبال المسافرين على مستوى الميناء - يشير المدير الجهوي للجمارك بوهران - حيث خصص رواق أخضرا لمرور السيارات التي يتواجد على متنها العائلات حتى يتمكنوا في وقت قصير من استكمال اجراءات العبور و مغادرة الميناء و يأتي ذلك بحثا عن توفير الشروط الملائمة لراحة الرعايا الجزائريين القادمين الى وطنهم و تفادي أي ضرر قد يلحق بهذه الشريحة التي يتواجد من بينها الأطفال و الشيوخ الذين لا يتوفرون على قدرة تحمل الانتظار مثل الشباب خلال الايام التي تشهد ضغطا لحجم المسافرين. و أضاف مسؤول الجمارك أن اجراءات أخرى قد تم السهر على ضمانها لتسهيل اجرءات السفر مثل تعزيز تواجد أعوان الجمارك على مستوى البواخر حتى يتم تسيير اجراءات التصريح بدخول السيارات و ملأ استمارات الصرف و غيرها قبل رسو السفن بالميناء الشأن الذي يسهل من اجراءات عبور المسافرين على مستوى الميناء. و بالاضافة الى مشكل الحجز و الضغط المسجل خلال فترة عودة الرعايا الجزائريين و التي تتركز على أخر أيام أوت من كل سنة يبقى الهاجس الأخر على مستوى مطار السانية بوهران هو محدودية قاعات الركوب و النزول أمام حجم حركة المسافرين بالنسبة للخطوط الخارجية التي تربط وهران بعدد من المدن الأوروبية بالاضافة الى تونس و المغرب. فأمام قاعة ركوب واحدة و أخرى للنزول بهذا المطار يبقى العجز قائما في معالجة اجراءات استقبال و مرور المسافرين خاصة عندما يتعلق الأمر بركوب أو نزول مسافري طائرتين تغادران أو تحطان في وقت واحد. يذكر أن مطار السانية-وهران سجل معالجة أكثر من 273 ألف مسافر من و الى خارج الوطن خلال موسم الصيف الفارط ما يمثل نسبة تفوق ال 50 بالمائة من مجموع الحركة خلال طيلة السنة التي تم احصاءها السنة الماضية من قبل مصالح الجمارك. و الملاحظ أن جميع الهيئات المعنية بتسيير هذا المجال المرتبط بنشاط المرافق الحدودية تنشغل بالتحضير لتسيير التدابير الخاصة بتسهيل استقبال و مرور المسافرين على غرار الرعايا الجزائريين المقيمين بالخارج مع الأخد بالحسبان مصادفة شهر رمضان هذه السنة بأخر مراحل فصل الصيف مما يدفع الى ترقب تغير بعض المعطيات المعتادة المتعلقة بحركة المسافرين و تحول فترة الضغظ الى ما بعد فصل الصيف.